التعليم في الحوض الشرقي,,مآسي و كواليس مثيرة

سبت, 2014-08-30 19:24

لا يخفى على أحد ما يعانيه قطاع التعليم في بلادنا وخاصة في المناطق النائية، حيث  لا تتوفر البنى التحتية بالقدر الكافي وما يوجد منها متهالك جدا. فهؤلاء الأطفال الذين لا ذنب لهم سوى أنهم ولدوا في هذه القرى، إذ غالبا ما تكون الحجرات عبارة عن منازل متهالكة أو أعرشة لا تقي من حر الشمس، ولا تدفئ من البرد القارس في فصل الشتاء. أما الطاولات والكتب المدرسية فمن حصل عليها من هؤلاء المساكين فله حظ سعيد، رغم أن الكتب ومعاشات التلاميذ تباع في الأسواق على مرأى ومسمع من الإدارة الجهوية للتعليم. هذه العوامل وغيرها أثرت على المستويات المعرفية لمعظم التلاميذ، لأن المعلم في هذه المناطق عبارة عن كائن حي، يحب تناول ما لذ وطاب من قوة هؤلاء الأهالي، فهو يعرف متى يتم بيع الهواتف النقالة؟ ويعرف أيضا كيف يزاحم باعة المواشي في الأسواق المنتشرة في قرى وحواضر الحوض الشرقي. هذا الواقع القاتم ينطبق أيضا على التعليم الإعدادي والثانوي، إذ لا تتوفر مدينة النعمة والمناطق المجاورة لها إلا على إعداديتين هما: -النعمة1، التي تعاني من قلة الأساتذة ولا تتوفر على مكتبة عامة، ناهيك عن غياب المراجع وقاعات المعلوماتية. أما إعدادية النعمة 2، فحدث ولا حرج حيث الاكتظاظ وضعف مستويات الطلاب والتغيب المتكرر للكثير من الأساتذة. أما الثانوية اليتيمة في النعمة فأحوالها تبدو للناظرين من الوهلة الأولي، حيث أن ما يوجد فيها من حجرات ومباني على قلته فعلت فيه السنين فعلتها، بسبب عدم الترميم والصيانة، اللهم إلا إذا استثنينا الجدار المتلف على المبنى والذي لم يصمد أمام الأمطار هذا الخريف. "ميادين" التقت لفيفا من طلبة ثانوية النعمة، فأجمعوا على انعدام أي شكل من أشكال الدراسة، خاصة طلاب شهادة البكالوريا، الذين شكوا من انعدام أساتذة أكفاء للمواد العلمية. وقد ناشد هؤلاء الطلاب الجهات المسؤولة أن تسارع إلى إرسال طاقم تدريس متكامل وكفئ وتوفير مراجع عصرية, تتماشى مع النظم التربوية الحديثة. بدورهم معظم من التقيناهم من أولياء أمور التلاميذ، أكدوا على ضرورة محاسبة القائمين على الإدارة الجهوية للتعليم التي تعاني الكثير من الإختلالات، من أهمها: عدم تطبيق مبدأ العقوبة والمكافأة، بالإضافة إلى المحسوبية في تحويل المعلمين والأساتذة. أما قطاع عمال الدعم، فيشهد فسادا منقطع النظير، حيث أن إدارة التعليم في النعمة أخذت أشخاصا يعملون في الوظيفة العمومية، إضافة إلى عمد بلديات، علما أنه كان ينبغي أن تأخذ الإدارة عمال الدعم من العاطلين. وقد طالب وكلاء التلاميذ بتصفية الكادر التعليمي بدون استثناءات، لأن السواد الأعظم من هذا الكادر لا يعايش الواقع التعليمي، وهذا ما انعكس سلبا على التعليم برمته وخاصة في المدن والقرى النائية والتي بدأ التعليم الخاص (المدارس الحرة) يتسلل إليها على خجل. ففي مدينة النعمة تجد عدة مدارس خاصة، إلا أن أصحابها يشكون من قلة الرواد ويعزون ذلك إلى الظروف الاقتصادية الصعبة لغالبية السكان وكذالك عدم إدراك بعض الميسورين لأهمية التعليم الخاص. هذه المشاكل وغيرها حملها مندوب صحيفة "ميادين" إلى المدير الجهوي للتعليم بالحوض الشرقي, محمد ولد سيدي ولد صلاى الذي رد قائلا: "نحن في الإدارة الجهوية لدينا منهجية واضحة لمتابعة كافة المدرسين، من خلال رسائل يتم توجيهها إلى الجهات المعنية. كما أن هذه السنة تميزت بارتفاع نسبة الحضور تصل إلى %98، مع الإشارة إلى أن موريتانيا تعاني من نقص حاد في الكادر التعليمي وخاصة الحوض الشرقي، مما استدعي منا فتح المجال للتعاقد مع بعض المدرسين. وقد تمت عملية اختيارهم بطريقة شفافة. "ميادين" ما هي المعاير التي اتخذتم من أجل ضمان الشفافية؟ جواب: المعاير كانت كالتالي: أن يكون المترشح حاصل على مؤهلات دراسية، كالشهادات الوطنية بالإضافة إلى الاستعداد النفسي والبدني، مع العلم أننا أشركنا بعض المدرسين القدماء. ميادين: الكثير ممن التقينا بهم يشكون من عدم تطبيق مبدإ العقوبة و المكافئة، وخاصة عمال الدعم لديكم, ما هو ردكم؟ جواب: مما لا شك فيه أن مشكلة عمال الدعم، ناتجة عن تراكمات الأنظمة السابقة. وبالتالي هي طبعا مشكل حقيقةـ غير أننا وضعنا في الإدارة الجهوية بالحوض الشرقي، برنامجا محكما من أجل ضبط قائمة العمال وذالك بتوزيع العمال على جميع المؤسسات ومتابعتهم من خلال تقارير مديري المدارس. المصدر ميادين"