امرأة ضحت(مقال)

ثلاثاء, 2015-03-10 23:44

بين أحراش تيرس وهضابها الشامخة حيث يتعانق ثنائي الحرية والانعتاق وتلبس الثورة أبهى حللها, حيث تقهر الطبيعة بعضلات العبيد لتتحول الى جيوب وبطون ملاك العبيد ولدت الحرطانية الشامخة مريم الشيخ في صبيحة يوم سبعة وعشرين فبراير من العام ثلاثة وثمانون وتسع ميئة وألف. تربت اللبؤة مريم في كنف أبيها الخلوق الشيخ الذي عرف بين الأوساط بنضاله ولباقته وعطفه بالمرضى ,وأمها الكادحة التي تعلمت منها معنى الصمود والصبر على المحن... عاشت طفولتها في مدينة ازويرات الجميلة حيث تشكل عندها فكر الحرية والانعتاق وضرورة انتفاضة المرأة الحرطانية من واقع المجتمع الظلامي الذي يعتبرها مصدرا للعبودية...درست الابتدائية والاعدادية والثانوية في مدارس ازويرات لتحصل على البكلوريا شعبة العلوم الطبيعية في انواكشوط سنة ألفين وأربعة. تابعت دراستها في جامعة انواكشوط كلية القانون والاقتصاد قسم اقتصاد حيث عرفت بين أوساط التلاميذ بنضالها المستميت من أجل حقوق الطلاب ولذلك واجهت الكثير من المشاكل من طرف بعض الأساتذة الرجعيين انعكس سلبا على مسيرتها التعليمية التي كانت تعول عليها كثيرا رغم رفضها للدراسة في السنغال. كانت ناشطة سياسية في حزب التحالف الشعبي التقدمي حيث تربت في أسرة عتيقة ذاع صيتها في النضال في حزب التحالف الشعبي التقدمي في مدينة أزويرات المنجمية قبل أن تسجل نفسها بأحرف من ذهب في أوائل المنخرطين في مبادرة انبعاث الحركة لانعتاقية ايرا ومشروعها المناهض للعبودية و العنصرية و انتهاكات حقوق الانسان و المرأة بصفة عامة. حازت الحقوقية العنيدة مريم على صفة عضو قيادي في حركة ايرا في المؤتمر الأول للمبادرة الانعتاقية كما أنها كانت مديرة التشريفات للمرشح الحاصل على المرتبة الثانية في الانتخابات الرئاسية المنصرمة الزعيم بيرام الداه اعبيد. وقد تميزت باحتكارها للصفوف الأمامية في جميع النشاطات رافعة التحدي عن المرأة الموريتانية التي يراد لها عن قصد أن تظل حبيسة الدار أوالقبر..ولذالك فقد تعرضت للكثير من المضايقات والتحقيقات الاستخباراتية من طرف الدوائر الأمنية الرجعية. تقبع الحقوقية مريم في سجن النساء وليومها الخامس عشر بعد المائة محققة بذالك شرف التربع على عرش أول سجينة رأي موريتانية تدفع حريتها من أجل أن تسود العدالة والمساوات وتذوب الفوارق الاجتماعية في بلد عرف بالاستعباد والعنصرية منذ سالف الزمان... عن مريم الشيخ/ بقلم الحقوقى عابدين سالم معطل