بيرام ولد والداه ولد إعبيد هو داعية ومدافع عن حقوق الإنسان في موريتانيا و ينتمي إلى مكونة لحراطين التي ينتمى إليها معظم االأرقاء السابقين في هذا البلد ولد و تربى وترعرع فى شمامة الشرقية حيث يصاقب الماء الطين فتشكل مزاجه ” امخض الماء يأتيك الطين ” ، نشأ هونا ودرس كبقية أبناء جدر المحكن الإبتدائية ودرس الإعداية والثانوية بالفرنسية على مدى ست سنوات فى سهل ” الصطارة ” بروصو وكان في سقره يشعر بالمرارة لما يعانيه أبناء جلدته من تعذيب وتنكيل وقهر على يد الإستعبادين"البيظان" وعلى مايقومون به من الأعمال داخل المزارع الزراعية وخارجها من سرح المواشي وحفر الآبار وجلب الحطب و المياه من مسافات بعيدة على رؤسهم بالإضافة على أعمال المنزل من طبخ وغسل لصحون وغسل الثياب وحلب المواشي وتجهيز أفرشة النوم (البنية) لأسيادهم, وبقي هذا المشهد لا يفارق عينه إلى يومنا هذا وكان حي المشاعر يقدر مسؤلية الأمانة التي يحملها من دينه والمعناة التي عاشتها مكونة لحراطين في موريتانيا أرض الآباء و الأجداد, وعظمة رسالة الإسلام التي أكرمنا الله بها و يعلم ماتنطوي عليه هذه الرسالة من خير للبشرية كلها بغض النظر عن الألوان والجهات, لينقذ بلادنا من براثن الشرك بالله ويخلصا من أدران الجاهلية. ويأخذ بيدها إلى المحبة الواضحة بين البيظان ولحراطين والزنوج بإسم الله وبإسم الوطن وبالإسم الوحدة, ويقودها إلى سبيل السوى, إنه يعيش بمشاعره وأحاسيسه لهذا الدين الجامع الغير مفرق, الذي يدعو إليه قوما في طباعهم فجوة, وفي نفوسهم خشوة, توارثوا تقاليد الجاهلية عن الأباء والأجداد ولهم من الأنفة مايجعل إنقيادهم مستعصيا, فما كادوا يسمعون بدعوة رمز الحرية والإنعتاق بيرام الداه عبيد وحركته الماردة إيرا, وواجهه بالتكفير تارة والتكذيب والحبس تارة أخرى, كما فعلوا قوم الجاهلية بالرسول (صلى) ((وَعَجِبُوا أَن جَاءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ. أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ. وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ. مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ)) صدق الله العظيم لم يكن وصفهم له المستمر بأشع الصور و سجونهم الضيقة سبب في تخليه عن رسالته النبيلة والإصراره على المطالبة بالحرية والعدالة والمساواة مازال يدعو كافة مكونات المجتمع الموريتانيا وعلى رأسهم البيظان أن يعمولوا بما جاء به الله ورسوله بعيدا عن العنصرية والعبودية والإقصاء الذي يمارس على مكون لحراطين التي تمثل الأغلبية الساحقة لهذا المجتمع و مكونة الزنوج المبعدة ومازال بيرام الداه عبيد يصبر صبر أيوب من أجل أن يستوعب مجتمع الإستعبادين البدائي هذه الرسالة الدنيوية العادلة. وعلموا أن سجن الزعيم بيرام ورفاقه مجرد جزء ضعيل من ضريبة الحرية والإنعتاق ولا يزيدنا إلى إصرارا بقضيتنا الشريفة ويستمر النضال في ربوع التراب الوطني المنسية.