الحوار.. مادا يتوقع منه: بقلم :الحسين ولد أعـــــــــــــــل

أربعاء, 2015-04-08 00:57

كثر الكلام عن الحوار وضرورة إيجاد توافق علي ألية الدخول فيه من أجل وجود حلول توافقية لخروج البلاد من الأزمة الراهنة.

من السذاجة الدخول في حوار لا يعالج كل المشاكل الموجودة في موريتانيا و إنصاف كل المظلومين و النظر في إعادة تأسيس الدولة الموريتانية علي أسس صحيحة ترضي كل مكونات المجتمع الموريتاني (لأن الدين لله والوطن للجميع )

إذن مادام الحوار مهما لماذا الانتظار يمكن القول بأن واقع موريتانيا كدولة وطنية تتكون من مجموعات مختلفة غير منسجمة يتطلب فتح حوار اجتماعي عميق يسلط الضوء علي المشاكل التي تعيق تقدم البلد بمشاركة  الجميع ونبد ذلك الماض التعس الذي كان السبب المباشر في تنافر مكونات المجتمع الموريتاني بسبب الظلم والتهميش والحرمان لبعض الشرائح لأسباب غير إنسانية عمقت الجرح النازف والذي يحتاج ألي معالجة حقيقية تعيد الحقوق لأصحابها إذا كنا نريد الحفاظ علي موريتانيا لجميع مواطنيها ويتم التعايش علي أساس المواطنة.

المشكلة ليست في الحوار بقدر ما هي كيفية الحوار بمعني ما هو الشيء الدي يتحاور حوله ومن هم أصحاب الحوار هل هم أولئك الدين أوصلوا موريتانيا إلي ما وصلت إليه من تدنيس كرامة المواطن وقمع حريته وانتهاك عرضة وضياع حقه ونهب ثروته إو أولئك الدين دأبوا علي إدخال موريتانيا في الأزمات والدعوة إلي الحوار ليجددوا أنفسهم ويعيدوا حكمهم علي طريقة أسلافهم .أسأل هؤلاء الدين ساسوا موريتانيا بصفة خاطئة مند الاستقلال وحتي الأن إلي أين يريدون الذهاب بموريتانيا؟

أن الوصاية علي الشعب الموريتاني من طرف أنظمة تبادلت أدوار الحكم بتحالف مع الإقطاعية الموريتانية المتمثلة في زعامة القبائل وعلماء السلطة لعقود طويلة وما نتج عن هدا التحالف غير المقدس من اختلالات بنيوية في هيكلة أجهزة الدولة  وكذلك النظرة الضيقة للقائمين علي الشأن العام بالإضافة إلي انتشار الوعي في أبناء الطبقة المحرومة كل هذا أظهر عدم قابلية الديمومة لمسيرة دولــــــــــــــــــة المصالح.

اخشي ما أخشاه أن يكون هدا الحوار الذي يطالب به هو حوار الطرشان والذي شهدنا منه نماذج غير مشجعة حوار داكار ,,حوار المعاهدة مع نظام محمد ولد عبد العزيز وما نتج عنه من تمزق المعارضة وكذلك تنامي المطالبة بالحقوق من طرف فئات كثيرة من المجتمع لحـــــــــــــــــــــــــــــــراطين ,,لمعلمين ,بسبب ظلم تاريخي لم تنجلي مظاهره  حتي الأن .

بدون الاتفاق علي الحوار من كافة أطياف المجتمع الموريتاني وصدق النوايا و الإرادة الحقيقية للجميع وخاصة القوي النافدة الحقيقية والتي قد تـــــــــــــــــــــــلعب الدور الأساسي لنجاح هدا الحوار فإن نتائجه قد تكون كارثية بسبب الاحتقان الدي تعيشه موريتانيا للأسباب مختلفة.

صحيح أن الحوار خيار استراتيجي لانقاد البلاد والعباد من متاهات التجاذبات والتي لا  هي نتاج ممارسات الأحكام المتعاقبة والتي لا يهمها سوي تقوية قبضتها الحديدية وباستخدام القوة إن دعت الضرورة بحجة الحفاظ علي الأمن القومي.

إن الحفاظ  علي الأمن القومي لا يمكن أن يكون بالقوة بل بالانسجام بين كافة مكونات المجتمع الموريتاني ليشعر الجميع بالرضي النفسي والانتماء الوطني الدي يعطي دورا ‘إيجابيا يصب في بناء هدا الوطن .

الدولة ليست لمكون دون أخر ولو كان بطريقة غير رسمية وهدا ما نجده في موريتانيا مند تأسيسها وحتي اليوم وبدون مجاملة يظهر ذلك في الإدارة ////الاقتصاد ....الحكم ...القضاء والمؤسسة الدينية الساعد الأقوى سطوة.

إن الحوار شيء والإملاء شيء أخر المطالبة بالحقوق شيء وانتهاكها شيء أخر نحن أحرار في طرحنا لكننا لسنا قادرين علي تغير واقع المجتمع بدون إرادته.

إن العيش في مجتمع لا يكفل للجميع حقوقه يهدد بقاء هذا المجتمع وتماسكه لأن الحقوق والواجبات لا تظهر إلا في الحياة في الجماعــــــــــــــــــــــــــــــــة وفي الجماعة يلعب الفرد دورين أساسيين :فهو كفرد يطلب حقوقا من الجماعة التي يعيش فيها باعتبارها مصدر خطر عليه وهو كعضو في الجماعة عليه واجب كفالة  حقوق أفراد الجماعة باعتباره مصدر خطر عليهم

يمكننا إسقاط هده العلاقة علي الفئات الاجتماعية باعتبارها مصدر خطر بعضها علي البعض إدا لم تتبادل الأدوار في كفالة الحقوق وأداء الواجبات فيما بينها .

إن المشاكل تعرف من حيث موقعها وإيجاد حلول لها في إطار النظام الاجتماعي  القائم؛ بينما الأزمات لا يمكن حلها إلا بتغيير النظام  فهـــــــــــــــــــــــــي تتعلق ببنية النظام نفسه.

إعتاد الناس علي الأمر الواقع ورتابة الأحوال والحكام يفضلون هذا حتي لا يقع سلطانهم محل النقد.