
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله
من عبد الله، الفقير إلى رضا و عطاء ربه، محمد ولد بربص و من حوله
إلى السيد:
الساموري ولد بي،
ناشط حقوقي،
رئيس حركة الحر،
عضو قيادي بالمنتدى الوطني للمنظمات غير الحكومية،
قيادي نقابي،
الأمين العام السابق للمرصد الوطني للإنتخابات الرئاسية 2007،
عضو سابق باللجنة الوطنية لحقوق الإنسان،
نائب رئيس المنتدي الإجتماعي الموريتانن.
الموضوع: رد على رسالتكم: مبادرة رئيس حركة تحرير و انعتاق الحراطين، (الحر)
حول توحيد صفوف الحراطين و الدعوة إلى مؤتمر عام بمشاركة كل الولايات و الجاليات بالخارج حتى يكون التمثيل شاملا و معبرا عن إرادة مكونة الحراطين من أجل أن تكون القرارات الصادرة عنه تكتسي المصداقية المطلوبة.
سيدي، الأمين العام للكونفدرالية الحرة لعمال موريتانيا، أخي ،الساموري ولد بي، بعد ما يليق بجنابكم من الألقاب و الإحترام و التقدير و حب الخير لكم و لذويكم، إسمحو لي بأن أذكركم، بإسمي شخصيا ، و نيابة عن من حولي، بما يلي، راجيا من العلي القدير أن أفيد و أنفع مأجورا من الجواد العاطي و هو القادر على ذلك.
-لما تعرفت عليكم ، سيدي رئيس حركة الحر، منذ ردح من الزمن، كنت أقدركم لأمرين إثنين، أولهما هو سنكم. فأنتم أكبر مني ، و نحن هؤلئك، لنا أسوة حسنة في سلفنا في احترام من يكبرنا و لو بسنة ( الحشمة منو، أي الحياء و الإحترام و التقدير و التحفظ) . و أما الثانية، فهي أنكم سيدي الناشط الحقوقي المعروف ، سبقتموني في النضال الحركي ( في حركة الحر) ، و للسابقين شأن عال، يمنحه إياهم من كان جادا في تعاطيه مع ما يناضل من أجله، من التقدير و الإحترام و التضحية ما لا يناله غيرهم، و أنتم لا شك أدرى. و لعله لا يفوقه شأن إلا الإيمان الحق و الصادق العقائدي، إن لم يكن هو جزء لا يتجزء من هذا الإيمان بالنسبة لي شخصيا ، لتناغم هذا النضال و انسجامه مع المؤازرة للمظلوم و العمل من أجل إرساء العدالة و المساواة، بل الخير كله. نعم، فأنا ما مارست السياسة إلا لأنال الأجر أولا.
سيدي، العضو القيادي بميثاق الحراطين ، اتركوني أطمئنكم بأن ذلك الإحترام و التقدير لم يستمرا فحسب، بل لازمهما انبهار بالشخص الذي لم يحظى بكثير تعليم في المحاظر و لا في المدارس العمومية و لا الجامعات يعين على ذلك، لكن بسبب ما حباه الله به من مواكبة أهل الشأن بما أوتي من قوة ،و ما اعتقدته أنا من أن لصاحبي من عقل ثاقب، إناؤه الصبر و الحنكة و التعاطي الدقيق، المحكم و النزيه مع الأمور و ليس ذلك بأقل شأنا مما سبق أعلاه، حتى أتيح لي أن احتككت بكم أكثر و من قرب .
سيدي، الأمين العام السابق للمرصد الوطني للإنتخابات الرئاسية2007،
لاحظب إذ ذاك بانزعاج و خوف و ريبة أن للشخص أنتم، يا نائب الرئيس السابق للمجلس الوطني للتحالف الشعبي التقدمي، أقوال و أفعال و علاقات و تصرفات لم أكن لأفهمها: فهو يقول ما لم أسمع من غيره و هو ليس برأس أصحابه، و يفعل من تلقاء نفسه و بالآخرين ما لم يتقاسمه مع قادته، و الأدهى من ذلك و الأمر هو أن الرجل، العضو السابق باللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، يتخذ من حركة الحر بوابة لنفسه يوهم جلساءه بأنه الموكل بتوسيعها إن لم يكن عقلها النابض و المدبر مهما كانت مشارب هؤلاء وجديتهم ( و لقد لقيت من بين هؤلاء الجلساء من لا تربطهم أية علاقة بالحركة و لا بمشروعها بل كانوا حتى لقائي بهم من ألد أعدائها و أعداء لقادتها).
