على الشعب الموريتاني اليوم أن يفهم أن مصير ولد عبد العزيز مهدد بملفات كبيرة وكثيرة بسبب تخبطه الأعمى و جموحه المراهق و حبه المجنون للثراء و اعتقاده الواهم بأنه ذكي و جهله المخجل لميكانيسمات تشكل و تشابك و تنافر مصالح العالم من حوله : ـ ملف المخدرات : فلا أحد يفهم اليوم العفو الرئاسي الذي أصدره ولد عبد العزيز في حق تاجر المخدرات المشهور "إيريك والتير آميغان" (Eric Walter Amégan) الذي تم تسليمه سنة 2009 من قبل السنغال للسلطات الموريتانية في قضية أخجلت القضاء الموريتاني حين برأت محكمة الادعاء كل المسجونين في قضية آميغان / ولد السوداني، في 15 فبراير 2011 ، "لقد استفاد المتهم الرئيسي "إيريك والتير آميغان" من عفو رئاسي خفف عقوبته من 15 إلى 10 سنوات ، قبل أن يظهر طليقا في 11 يوليو 2011 في هذه القضية المريبة" يقول النائب الفرنسي مامير. و نحن نأسف اليوم على ذهاب ولد محم من دون أن يعطينا تفسيرا لهذا العطف من قبل الرئيس الموريتاني على أخطر بارونات الجريمة المنظمة؟ و يخطئ جدا من يعتقد أن هذا الملف تم طيه. "و مثل هذه العلاقات ـ يقول مامير ـ تماما مثل العلاقة التي تربط ولد عبد العزيز بالقنصل العام لغينيا بيساو" ، مضيفا "لم يعد بالإمكان عد زيارات حمدي بوشرايا ، القنصل العام لغينيا بيساو (البلد الذي تحول إلى طاحونة دوارة للاتجار بالمخدرات)، للقصر الرئاسي في نواكشوط" و يمكن لولد عبد العزيز أن ينفي أي علاقة له بالمخدرات لكن هذا لا يرد على تساؤلات مامير المفحمة و الحرجة !؟ ـ ملف صناديق كومبا با و العراقي عثمان علوي التي يعتقد البعض أن ملفها تم تجاوزه !؟ كان على ولد عبد العزيز حين طرد السفارة الإسرائيلية من موريتانيا بسبب عدم ضغطها على أمريكا للاعتراف بانقلابه و ثمنا لشروط القذافي و إيران ـ كما أظهرت وثائق ويكيليكس ـ أن لا يدخل مثل هذه المداخل لأن الإسرائيليين سيظلون خلفه حتى آخر لحظة من عمره.. ـ ملف عودة الزنوج : لقد ضرب ولد عبد العزيز بمصالح الشعب الموريتاني عرض الحائط و لبى جميع مطالب "افلام" المشروعة و غير المشروعة معتقدا أنه سينهي القضية ليجد في النهاية أن كل ما فعله كان مجرد أدلة إثبات على ارتكاب جريمة ما زال العالم أجمع ينسى نصفها الذي ارتكب في حق مواطنينا الأبرياء الذين تم شيهم في الأفران السنغالية !؟ فأين الفيلم الذي أعدته سفارة شقيقة عن الجرائم التي ارتكبت في داكار في حق الموريتانيين و سلمته للسفارة الموريتانية في داكار و أرسلته الأخيرة مع التيجاني ؟ كان ولد عبد العزيز يعتقد أن قفزه على الملف بارتجالية حمقاء سيخدمه لا محالة ، قبل أن يكتشف ببراءة غبية أن من يساومهم لا يريدون حلا و أن كل ما يقدم لهم يعتبرونه اعترافا من النظام بارتكاب جرائم في حقهم.. ـ ملف الإرهاب : لم يستطع ولد عبد العزيز عند مجيئه المشؤوم للسلطة، أن يفهم أن الإرهاب في المنطقة من صنع أطراف الصراع فيها ؛ بعضه مدعوم من الجزائر و بعضه مدعوم من القذافي و بعضه مدعوم من قطر و بعضه مدعوم من فرنسا (مثل الجيش المالي و الموريتاني الذين تحولا إلى مجموعات إرهابية حين أصبحت فرنسا عاجزة عن مواجهة الإرهاب) . و حين لم يستطع ولد عبد العزيز أن يكون جزء من الحل قرر أن يكون جزء من المشكلة فتلطخت أياديه بملفات إرضاء لفرنسا، كان في غنى عنها .. لقد تم توريط ولد عبد العزيز في قضايا كثيرة بسهولة متناهية حين "فهموا" أن الحصول على النقود هي نقطة ضعفه، ليجد نفسه فجأة في نفق مسدود و عليه الآن ـ تماما مثل البشير ـ أن يخرج الجنوب أو يدخل السجن. و سيختار حتما ـ تماما مثل البشير ـ تسليم الجنوب دون كبير عناء لأن ولد عبد العزيز لا يفكر إلا في نفسه و لأن هذه هي الفرصة التي كان ينتظرها كل أعداء البلد، فدافعت فرنسا عن انقلابه و غضت أمريكا عنه البصر و قررت "افلام" العودة إلى أرض الوطن مستبشرة بمجيء من يحمل كل مواصفات البشير.. لقد تجاوزت السفارات الغربية في موريتانيا ، لا سيما سفارة فرنسا و سفارة أمريكا و بعثة الاتحاد الأوروبي كل القوانين و كل الأعراف و كل حدود اللباقة الدبلوماسية في حق بلدنا بلقاءاتهم المتواصلة و المتبجحة بالحركات الانفصالية في بلدنا و تحريضهم لهم على العبث بوحدة البلاد و استقرارها و كان ولد عبد العزيز جبانا و ضعيفا و غبيا حيث لم يستطع في يوم من الأيام ، لا حتى إبداء استيائه مما يقومون به من إجرام في حق بلدنا الآمن. و ما لا تعرفه "افلام" و "إيرا" هو أن هؤلاء يسوقونهم إلى جحيم حقيقي بسبب عدائهم التاريخي للعرب و المسلمين مثل ما فعلوا ب"أفلام" سابقا و مثل ما يحاولون اليوم مع "إيرا" لأن من لا يريد أن يتقاسم معنا العيش بسلام على هذه الأرض ، سيكون هو من يخرجها حتما حتى لو كان وراءه العالم أجمع.. فليورطوا من يشاءون و ليجندوا من يشاءون، فما حاجتنا إلى وطن إذا كنا لا نستطيع الدفاع عنه..؟ إن هذه المرتزقة التي تعيش على مآسي الشعب، لا يهمها تماما مثل ولد عبد العزيز سوى مصالحها الضيقة : أن تظل بين فنادق الخمس نجوم .. و حق اللجوء السياسي الذي تغدق عليها به الدول الغربية المتواطئة مع أي شيطان معادي للعروبة و الإسلام.. و أسوأ ما يخبئه القدر لهؤلاء هو أن يكون هناك أي حل لمأساة يعيشون على سمسرتها و يعلقون النياشين الصهيونية بكذبة الدفاع عنها.. لقد تمادت هذه الحركات الانفصالية المأجورة في تحديها لمشاعر هذا الشعب و مصالح البلد في غياب نظام مسؤول و مؤتمن على سمعة البلاد و الدفاع عن هيبتها و مصالحها .. و حين لا يكون لنا خيار في مواجهتها ، سيتضح لها أن الغرب الذي تعتمد عليه لا يريد من ورائها سوى تشويه صورة العربي المسلم كما يفعلون في كل مكان و سيتمنى الغرب أن تتم إبادتهم جميعا على أيادينا ـ و هو ما نحاول تفاديه بكل الطرق و يصرون على حدوثه بأي ثمن ـ لأن الغرب الذي يدفعهم