ما فهمته من زيارات الرئيس للداخل
كنت قد وعدت قراء صفحتي الخاصة علي الفيس بوك قبل ايام بنشر ما فهمته من اسباب زيارات رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز للداخل .
لذلك سأتحدث اليوم عن هذا الموضوع .
فرئيس الجمهورية حسب وجهة نظري اراد من برمجة زياراته هذه تحقيق هدفين اولهما شغل السكان في الداخل عن هذه السنة الصعبة و التي تتميز بالجفاف و بندرة الموارد المالية بهذه الزيارات حيث يقوم الاطر و رجال الاعمال في الولايات المزورة بالاستثمار و لو لفترة في هذه الولايات تحضيرا لزيارة الرئيس كما ان الاعلام سينشغل بتغطية الزيارة و ستنشغل الطبقة السياسية بالتعليق عليها نقدا او تثمينا حسب البوصلة السياسية .
الدليل الواضح بالنسبة لي علي وجاهة هذا التحليل هو ان الزيارة المبرمجة ستنتهي فصولها بحلول منتصف شهر اغشت و نحن نعرف ان موسم الخريف يبدأ عادة في تلك الفترة .
اما الهدف الثاني و الذي يعتبر بالنسبة لي اكثر عمقا و اكثر استراتجية فهو ان الرئيس قد يكون ادرك مع مرور الوقت ان سياسة خنق الرموز التقليدية للدولة كالقبيلة و الوجهاء لم تكن سياسة ناجحة و الدليل علي ذلك هو ان الوظائف التي كانت تقوم بها هذه الرموز اثبتت تجارب سنوات حكم النظام الحالي ان الدولة عاجزة عن القيام بها و قد ادي هذا الخنق الي ان تظهر كيانات اخري تقوم بتلك الوظائف متفرقة فقد ظهرت احزاب قوية في مناطق نفوذ قبلي تقليدي بسبب ضخ الاموال و تمويل المشاريع و ظهرت حركات فئوية بعد ان كانت مسيطر عليها في اطار القبيلة .
الدولة اذن تعود الي تمجيد القبيلة حتي و ان كذبت ذلك علنا و الدولة اعادت الاعتبار للوجهاء من خلال هذه الزيارات .
هذان الهدفان حسب وجهة نظري هما ما يحركان الرئيس في الولايات خلال هذه الفترة الصعبة علي المواطنين في الداخل .