و لقد أتيح لي بعد حضوري جلسة من تلك الجلسات أن نددت بهذا النوع من التصرفات الخطيرة على التنظيمات و منتسبيها، بل هي المفككة لها و المدمرة، و اعتزلت بعدها الرجل و مبادراته مع احتفاظي لشخصه بالإحيرام و التقدير و كثيرا ما بمؤازته معنويا و ماديا . و قد تجلى ذلك في توجيهي للكثيرين للإتحاق بالنقابة التي يرأسها و حتى أنني حضرت شخصيا تظاهراتها الغير مرخصة و هي لم يعترف بها بعد، دعما لمشروعه النقابي (مشوعنا النقابي )( كما كان هو حال الكثيرين من زملائنا في النضال) ، و مده أحيانا بما تيسر أو طلبه هو ماديا حتى اشتعلت حرب التحالف الشعبي التقدمي 2009. و كان من بين من أريد لهم أن يكونوا حطبا بل حشيشا لها أنتم ، الساموري ولد بي، رئيس هذه المبادرة الحالية حول توحيد صفوف تيارات الحراطين، و كأن التاريخ يعيد نفسه في هذه الأبام بمبادرتكم هذه إذ تذكر برسالتكم إلى بان كي مون سنة 2009 .
و كان ما كان مما قمت به من تضحيات لانتشال الحزب و الحركة ، بل انتشالنا كأهم مكون للتنظيمين ، لا من أجل الساموري ولد بي حصرا حقيقة، بل لنتماسك نحن أكثر و ليعي كل منا ما له و ما عليه ، رئيسا كان أو مرؤوسا. فلا الساموري ولد بي يجهل ذلك و لا من سامره و لا الرئيس مسعود ولد بلخير أيضا و لا من ساعده. فخرجنا من التحالف الشعبي التقدمي و نحن قوة لا يستهان بها، كادت تعصف ببقاء مسعود ولد بلخير رئيسا و حتى بحزب التحالف الشعبي التقدمي ككيان و إن لم يكن أي من الأمرين هدفا لنا، كجماعة على الأقل.
إعتبرت أن دوري قد انتهى، لا سيما و أن الثلاثين حولا التي قضيت في نضال مستميت ، نزيه و جاد و كأنها ضاعت بفراق الأحبة و العجز عن لم الشمل و لن ترجع. و لعل ما بقي من العمر و الجهد و الثقة لم يعد يكفي للقيام بمثل ما قيم به سالفا. نعم ، لقد كان هذا نجاح و لكن لمن كان يبحث عن موطئ قدم لنفسه، و لعلكم كنتم من بين أولئك أخي الساموري، رئيس المجلس الوطني لحزب المستقبل و القيادي بالمنتدى الوطني للمنظمات غير الحكومية، كما ستبرر الأيام و التصرفات ذلك، إلا أن هذا كان فشلا بالنسبة لي أنا و أنا من كنت أريد الإصلاح مع الوئام بين زملائي كما قلت أعلاه. فلما طلب مني مواصلة العمل السياسي لأقود تيارنا ، جديد المولد بالقيصرية، امتنعت و استسمحت من مخاطبي معتذرا و مخاطبهم بأنني بعد انفصالي مع قومي و ما آلت إليه تضحياتي من تقويض إلى نفي ممن كان من واجبهم الأخلاقي على الأقل، الإعتراف بها و تثمينها ، لم يعد بإمكاني أن أثق في أحد، و أما عمل مع زميلي في النضال ، الساموري بالذات، ذلك الباحث عن الشهرة و الألقاب و الجاه و المال على حساب كل شيء، فذلك أمر لن أتهور حتي أكون لأقوم بمثله ، لأنني و ببساطه لا أثق في نوايا الشخص و ما يقوم به من أمور محل ريبة بالنسبة لي ( و سال امجرب لا اتسال اطبيب).
