تدفعنا مسيرة العدالة اليوم 29 أبريل للتأمل في العدالة التي كانت ولا تزال الخيط الناظم الموحد لرجال الفكر والسياسة في كل زمكان ، لكن المعادلة انقلبت عندنا في موريتانيا فأن تجمع العدالة ها هو البعض يرغب في الخروج على مسيرة العدالة ـ مقاطعا ـ ورافضا للمشاركة ـ ، فبعض نخبتنا يعميها التخندق السياسي عن الوعي بالمفاهيم ، فإطلاق اسم "مسيرة العدالة "على حراك الميثاق للحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية للحراطين كان ينبغي أن يكون فرصة لكل القوى الفاعلة بالمجتمع لتناسي همومها وخلافاتها وتعبر عن تأييدها لكل ما هو عادل ويحترم حقوق الغير ويدافع عنها ، لكن الأفلاطونيون الموريتانيون الرافضون للمشاركة في مسيرة العدالة يرسلون تصريحا واضحا مفاده " أن العبيد واهمون حينما يعتقدون في المساواة ، لأن العدالة لا يمكنها أن تكون كذلك أبدا لأن الناس خلقوا غير متساوين بطبعهم " ساخرون بذلك من "مسيرة العدالة " لما يرون من استحالة تحققها في موريتانيا ، فلا يريدون لشريحة الحراطين الإنصاف ، يتصورون عبثا أن يقظة الحراطين خطر يتهددهم ، لكن ليت الوعي يسرب إليهم أن العدالة تتحدد على أنها "عدم الانحياز في محاكمة أي إنسان لأي أمر " هي " رؤية إنسانیة للمحيط الذي يعيش فیه کل فرد ... " هي أساس التعايش الاجتماعي في موريتانيا باعتبارها كحق يتمتع به المواطن .
فهاهم الحراطين اليوم كما في الأمس يضحون بحريتهم في سبيل العقد الاجتماعي بموريتانيا لأجل استمرار الدولة وما مسيرة العدالة 29 أبريل إلا تبريرا صادقا وبينا عن ذلك ، فيوما بعد يوم يتضح بجلاء أن الحراطين شعب مسكون بالتطلع للمجتمع الموحد الذي يتأسس على العدالة الضامنة لهم كبشر إنسانيتهم وتحفظ لهم كرامتهم .
يمتلك الحراطين كامل الحرية في مطالبتهم بالعدالة وإنصافهم بمنحهم حق المساواة في الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، باعتبار الإنصاف الضامن الوحيد للمساواة بين كل مكونات الشعب الموريتاني رغبة في تحقيق العدالة التي لن تتحقق ما لم يسمو الفرد الموريتاني في أعماله وذلك من خلال الاحترام المتبادل مع غيره ، والعمل كما لو كان أسوة لغيره وأن يتعامل مع الآخرين من خلال احترام متبادل يمليه عليه احترامه لنفسه .
سيسلم الحراطين مبدئيا على أنهم الحلقة الضعيفة في المجتمع الموريتاني ولذا هم يؤمنون بالعدالة ووجودها ، ويقتنعون بأن لا عدالة خارج عدالة دولة القانون ، وما سواها يستحيل فيه العيش ، كما تستحيل الحياة في ظل عدالة الغاب ، وبذلك يقضي منا إنصاف الحراطين الاعتراف وإن بألم أنهم لا يتمتعون بحكم طبيعتهم كمواطنين بالحقوق التي تؤهلهم ليكونوا في مرتبة مواطن ، ففي لحظة من التاريخ الغابر تم المساس بحقوقهم المطلقة ، ومن منطلق ذلك فإن الواقع المتردي الذي يعيشونه يتطلب إنصافهم مراعاة لماضي الحيف ولسنوات الجمر التي راحوا ضحية لها ، فما من خلاف أن استمرار تجاهل الإنصاف لصالح الحراطين هو إقصاء متعمد لهم وتكريس لاستمرار حشرهم في أسفل السلم الاجتماعي ، وستظل حريتهم بلا معنى في ظل غياب الدور الفعال والفاعل للدولة في توزيع الثروة ومحاربة الفقر والبطالة ونشر التعليم وتوفير الخدمات الأساسية ..... الخ ، فكرامة الحراطين لا تتوفر بتوفير الحرية والمساواة بل لا بد من تمكينهم للتمتع الفعلي بحريتهم واستخدامها الفعلي ، ولن يتأتى ذلك بدون العدالة التوزيعية ، ومعاملة الأفراد بمساواة تامة ، فلا يريد الحراطين من خلال الميثاق إصدار حكم جائر ظالم ضد أي مواطن موريتاني مهما كان فصيله الاجتماعي لا يريدون معاقبة أوسجن أيا كان ، لا يحملون وهم يخرجون في مسيرة العدالة ب 29 ابريل أي حقد وكراهية ضد أي مكون من مكونات مجتمعنا الغالي فأقل ما يطمحون له عدالة منصفة تضمن لهم قيمهم كبشر ومواطنون ، فمسيرة العدالة ب 29 ابريل مسيرة ضد الظلم والجور .
