يحتل علماء الشريعة مكانة سامقة وأساسية في المجتمع المسلم فهم نبراسه و عماده ويرجع إليهم أفراده لمعرفة تدبير شؤون حيا تهم وفق الشريعة الإسلامية لأنهم يعتبرون ورثة الأنبياء والأنموذج الذي يحذو
المسلمون حذوه في الاستقامة والتقي وهذا ما تؤكد ه الآية " لا يخشي الله من عباده إلا العلماء" لكنه
في عصرنا اليوم هنا ك نوعا ن من العلماء علماء عاملون لا يحابون الحكام ولا تتحكم فيهم مصالحهم و
لا أهواؤهم و علماء يحابون الحكام للأسف وتؤثر فيهم مصالحهم وأهواؤهم ولا يعملون بكل يعلمون ومنذ أن استصدرت الدولة من علمائها فتوى في سنة واحد وثمانين وتسعمائة وألف والتي اعتبرتها تأصيلا لقرار محو الرق والتي رأينا فيها تكريسا للعبودية لأنها تعتبر أن العبودية حدثت وفق أسس شرعية والخلاف محتدم بين مناهضي العبودية من جهة وبين الأسياد الذين مارسوها حول شرعية أصل العبودية , وما فتئت الحركة وهي تطالب العلماء المرة تلو الأخرى بان يفتوا في هذه الظاهرة بدون تحيز وبتجرد لكن بدون جدوى إلي أن قيض الله لضحايا العبودية والفقر والجهل الشيخين الجليلين اللذين أفتيا
بعدم شرعية ما كان يمارس في بلادنا منها وهما الشيخ محمد الحسن ولد الددو و الشيخ احمد جدو ولد
باهية حفظهما الله ذخرا للأمة ونحن نأمل في أن يحذوا آخرون حذوهم من العلماء وقادة الرأي من ذوي النوايا الحسنة حتى يتسنى لنا تنقية مجتمعنا من أدران تحول دون تعاضده وتلاحم الأمرالذي يمكن من التأسيس لمجتمع تسوده العدالة والمساواة , ولا أحد مهما كابر يمكنه أن ينكر ما لهذين الشيخين من مكانة علمية حباهما الله إياها واللذين يقفان الآن مع الحق في وجه الباطل وبينوا الحق دونما تردد لا يخافون في الله لومة لائم واليوم نحن نحسب أن صفوف نضالنا تعززت بهذين العلامتين اللذين وضعا حدا لصمت العلماء والفقهاء مما يعتبر منعرجا تاريخيا مهما في مسيرة النضال ضد العبودية والعمل من أجل القضاء على التمييز والإقصاء وفي سياق رد الفعل علي فتوى الشيخين فإننا نشجب وبشدة محاولة النظام وسدنته وعملائه التعتيم وتجاهل فتوى الشيخين في الوقت الذي استنفر فيه دوائره كلها للدعاية للفتوى الصادرة عن هيئة رابطة الائمة مع العلم أن المكانة العلمية للشيخين اللذين أفتيا بعدم شرعية ما كان يمارس من العبودية في بلادنا تعطي لفتواهما من الاعتبار مما لا يتأتي للفتوى الصادرة عن غيرهما ولا عجب في ذلك لأنه فوق كل ذي علم عليم. وفي الأخير فإننا نعبر باسم كل قيادة الحركة ومناضليها عن امتناننا وتقديرنا للشيخين الجليلين علي شجاعتهم وعلي الموقف التاريخي المهم الذي نحن في حاجة ماسة إليه
اللجنة المركزية
انواكشوط 23.04.2015