داعش النبتة الطبيعة في كتب التراث الاكثر تداولا، لا يخدعوكم فكل ما تقوم به سبق له الأسلاف، دفنا للاحياء ممن رضي عنهم خالقهم لمؤازرتهم لنبيه في أحلك ظروف الدعوة، فكان جزء احدهم أن يدفن حيا، وحرق أحد المخلصين
الذين ولدوا في بويات الإسلام الأول في جيفة حمار، بترت أعضاء
علماء بررة طالما صدحوا من أجل العدل، وسلت ألسن فصحاء متمكنين لكثرة ما نافحوا عن المظلومين ، لا تلموا داعش فقط تصفحوا أكثر كتب تاريخ الأمة مصداقية وحياداً وابتعدوا عن كتب الأثريين حلفاء الظلمة ، وكتب أهل الأهواء من مؤرخي الفكر، لا تعجبوا من داعش، بين ظهرانينا منافحون عنها من أهل التمكين ولهم أتباع لن يتأخروا في تنفيذ ما به يأمرون، فاليد على الزناد وعلى الأحشاء أحزمة ناسفة مدمرة ومرعبة، فقط انتظروا قادم الأيام الحبلى بقرب الرايات السود، فقد مُهدت السبل كي تعلن مدينة النعمة عاصمة للغرب الداعشي، وهو أمر نراه قريبا جدا فالمتتبع لمنهج داوعش المغرب يعرف أنهم مهدوا قبل احتلال إقليم آزواد بالتقرب من السكان، وتقديم المساعدة والخدامات التي يحتاجون حتى وثقوا بهم وواسوهم في محنة الفاقة والمسغبة،فخلقوا حواضن رصينة وقوية ارتوت عروقها بالدم "الحنان" الممزوج بفرص امتطاء الشباب التائه مطايا اليابان قاهرة الصحراء مهربةً ما يدر على الجيوب بما يوفر من رمق رغيد لبطون غرثى لم تعرف شبعًا منذ نيطت عليها التمائم ، وتوفر متكأ على نمارق فارهه لأجسام نحل طالما افترشت الرمضاء الحارقة، أجل تخل الكل عن سكان إقليم وتركوهم لوحدهم يواجهون المخاطر.
في الحوض وحتى العصابة الأرض صالحة كي تزرع فيها داعش فكرها إن لم تكن قد فعلت،هناك فقر مدقع وجهل منتشر، وإدارة تتفنن في نشر ثقافة الكراهية والقمع وكل ما ينفر البسطاء منها ، الحاكم ورجل الأمن هناك نسخة مكبرة لما تحتفظ به ذاكرة المسنين عن الحقبة لكولونيالية ، وأطباء نزعت منهم الرأفة والرحمة يشبهون ملائكة العذاب مع فارق أن الملائكة لا يعصون ويفعلون ما أمروا به، معلمو مدارس موريتانيا الأعماق مردو على التخلف طيلة السنة الدراسة عن الفصول، محميين من متنفذين لا يريدون انتشار العلم حتى في محيطهم وبين ذويهم،وحملة مشعل نشر ثقافة الاعتدال من نفس طينة داعش الفكرية ، إنهم يبالغون في الحديث عن الرحمة في الإسلام والاعتدال والوسطية وما إن ينفض الجمع وتختلي بأي منهم حتى تجده نفوراً من المخالف لا يحميه منه سن ولا توجد له حرمة عرض، إنه داعشي في ثوب مصلح وتلك من أسوأ مظاهر النفاق المعرفي في البلاد، واقع لا نحب ذكره بل ننكره.
ضرب تنظيم لعقة الدم داعشي في قلب بامكو وانتقى الضحايا بمهارة العارف بالتفاصيل ما يعني أن له يدىً طولى،أجل ضربوا في حي (أبودروم) في الركن الشمال الشرقي للمدينة حي مصاغب لكولوبا حيث رمز السيادة (القصر الرئاسي) وتوارو عن الأنظار في لمح البصر.
ما يناهز عشرين ألف مدجج يتحركون على تخوم الشرق الموريتاني حسب أجهزة الأمن المهتمة، وأحداث المنطقة كلها تنبأ بقرب أمر غير عادي، المصريون قصفوا ليبيا لحماية عمقهم من أن يشهد ظهور دولة المغرب الداعشي، والجزائر بخبرتها الطويلة لمقارعة المارقين على المجتمع لن تترك موطأ قدم للفارين من حمم القصف في ليبيا، دول جوار نيجيريا حزموا أمرهم وقرروا المواجهة مع بوكو حرام الذراع الأسود لداعش، والمنفذ الآمن للفارين ليس إقليم آزواد لعدم وجود رمزية فهو إقليم خالٍ من حكم مركزي حتى يكون لاحتلاله زخما وللزخم أهميته في مناهج الغلاة،وحدها موريتانيا في الواجهة، وحدها مدينة النعمة مؤهلة لأن تكون عاصمة المغرب الداعشي فقد اتضحت الصورة وشاب الشرق عموما صالح للتجنيد فهو مهمل ومهمش ومتروك لقدره الغامض.
سيدي محمد جعفر