و بسبب علاقات كانت تربطني بالبعض، و أساسا إثنين من الجماعة، أحدهما كان لي بمثابة الأخ الأصغر و صاحب السر الوفي ( أو هكذا كنت أتوقعه) و من له علي الكلمة الأخيرة في كبريات الأمور، و أما الثاني فكان بالنسبة لي كالإبن الذي لم ألده بغض النظر عن سنه . و كان لهما علي من التأثير ما يهد الجبال هدا. فكان ما كان من حديث و لقاءات و رجاء و تودد و تعبير عن غاية في أن لا أحيد عنهم قيد أنملة لما علي من واجب و لي من مؤهلات و جاه لأقودهم حتما . و أما الساموري، ذاك الناشط الحقوقي، ذو الطموح المتزايد، المفرط و الجارف، ذلك المنقب الدؤوب عن العظمة، فما هو حسب قولهما إلا أحدنا إن إنسجم و إلا فالإستغناء عنه ليس إلا مسألة إشارة، فهم رجال ويحسب لهم حسابهم. و نظرا لمكانتهما عندي ما كان لي إلا أن أتنازل عن موقفي و أقبل التضحية من جديد . و انطلقت في العمل ،كعادتي ، كالأسد الهصور في الدفاع عن المشروع و كالنملة الكيسة في التفاني و الصبر على العمل ليتحقق النجاح. كنت من أعد و هيأ نصوص الحزب مع من أوكل إليه بإعدادها. أنا من صححتها و نقحتها بالعربية. و أنا أيضا من صححت ترجمتها إلى الفرنسية حتى لا أقول ترجمتها (و من حاول الترجمة موجود ليصدق أو ينفي جهدي كما أن مسودته محفوظة عندي حتى الآن). يعلم الله أنني ما بخلت لا بوقتي و لا بمالي و لا بعلاقاتي، هذا ،على حسابي شخصيا و على حساب أسرتي، ليكون لنا ذكر في الساحة السياسية، و كان هذا رغم خذلاني من الكثيرين ليلا أقول الجميع ممن كنت أنتظر منهم المؤازرة والدعم أو القيام بما عليهم من واجب أو بعضه على الأقل ، لكن هيهات!!! أنا كنت في واد و من كنت أظنهم سندا لي كانوا في واد آخر.
أتتذكرون يا رئيس الساموري، و هل يتذكر غيركم من حاشيتكم وأنتم من قررتم معنا في «حزب التحالف الشعبي التقدمي،لجنة الأزمة» تاريخ انعقاد المؤتمر التأسيسي لحزب المستقبل ، أنكم سافرتم ولم نكن على علم بذلك حتى؟ (قيل مؤخرا أنه للقاء ولد بو عماتو و قبض العشرين مليون للحزب . و يمكن غيرها أو حتى للقاء شخصية أخرى لنفس الغاية...) و لم تمدون يدكم إلي بفلس أوحد ليساعدني فيما ينتظرني من تكاليف مالية و لوجستية و لا غيركم حتى من الزملاء العارفين بالتكاليف: إحتضان المؤتمر التأسيسي، الولائم، تكاليف تحضير الملفات للإيداع، إلخ... أتنكرون أيها القيادي الحقوقي، يا حامل هموم الناس و من حولكم، أنكم إغتصبتم مني و حتى يومنا هذا ساحبة كانت قد كلفتني ما يناهز 400000 . أوقية قديمة، إمتنع صاحبكم، أحد صناديقكم السوداء حتى من استلام الرسالة المطالبة بها؟و قال ما قال عبر و بكل الوسائل و الوسائط، ما سيكون حسرة عليه يوم الحساب و العقاب إن هو لم يذق من مقدماته في هذه الفانية و هو العارف لكن الناكر بهتانا و زندقة و تزلفا لما قد قدمت من تضحيات مالية و غيرها. هذا من بين أمور أخرى تجاهلت ذكرها تتصبب لها الدموع ألما و حزنا صبا ،تدمي القلوب و تقشعر منها الأبدان، تماما كما كان حالكم أيضا،يا أمين عام مرصدنا، مع رئيسكم الشيخ في السن و الشيخ في حسن و نبل الأخلاق و الشيخ في العلم ، العلامة حمدن ولد التاه الذي اغتصبتم منه هو الآخر و من معاونيه أثاث المرصد، ذلك المرفق العمومي ، فمن يحميني أنا؟ .كنت كما نقول في عاميتنا : «نحلبكم باللبن و انتوم تحلبوني بالدم».