للموت لا يعرف الرحمة و لا يقيم أي وزن للإنسان حين تتطلب مصالحه ذلك و تتذكرون كيف أشرفت المخابرات الفرنسية بنفسها على تهريب النقيب اعلي ولد الداه حين تم تهديد مصالحهم من قبل النظام الموريتاني لتفهموا أن من تتشبثون بعدالتهم هم أكثر من يحتقر العدالة على وجه الأرض.. و أكثر من يتلاعب بعقولكم و يسخر من سذاجتكم و يدفعكم إلى الموت.. لقد تم تجريم العبودية في العالم منذ حوالي 170 سنة و رغم ذلك، ما زال اليوم حوالي 27 مليون نسمة يعيشون تحت نير العبودية بأشكال شتى، من بينهم حوالي 10 ملايين من الأطفال، حسب تقرير رسمي أمريكي صدر سنة 2013 و لا ينجو أي بلد في العالم من نسبة من هذه الظاهرة ، حسب التقرير. و تنحصر الأشكال الجديدة للعبودية أساسا في : الاستغلال الجنسي، الإكراه على العمل، التسول الإجباري، الاستغلال المنزلي و هو الأكثر تعقيدا لأنه يتم في الخفاء ، بعيدا عن الأنظار. ـ لا يتجاوز تعداد السكان في موريتانيا 4 ملايين نسمة، حوالي 80% منهم من العرب، فما هذه الأرقام المرعبة التي يقدمها بيرام عن موريتانيا؟ و العبودية داخل الشرائح الزنجية من المجتمع الموريتاني أبشع بكثير و محاربة مخلفاتها تمت بشكل أقل و ما زالوا حتى اليوم يفصلون بين مقابر العبيد و أسيادهم. و ما زالت المكانة الاجتماعية للفرد داخل هذه الشرائح، تظهر من خلال اسمه الأسري. و لا يتحدث بيرام و أمثاله إلا عن العبودية في المجتمع العربي الموريتاني!؟ و يكشف تقرير أعد سنة 2009 من قبل قيادات موريتانية في الخارج و الداخل، عن مخطط إسرائيلي لتفكيك موريتانيا، من خلال الفصل بين عرب البلاد السمر والبيض و المخطط الكامل لتنفيذ مشروع الوقيعة بينهم الذي كان بيرام و مجموعته رأس حربته ، أن من بين بنود هذا المخطط : " (4) ـ تركيز إثارة ملف العبودية في الأغلبية العربية الموريتانية وإهماله نهائياً في الأقلية الإفريقية لإظهار "البيظان" (البيض) وحدهم كممارسين لهذه الظاهرة وإظهار الدولة الموريتانية كآخر دولة على الأرض تمارس فيها العبودية التقليدية" و كان "مالك شبل" (وهو شخصية معروفة بخدمة قضايا الصهيونية، ومكلف من قبل الموساد بإدارة ملف دارفور و اختراق كل ما هو عربي أو إسلامي) قد أشرف بنفسه سنة 2009 على زيارة بيرام ولد اعبيدي إلى فرنسا وفتح أمامه أبواب وزارة الخارجية الفرنسية ليعقد مؤتمراً صحافياً يبث خلاله دعايته أمام الصحافة الدولية، وفي نفس اليوم نشرت صحيفة لوموند (الصحيفة الفرنسية الأكثر شيوعاً) دعما لمزاعمه، ملفاً كبيرا عن العبودية في موريتانيا، كانت خلفيته الأساسية ادعاءات مجموعة بيرام المكذوبة. و يجهل بيرام و مالك شبل و تجاهلت صحيفة "لوموند" انتشار العبودية في فرنسا الذي خصصت له إذاعة فرنسا الدولية (RFI) حلقة خاصة بتاريخ 10 مايو 2013 ، بعد صدور التقرير الأمريكي ، اعترفت فيه لجنة مناوأة العبودية Comité contre l’esclavage