مشكلة "تواصل"/محمد لامين ولد سيدي مولود

سبت, 2014-08-30 18:53

مشكلة "تواصل" أنهم إلى الآن حزب يكاد يكون "بيظانيا" فقط، ولا يمكن أن يتصرف كحركة راديكالية في أي جهة، رغم الخلفية الايديولوجية، ولذلك فإن الكثير من منتسبيهم يأسرهم الطرح التقليدي والنشأة وقيود المجتمع ونظرته للآخر، وأي تحرك اتجاه محظورات المجتمع البيظاني العميق ستجعلهم يفقدون الكثير من المتعاطفين، هذا علاوة على تحين خصومهم الفرص ليضربوهم دون شفقة وهو أمر طبيعي في الصراع السياسي.

ورغم أن "تواصل" يستمد مدده الشعبي من لون واحد تقريبا، فإنه مستهدف من كثير من قوى هذا اللون التقليدية الروحية منها والإجتماعية، هذا علاوة على الصراع الايديولوجي بينه وبين الفاعلين في الساحة السياسية من الأيديولوجيين بمختلف مكوناتهم (قوميون، يسار) ، واستهدافه من طرف السلطات والمحسوبين عليها من الإعلاميين والمدونين الخ، كما أن الحيز الآخر (مثلا: افلام، إيرا) يكاد يكون حاملا فيتو ضد أي تقارب جدي أو جذري مع "تواصل" باعتباره حزبا لا يختلف كثيرا عن الأحزاب "البيظانية" الموجودة في الساحة، حسب طرح هؤلاء. ضف إلى ذلك أن معتدلي هذه الشرائح الأخرى لهم أطرهم السياسية الخاصة بهم، سواء كانت أحزاب "عرقية" أو ولاءات تقليدية في إطار القبائل التابعين لها إلى الآن.

يعني أن "تواصل" إذا ارتكب المزيد من الأخطاء السياسية ـ ليست بالضرورة أخطاء حقوقية أو أخلاقية ـ فإنه قد يخسر أكثر مما يربح، وهذه مشكلة في مسألة التوفيق بين المبدأ والمصلحة السياسية من جهة، وبين محاولة إنصاف الآخر أو تفهمه، واستفزاز العمق الإجتماعي من جهة أخرى ـ الذي ما زالت تسيطر عليه قوالب وخلفيات بعيدة جدا مما يسعى إليه "التواصليون".