تمر علينا فى حركة ايرا الذكرى الثالثة للمحرقة الرمزية للكتب الاستعبادية , فى ظروف سياسية و اجتماعية و اقتصادية و ثقافية و حقوقية فى غاية الحساسية و التعقيد , تعيشها البلاد بشكل عام و المجتمع الحقوقى و السياسى و المدنى بشكل خاص , وسط تخبط و ترنح وإرتجالية تكتنف سلوك و تصرفات القائمين و المدبرين للشأن السياسى و الادارى فى البلاد .
فى الوقت الذى تحقق فيه حركة إيرا و فكرها الإنعتاقى التحررى الخالد, و مواقفها الحقوقية و السياسية و الاجتماعية و الثقافية نجاحا و تفهما كبيرا لدى الأوساط السياسية و الاجتماعية و الحقوقية الوطنية و الدولية .
فى حين لا زال زعيمها الشامخ برام الداه اعبيد و الرئيس ابراهيم بلال رمظان و الرئيس جيبى صو يقدمون دروسا فى الصمود و الثبات و التضحية فى سجون ألاك و انواكشوط , من اجل القيم الانسانية و المبادئ السامية التى من اجلها أسست حركة إيرا و من اجلها جاءت المحرقة الرمزية للكتب الفقه الفرعية الإستعبادية , التى تمتهن حرية وكرامة الإنسان فى موريتانيا و تقطع الأرحام و تضيع الأنساب بإسم الله و بإسم الدين و بإسم الشريعة المحمدية السمحاء و الله و الدين منها براء , و ما هى إلا إجتهادات و تأويلات و قراءات لأفراد محكومون بزمانهم و مكانهم و سلطانهم , يفتون و يفسرون و يستنبطون حسب الطلب و الهوى و السلطان .
و نحن فى حركة إيرا و فى التيار الانعتاقي نذكر الشعب الموريتانى و كافة فئاته المهمشة و المحرومة و كل ضحايا الاجتهادات الفقهية الخاطئة , أننا لا زلنا و سنبقى نقف و بحزم ضد كل ما من شأنه تشويه رسالتنا المحمدية السمحاء و ديننا الإسلامى الحنيف , إنطلاقا من قوله تعالى (قل ياأهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا و بينكم أن لا نعبد إلا الله و لا نشرك به شيئا و لا يتخد بعضنا بعضا أربابا من دون الله ) و قوله تعالى ( إن هى إلا أسماء سميتموها أنتم و آباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن يتبعون إلا الظن و ما تهوى الأنفس ) صدق الله العظيم .
و ما حملة الإعتقالات الأخيرة و السجون التحكمية و الإجراءات للا قضائية التى اتبعتها الحكومة الموريتانية منذ 11 من نوفمبر الماضى فى حق الزعيم برام الداه اعبيد و قيادات حركة ايرا فى صفوفها المتقدمة الأولى و الثانية , و حملة التضليل و التشويه و العلاقات العامة الوطنية و الدولية التى أنفقت عليها الحكومة الموريتانية مئات الملايين من أموال الشعب الفقير المغتصب و المطحون و المهمش و المظلوم , إلا جزءا من المحاولات اليائسة و الفاشلة لحجب الشمس بقربال و تشويه صورة ديننا الإسلامى الحنيف , و تقديمه إلى العامة و العالم على انه دين عبودية و إغتصاب و أكل أموال الناس بالباطل و قطع أنسابهم و أرحامهم .
و ذلك من خلال الركون و الإعتماد إلى إجتهادات فردية بشرية لا عصمة و لا نبوة و لا رسالة لأصحابها, فى تناقض بين و صريح مع نص التنزيل و روح السنة المحمدية المطهرة و ما دأب عليه الخلافاء الراشدين المهديين و من تبعهم بإحسان و هدى الى يوم الدين من السلف الصالح أجمعين .