moderne (CEM) و منظمة (Esclavage tolérance zéro (ETZ الفرنسيتان الموجودتان في مدينة "مارسي" بحوالي خمسة آلاف حالة عبودية لا لبس فيها ، في فرنسا ، كل ضحاياها من دول إفريقيا الجنوبية و دول غرب إفريقيا و أوروبا الشرقية و كشفت فيها تواطؤ القضاء الفرنسي مع الفاعلين و تذرعه بصعوبة إثبات العبودية و تشابهها مع حالات دونها رغم أن بعض الضحايا أثبتوا أنهم لا يتقاضون رواتبا و ينامون على البلاط و يأكلون من فضلات أسيادهم و تحتجز أوراقهم و لا يعرفون أي عنوان لذويهم و لا يسمح لهم بالخروج من البيوت و يتعرضون للضرب و الإكراه الجنسي و الإذلال اللفظي..!؟ فكم من حالة عبودية مسجلة في كناش "إيرا" المكذوب و أين ما يقع عليهم مما يقع على العبيد اليوم في فرنسا ؟؟ و كيف للسفير الفرنسي في بلادنا أن يتحدث عن أي درجة من الأخلاق .. عن أي درجة من الإنسانية .. عن أي شكل من احترام حقوق الإنسان، و هذا ما يحدث في بلده؟ و كيف للسفيرة الأمريكية التي ما زال بيض بلادها يطلقون صفة "الآخر" على الأسود و يتحاشون ركوب المصعد معه، أن توزع الجوائز على المدافعين عن حقوق العبيد ؟ و هل تنسى السفيرة الأمريكية أن 90% من مآسي البشرية اليوم تعود كلها لجشع بلدها و احتكاره و هيمنته و ازدرائه بحق البشر في الحياة؟.. هل تنسى السفيرة الأمريكية أن بلادها ما زالت حتى اليوم ترفض توقيع أي اتفاقية دولية لحماية البيئة ؟ هل تنسى السفيرة الأمريكية المتبجحة بعدالة بلدها و ديمقراطيته و أخلاقه أن قوانين بلادها ظلت حتى الثمانينات تضم مادة تقول "يحق للأمريكي الحصول على الدولار بأي طريقة"؟ و تعرف السفيرة الأمريكية أو القائمة بالأعمال ـ و هذا ما يجهله بيرام ـ أن من أهم شعارات أمريكا أنها "لا تصنع الأبطال" لكنها تصنع العملاء ، تصنع الخونة ، تصنع الجواسيس، تصنع الفيروسات القاتلة مثل "فيروس السيدا و آيبولا و بيرام ... تلك هي أمريكا التي نعرفها .. أمريكا التي تقتل باسم العدالة و الإنسانية، ألف إنسان من أجل حماية عشرة .. أمريكا التي تدوس على الديمقراطية حين تتطلبها مصالحها و تشهرها عصا غليظة في وجه العالم حين تتطلبها مصالحها و تحتكم إلى أسوأ مبدأ أخلاقي عرفته البشرية باعتمادها البراغماتية القائلة بأنه "لا توجد أي حقيقة في الكون و إنما هناك طرق أفضل من أخرى"!؟ و لا يزال النظام الموريتاني المهزوز الشرعية (داخليا) عاجزا عن مواجهة هذه الحركات الانفصالية المدعومة من الدول الغربية التي يستمد منها شرعيته هو الآخر، على حساب مصير شعب أصبح على حافة الخطر. و ما زال المثقف الموريتاني عاجزا عن المساهمة في فضح حقارة هذه الحركات و نذالة فرنسا المحركة لها . ما زال المثقف الموريتاني عاجزا حتى عن إظهار أن حركة "افلام" و "إيرا" التي تطالب كل منهما بانفصال جزء من موريتانيا ، لا يتجاوز المنتسبون إليهما معا أكثر من 150 عنصرا، لا بسبب تطرف