في مشهد الإدارة العامة، غالبًا ما يجد المسؤولون التنفيذيون أنفسهم في معركة شرسة لتحقيق التوازن بين تنفيذ واجباتهم والمواجهة غير المعلنة مع قوى خفية تعمل على تقويض جهودهم. قضية المدير العام لميناء تانيت، السيد أحمد ولد خطري، هي مثال حي على هذه الظاهرة، حيث يواجه حملة تشويه ممنهجة على خلفية قراراته المتعلقة بجذب الاستثمارات وتحسين خدمات الميناء.
دور المدير العام ومسؤولياته
يتحمل المدير العام عبئًا كبيرًا في تحسين أداء المؤسسات العامة، خاصة تلك ذات الأهمية الاقتصادية والاستراتيجية مثل الموانئ. ومهمة السيد أحمد ولد خطري، في إدارة ميناء تانيت، تركزت على:
استقطاب الاستثمارات الأجنبية لتعزيز البنية التحتية للميناء.
تسهيل الإجراءات الإدارية وتطوير الخدمات المقدمة للمستثمرين.
ضمان دور الميناء كمركز اقتصادي نشط يساهم في النمو الوطني.
رغم محدودية الموارد وضعف الدعم المؤسسي أحيانًا، بذل المدير جهودًا حثيثة في سبيل تحقيق هذه الأهداف. ومع ذلك، فإن هذه الجهود اصطدمت بحملة تضليل إعلامية تتهمه زورًا بجلب مستثمرين يهود، وكأنه مكلف بالتحقيق في الخلفيات الدينية للأطراف المعنية بدل التركيز على جودة استثماراتهم وجدواها الاقتصادية.
حملات التشويه والاستهداف الشخصي
تاريخيًا، يواجه المديرون الطموحون الذين يحاولون إصلاح مؤسساتهم تحديات مزدوجة: من جهة، طبيعة العمل الشاق في بيئة معقدة، ومن جهة أخرى، الهجمات التي تستهدف النيل من سمعتهم.
في حالة السيد أحمد ولد خطري، تبدو الحملة مدبرة بعناية لتشويه صورته أمام الرأي العام. وتشمل أبرز أدوات هذه الحملة:
التضليل الإعلامي: نشر شائعات واتهامات غير موثقة مثل "التعاون مع مستثمرين يهود".
استغلال الحساسية العامة: التلاعب بالرموز الدينية والقومية لإثارة الغضب الشعبي.
تحميل المسؤول فوق طاقته: اتهامه بالتقصير أو سوء النوايا رغم أن مسؤولياته واضحة وتقتصر على إدارة المؤسسة بما يخدم مصالحها.
الجهات الخفية ودوافع العرقلة
السؤال المطروح هنا: من يقف وراء هذه الحملات؟ ولماذا؟
تشير التجارب إلى أن هذه الهجمات غالبًا ما تأتي من:
1. أصحاب المصالح المتضررة: قد يكون نجاح المدير تهديدًا مباشرًا لنفوذ مجموعات معينة تفضل بقاء الوضع الراهن.
2. منافسين سياسيين أو اقتصاديين: يسعون لعرقلة المشاريع الإصلاحية لإظهار الإدارة الحالية بمظهر الفشل.
3. جهات ترفض التغيير: ممن ترى في كل خطوة نحو التطوير خطرًا على مكاسبها الشخصية أو مصالحها الضيقة.
أهمية دعم الكفاءات في مواجهة التحديات
في بيئة مليئة بالتعقيدات، يصبح دعم الكفاءات مثل السيد أحمد ولد خطري أمرًا حاسمًا لتحقيق الأهداف التنموية. ويتطلب ذلك:
1. تعزيز الشفافية: من خلال نشر تقارير دورية تسلط الضوء على الإنجازات وتكشف زيف الاتهامات.
2. التواصل مع الرأي العام: لتوضيح الحقائق وكسب الثقة الشعبية.
3. الدعم الحكومي: عبر توفير الموارد اللازمة وحماية المديرين من الهجمات غير المبررة.
4. فرض القانون: لضمان مساءلة من يقف وراء حملات التشويه وإيقافها.
: الإصلاح في وجه الاستهداف
قضية المدير العام لميناء تانيت ليست مجرد حادثة فردية، بل هي انعكاس لصراع أكبر بين قوى التغيير والإصلاح من جهة، وقوى الفساد والتخريب من جهة أخرى.
إذا استمر السيد أحمد ولد خطري في عمله بإصرار وحظي بالدعم الكافي من الجهات الرسمية والرأي العام، فإن هذه المحاولات لتشويهه قد تنقلب لصالحه، لتصبح شهادة على صموده أمام الصعوبات وسعيه الجاد لخدمة بلاده.
النجاح الحقيقي لا يُقاس فقط بما يُنجز، بل أيضًا بما يُتجاوز من عقبات، وقضية ميناء تانيت خير دليل على أن طريق الإصلاح ليس مفروشًا بالورود، لكنه يستحق العناء.
محمد ول سيد المختار
الملقب الديماني
ا