ولا شك أن الفتاوى الأخيرة و الإجتهادات الصائبة و المتبصرة للعلماء و الفقهاء المجددين من أمثال الشيخ الددو و المفكر الإسلامى محمد بن محمد المختار الشنقيطى و الفقيه المقارن محمد المهدى بن محمد البشير و الشيخ الفقيه أحمد جدو ولد احمد باهى و غيرهم كثير , خير دليل على صحة و صدق ما ذهب إليه برام الداه اعبيد و حركة ايرا المجيدة فى 27/ابريل /2012 حينما إنتصروا لله و لرسوله و لسلفنا الصالح و عامة المسلمين , و تقربوا يومها إلى الله زلفا بتنقية الدين الحنيف فى بلادنا من الشوائب و الشوارد و الاجتهادات الخاطئة بالمحرقة المجيدة الخالدة للكتب الفرعية الممجدة للإسترقاق و الإغتصاب.
اليوم و فى الوقت الذى تواصل فيه السلطات القائمة فى موريتانيا :
- إعتقال الزعيم برام الداه اعبيد و الرئيس ابراهيم بلال رمظان و الرئيس جيبى صو و تماطل و تتلكؤ فى الإفراج عنهم أو تقديمهم لمحاكمة عادلة مكتملة الشروط فى انواكشوط .
- و فى الوقت الذى تتوالى الفتاوى الفقهية والنداءات الحزبية و الحقوقية الوطنية و الدولية المؤيدة و المؤكدة لوجاهة و عدالة قضيتهم و ضرورة الإفراج عنهم فورا و بدون شروط .
نذكرفى حركة ايرا الرأى العام الوطنى و الدولى بما يلى :
1 – مطالبتنا العلنية و الصريحة و المستمرة للسلطات الموريتانية بإطلاق سراح السجناء الحقوقيين المعتقليين منذ 11/نوفمبر و ما قبله و على رأسهم الزعيم برام الداه اعبيد مرشح الإنتخابات الرئاسية 2014 و الحاصل على المرتبة الثانية و الحائز على جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان و جائزة وايمار للدفاع عن حقوق الإنسان و جائزة خط الدفاع الأول للشجاعة فى الدفاع عن حقوق الإنسان , و نحمل السلطة القائمة و على رأسها محمد ولد عبد العزيز رئيس المجلس الأعلى للقضاء , المسؤولية الأدبية و الأخلاقية و القانونية( الجزائية و الجنائية) عن كل ما يمكن ان يلحق بقادتنا فى السجون من أذا معنوى او جسدى.
2 – نطالب كافة الخيرين و التنويريين و عموم الحركات الحقوقية و الأحزاب السياسية و المنظمات المدنية الوطنية و الدولية بالوقوف معنا فى معركتنا العادلة و الشريفة من أجل الحرية و الكرامة و نيل الحقوق .
3 – ندعوا كافة القوى الاجتماعية والسياسية و الثقافية و الفكرية إلى حوار وطنى مجتمعى سياسى و اجتماعى و اقتصادى , يؤسس لدولة مدنية تعددية ديمقراطية انسانية و حقوقية , تحترم شعبها و تصون ثرواتها و تحافظ على وحدتها الترابية و المجتمعية و تعتمد التناوب السلمى الحر و المستقل وسيلة للحكم و الإدارة .
4 – تتقدم حركة ايرا قيادة و قواعدا و تنظيما بالشكر و الإمتنان و العرفان لكافة القوى السياسية الحزبية و الحقوقية و الشعبية و هيئة المحامون و الصحافة الحرة المستقلة و التنويريين و الدبلوماسيين التى آزرتها ولا زالت تقف إلى جانبها كل بإسمه و لقبه و صفته و هيئته و نشد على يديها.
5 – نطالب كافة المناضلين و المناضلات بالمثابرة و الصمود و مواصلة النضال السلمى الذى يكفله الدستور و القوانيين و المعاهدات الدولية فى الداخل و الخارج حتى تحقيق الأهداف كاملة غير منقوصة .
انواكشوط
بتاريخ 27/ابريل/2015
للجنة الإعلامية