خطابيهما فقط و إنما لأن قادة الحركتين أصلا لا يرغبون في من يتقاسم معهم ريع جهودهم .. و لأنهما تعملان في الممنوع، لا تريد أي منهما توسيع دائرة انتشارها حتى لا تتسرب جرائمها إلى الجميع. إن زنوج موريتانيا عربا و عجما ينعمون اليوم بكل ما يتمتع به أي آخر على هذه الأرض من حقوق مهدورة (فعلا) بسبب جشع الأنظمة المتخلفة ، لكنه يكذب من يدعي أن خلف مأساة أي منا ، منهج اجتماعي منظم يخص هذا أو يستثني ذاك على أساس عرقي أو طبقي أو جهوي أو طائفي .. و أرى شخصيا أن التوجه اليوم إلى محاربة مخلفات الاسترقاق، من نعوت استفزازية و تفاوت اجتماعي و غبن اقتصادي و هي قضية لا تعني الأرقاء القدماء السود دون البيض (أزناكه، امعلمين، إيكاون، لحمه، اتلاميد، ادخيله، "زوايا شر ببه" و حتى حسان (منذ نشأة الدولة حيث عاقبتهم فرنسا بسبب المقاومة)...)، اصطدام أحمق بجدار التاريخ و مضيعة حقيقية للجهود، يمكن أن تعيش "افلام" و "إيرا" و "ضمير و مقاومة" و منظمة "معيلات الأسر" على استفزازها للمجتمع لكنها لا تحل قضية شعب تحتله عصابة مارقة ، تعمل منذ جاءت، على تدمير كل روافد مناعته من قيم و تعليم و تعبث بـأهم مؤسساته (الجيش، الأمن) و تبث سموم التفرقة بين مكوناته لتوجيه صراعه نحو جدار التاريخ الأصم.. إن السماح لمنظمة "أفلام" (غير المرخصة) اليوم بعقد مؤتمر غير عادي على أرضنا لتعلن فيه عن المطالبة باستغلال ذاتي للجنوب، هي إحدى أكبر و أخطر جرائم عصابة ولد عبد العزيز في حق شعبنا المستهدف، يجب أن لا تمر من دون معاقبة الجهتين. و على جيشنا و أمننا اليوم أن يمعنا النظر في اتجاه الأمور قبل فوات الأوان و أن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه الوطن الذي أصبحت وحدته مهددة .. و هويته مهددة .. و كينونته مهددة.. إن لعب ولد عبد العزيز اليوم بأوراق إذلال جيشنا و تقسيم بلدنا و إفشال دولتنا أصبح واضحا للعيان و هو أمر يجب أن يَفهم بألف طريقة أن نهايته ستكون مع أول خطوة يخطوها باتجاهه. كل المؤشرات الآن تؤكد لمن يتمعن في المشهد السياسي الموريتاني ان ولد عبد العزيز أعطى لجهات غربية متواطئة، موافقته المبدئية على الأقل، على مسألة انفصال الجنوب من خلال شكل ما من الاستغلال الذاتي أو التمييز الإيجابي كمرحلة أولى يمرر بها مأموريته الثانية و ربما يكتشف مع مرور الوقت أن ضرورة بقائه على رأس النظام لإكمال المراحل التالية من الانفصال ، قد تجعل الغربيين يغضون البصر عن بقائه في عدة مأموريات أخرى تتم فبركتها كيفما اتفق..! كل المؤشرات الآن تؤكد ان دارفور موريتانيا أصبحت على وشكل التنفيذ بنفس الأسلوب و نفس الآليات و نفس الضمانات و نفس الظروف.. كل المؤشرات الآن تؤكد أن حركة "إيرا" تجاوزت مرحلة التأسيس بنجاح فائق بسبب تقاضي النظام عن أنشطتها المعادية للسلم المدني و انهماكه المخجل في نهب المال العام.. و تجاوزت مرحلة