يا رئيس، يا أمين عام ، يا ناشط حقوقي ، يا قيادي نقابي(...)، يا أخي الساموري و يا من يدور حولكم ،ليتكم اكتفيتم بهذا! لكن لا. كان في المخطط أن أهان و يدنس شرفي بعد ذلك. فأريد لي أن أعزل عن قيادة اللائحة الوطنية للنيابيات 2013 و يكرمكم بها بلاطكم لحاجة في نفس الرئيس الساموري. فالذي منعنا من المشاركة في تلك الإنتخابات ما هو إلا الخلاف، هذا مع سوء التحضير. ارتأيت اعتزالكم و كنت استعديت للتخلي عن الحزب لما عانيته منكم دون أن أؤذيكم، (و أؤذي من ، حتى يمكنني فعل ذلك؟ أنتم قومي، و لا أستطيع إيذاءكم)، لكنكم و بعد مصالحة أرغمتكم عليها ظروف ما، أنتم من حاولتم من جديد، نصب كمين لي في تحضير الرئاسياتات باشتراطكم ترشحي بدفعي لوحدي رسوم الترشح أي 5.000.000 أوقية قديمة. وفقت حينها لرفضي للترشح و اقتراحي لكم أنتم الساموري بدلا مني ليتبين أن الإقتراح كان تعجيزا لي فقط لا غير و في الأخير لم نرشح أحدا. فكان ذهابي إلى المغرب ليكون للحزب ذكر بين نظرائه فرصة أخرى لكم للقيام بما تعودتم عليه من تلفيق ( و هنا لن يفوتني إلا أن أشكر الرئيس صالح ولد حننا و آخرين، فيهم من قضى نحبه، نرجو له ثانية الفردوس الأعلى و أما الأحياء فنرجو لهم طول العمر و النجاح في الحياة. كان صالح من بذل كل الجهد حتى تحققت الدعوة كما قام بأمور أخرى رجعت بالنفع على حزب المستقبل، ذلك شأن الرئيس الموقر موسى افال الذي قدم لي بسخاء ما أعانني علي متطلبات ذلك السفر في الوقت الذي لم تتكلفوا فيه أنتم أصحابي في حزبنا ، حزب المستقبل، سوى تكاليف رسوم جواز السفر بعد تأخر بالغ غير عابئين بأي شيء . فكان علي إذن أن أتكلف بما تبقى كله . (أتعرفون، أحبتي أن تذكرة السفر كانت سلفة؟
) كان إذن سفري هذا فرصة ذهبية لتشكيلكم خلية تعمل ضدي ليل نهار لتنسج أقاويل من خيالها حتى توقع بي. فأعطيتم محتوى يفيد مخططاتكم للقائي مع ولد الرايس، محافظ البنك المركزي آنذاك ، و إن كان أحد عناصر خليتكم هو مهندس اللقاء و العارف لطياته جملة و تفصيلا و على يقين لا مراء فيه من براءتي من تلك التلفيقات التي حيكت ضدي. و الغريب في هذا الأمر بالذات هو أن من بين زملائنا، ممن يدورون في فلك الساموري، من قال بالحرف حين أول استعراض لهذه الفبركة: « و ما دخلنا نحن في العلاقات الشخصية للرئيس محمد ولد بربص؟ إن له الحق كأي واحد منا أن تكون له خصوصياته». كانت هذه ألفاظ صندوقكم الأسود في الكونفدرالية. و ما ذنب السواد؟ لماذا لا أقول صندوقكم الأحمر أو ذو اللون الفاتح أو...؟ و أما أحد آخر كمثال لا الحصر فكان قوله : «ما لنا بالساموري و قضاياه؟ فهل هناك شبهة أكبر من أن يكون كل أبناء الساموري يعملون إما في الحالة المدنية أو في المستقلة للإنتخابات؟» ليكون آخر صاحبينا الإثنين أشد مهاجمي في الأخير. أو لعل هذا يكون ثمنا لمنصب ما، من يدري !