مسيرة العدالة 29 أبريل رغبة من الحراطين أن يفهم الجميع أن الدولة لا الأفراد هي الضامن الوحيد للحقوق ويقع عليها تحقيق العدالة .
مسيرة العدالة ب 29 ابريل تهدف لعدالة اجتماعية تضمن نظاما تعليما لا تفرقة فيه بين الغنى والفقير أو المهمش ، ونظام صحي لا ميز فيه بين المكونات ، وفرص عمل كريمة للجميع على قدم المساواة .
مسيرة العدالة ب 29 أبريل طموح لمنح الحراطين الحقوق التي تمكنهم من الوصول لمرتبة تجعلهم قادرين على أن يكونوا مواطنين.
مسيرة العدالة ب 29 أبريل تؤكد أن العدالة بموريتانيا تمر حتما بإنصاف الحراطين .
مسيرة العدالة ب 29 أبريل تهدف إلى خلق المساواة في المجتمع الموريتاني ومعاملة الجميع على قدم المساواة ، فالحقوق لا تتجسد إلا من خلال المساواة كفعل عادل يعامل الناس بالتساوي بغض النظر عن التفاوت بينهم .
مسيرة العدالة 29 أبريل تعبير من الحراطين لرفض الاعتداء على الآخرين ، وحماية المصالح الفردية والعامة .
مسيرة العدالة ب 29 أبريل إيمان من الحراطين أنه لا يمكن أن توجد عدالة ما لم يوجد شعب و مجتمع صانع للعدالة وراغب فيها وطامح فيها .
مسيرة العدالة 29 ابريل ترمي للعدالة المساواتية وذلك بالتساوي بين مكونات شعبنا عن طريق التخلي عن التمييز بين المكونات المجتمعية القائم على القبيلة والعرق وما شابه ذلك فكل الموريتانيين أحرار متساوون في الحقوق .
مسيرة العدالة 29 أبريل تهدف للعدالة السياسية للحراطين من خلال منحهم الحقوق السياسية الكاملة أسوة بباقي المكونات المشكلة للنسيج الاجتماعي من خلال استفادتهم من حق الإشراك السياسي فلا عدالة بدون تشارك في القرار والتوظيف في الإدارة وتطبيق القانون على الجميع وإنهاء حالة الإقصاء السياسي الممنهجة ضد الحراطين في جميع المؤسسات .
مسيرة العدالة 29 أبريل تسعى للعدالة الاقتصادية من خلال التوزيع العادل للثروات ، فلا عدالة بدون التشارك في الثروة وإزالة الفوارق المتسعة بين الحراطين وغيرهم ، وخلق فرص عمل لتحقيق مزيد من الدخل والرفاهية للحراطين وأسرهم والمجتمع كافة .
مسيرة العدالة 29 ابريل هي إعلان من الحراطين لإرساء أساس اجتماعي متين لاستمرار التعايش بين مكونات مجتمعنا مع بعضها البعض، بعيدا عن كل ما من شأنه تهديد وئامنا المجتمعي .
مسيرة العدالة 29 ابريل قائمة على مطلب الحرية والمساواة واحترام الحقوق السياسية الاجتماعية والاقتصادية ، لضمان أساس الحياة الراقية للحراطين.
وأخيرا : لنقلها بملئ صراخ أصواتنا هنالك غضب عارم يسكن جيل شباب الحراطين من غياب العدالة وانعدام المساواة وتكافؤ الفرص وضياع فرص الحياة نحو الأفضل لدى السواد الأعظم من الحراطين ..... وسنصرخ ونصرخ بأعلى صوت عانى الحراطين في الماضي والحاضر من الظلم الذي لا يزال يطحنهم ..... ولكن سنكمل مسيرة العدالة لإيماننا أنها هي حصان العبور نحو موريتانيا المستقبل .