الدعاية و تشويه صورة البلد و شيطنة أهله التي عملت عليها نهارا جهارا بكل وقاحة منذ قدوم ولد عبد العزيز إلى الحكم. و الآن تدخل مرحلة التدريب و التسليح و التموقع في المؤسسات العسكرية و الأمنية و هو ما يعني أنها أصبحت على عتبة مرحلة حمل السلاح.. لقد دمر ولد عبد العزيز المؤسسة العسكرية بسبب أنانيته و خوفه من قيام انقلاب عسكري على نظامه الفاشل، السخيف، الدنيء و حكَّم فيها مليشيات مستهترة يقودها ضباط بلا شرف و لا ولاء و لا أمان .. و قلب هرم الرتب و هرم الأوامر و هرم القيادة .. همش خيرة ضباط البلد و أحالهم في أوج عطائهم و نضج تجربتهم إلى التقاعد و أرسلهم في بعثات خارجية لإبعادهم عن الساحة : جيش بلد بالكامل يتم تدميره لأن ولد عبد العزيز يخاف على كرسي هو آخر من يستحقه على وجه الأرض و تقولون لي لماذا تهاجم ولد محم و لماذا تحدد الأسماء و لماذا تعادي النظام؟؟؟ ـ بعد يومين فقط تعقد "أفلام" مؤتمرها غير العادي لتطالب بالحكم الذاتي كمرحلة أولى على طريق الانفصال.. و قبل يومين فقط تأتي لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، إلى بلد لم يجلس وزراؤه بعد على كراسيهم لأول مرة ، كأنها تأتي في إطار تنفيذ مخطط معلوم لا يحتاج رأي حكومة أو تأتي لتحذير نظام بلد ، تدرك أن حكومته صورية و كل أموره بيد عفريت مارد . فلماذا تأتي هذه اللجنة قبل يومين فقط من انعقاد مؤتمر "افلام" المدعومة من إسرائيل و تقابل وزير الخارجية ولد تكدي المؤتمن على مصالح إسرائيل أكثر من أي عضو في الليكود؟ وزراء ولد عبد العزيز يقولون إن الأمطار تنزل من السماء بالتوجيهات النيرة لفخامة رئيس الدولة و أن الأدوية المزورة التي تعج بروائحها صيدليات البلد، تشفي كل الأمراض بالتوجيهات النيرة لفخامة رئيس الدولة و أن ارتفاع أسعار المحروقات بتوجيهات نيرة من فخامة رئيس الدولة، مؤشر لتقدم موريتانيا على دول المنطقة في مجال الحريات العامة ، فبتوجيهات من غيره يا وزراء "أوزار" عزيز، يتم انعقاد مؤتمر "افلام" اليوم؟. لو كان هنا مفوه البلاط ولد محم لقال لنا اليوم بكل فخر و اعتزاز أن بفضل التوجيهات النيرة لفخامة رئيس الدولة ، ستصبح موريتانيا قريبا ثلاث موريتانيات بفضل الله و نعمه. لقد تم استدعاء أربع شخصيات وطنية إبان تشكيل حكومة ولد حدمين التي أمضت 72 ساعة لتعيين 6 وزراء، فرفضوا (لأول مرة) دخول حكومة أقرب إلى المسرحية منها إلى أي شيء آخر ؛ بعضهم اشترط أن يكون وزيرا بكامل صلاحياته و أن يكون مسؤولا أمام القانون فقط عن تسيير قطاعه و إدارة مهامه ، رافضا أن يكون وزيرا على قطاع يسيره ولد عبد العزيز و يحمل هو مسؤولية فشله و بعضهم طلب ضمانات أن لا يرمى به بعد أسابيع أو أشهر حسب مزاج عزيز و متطلبات أدوار فصول مسرحيته الهزلية. فما معنى هذا يا وزراء "التوجيهات النيرة لفخامة رئيس الدولة"؟ معذرة، لقد نسيت أنكم لا تخجلون.