لا يخفي على أحد أن قيام النظام الموريتاني بتسميم علاقتنا مع الجزائر، إلا مقايضة واضحة من النظام الموريتاني لمحور فرنسا والمغرب، وهذه المقايضة تعني أن يقوم النظام الموريتاني بالتخلي عن الجزائر، وتقض فرنسا و المغرب الطرف عن تلاعب النظام الموريتاني بالدستور، وكذا قمع الخصوم أنهم قاموا بما يزعج أو يهدد كيان المنظومة الحاكمة، لاشك أن الظرفية الحالية صبت لصالح نظام موريتانيا، لأن الجزائر لآن تتخبط في أوحال المشاكل الداخلية نظرا لوهن الرئيس الجزائري، هذا بالإضافة إلى تملم الطبقة السياسية الجزائرية، وتوغانها للتغير، لكن هذا لا يعني أن الجزائر بحجمها "جواستراتيجي" سترفع الراية البيضاء في وجه هذا الحلف الثلاثي الذي يعد النظام الموريتاني فيه الحلقة الأضعف، لأن خسارة الجزائر في المغرب العربي وشمال إفريقيا تعني الكثير لأنها الدولة الأمة، والدولة التي تعد رأس الحربة ضد الإرهاب في المنطقة.