واصلت ماكينات الفبركة و التلفيق عملها فنسجتم لي لقاء آخر مع ولد محم و آخرين أعطيت خلاله 6.000.000 أوقية حسب زعمكم، و الغرابة ليست في أن المبلغ زهيد جدا و أن الأمر لا يتطلب قطع كل هذه المسافات فحسب بل لأن ولد محم كان في النعمة، شرق البلاد يدير حملة الرئيس محمد ولد عبد العزيز و لقاؤنا مستحيل موضوعيا و أنا في المغرب الشقيق في نفس الوقت ، لتوظفوا لاحقا براءتي وصدقي و حسن نيتي بتقاسمي معكم لقائي مع من طلب منا الحوار (عكس ما يقوم به البعض في الخفاء)، و يقدم و كأنه نتيجة لما لفقتم عني، و كل هذا لكي يبقى لكم الحزب الذي قليلا ما أتعبتم أنفسكم في بنائه .
سيدي الرئيس، السادة و السيدات حاشيته، الآن و قد اغترفتم ما اغترفتم، تطلبون مني المساهمة في مبادرة هذه أهميتها، و لو نظريا؟
سيدي نائب رئيس المنتدي الإجتماعي الموريتاني ، هذه مبادرة بمثابة بناء دولة إذا هي لم تكن إلا شعارا محضا كمثل ما سبقها أو من الممكن أن يتبعها .
فأنا، إما أن أكون ذلك المارق ،الخائن، المتاجر بدينه و عرضه و مبادئه و قضيته، فهكذا مخلوق، لا تليق مصاحبته و تكليفه خيانة عظمى و من المصلحة العامة أن يعزر و ينبذ حتى يكون عبرة لغيره.
و إما أن يكون ما كنت أنعت به و ينعت به من حولي محض افتراء و غطرسة ممن استباح لحوم و أعراض و شرف الناس ،عمته الأنانية و النميمة و حب الذات ، اشترى بدينه و عرضه و أخلاقه و إنسانيته عرض الحياة الدنيا و دفع إخوته و أصدقاءه عربونا و لم يعبأ.
أتروني أتجاهل كل هذا أو أتناساه؟
نعم، أنا لست شيطانا، معاذ الله،
لكنني لست ملكا و تلك مشيئة الله.
أنا لي أن أخاف و لي أن أشك.ما أنا إلا بشر!
حملت كثير الأفعال و القيل و القال
ما أشغل الفكر و العقل و البال
و صار سيلا منهمرا، أريد له أن يكون فتاكا ضدي و انتشر
أتظنونني يا أخي الساموري و من حولكم أثق فيكم أنا و من معي مرة إضافية لنلدغ أيضا و في نفس الجحر و من نفس الأفاعي و الحياة؟
نداء لتوحيد صفوف تيارات الحراطين.؟؟؟
إنما تدعونني إليه لمغر حقا ، لكن هل منكم من يصلح لهكذا قضايا نبيلة أم هي مبادرة أخرى كسابقاتها، لسان حالها يقول: إلي متعلم يوكلك إنين إشوفك يتراك؟
أهو تصالح مع الذات و الضمير ،( و ما أبعد ذلك منكم للأسف الشديد)، بعد تغييبنا عن ما فات من اللقاءات أو هو رد على شجب إخوة ذوو ضمائر على فعلتكم هذه ( أي تغييبنا بتخطيط ممنهج و منظم) حتى توهموا الناس بأنكم« خلطة اعل بابها»؟
لا، ما أظن الطبخة جاهزة بعد، يا حبيبي، ،يا أحبتي! و
«لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»
و عندما يحصل التغيير النافع و المصالحة مع الضمير و الذات و تبني قدسية القضايا المشروعة و النضال لديكم سألبي حاضر إن لم أكن من منظري و منظمي و قادة أي حراك هذا شأنه. و أما الان و أنتم ،هذوك، أصحا ب الدعوة ،فسأكون بمنأى بنفسي، أنا و من حولي، عن كل واردة أو شاردة من كلمات حق منكم ما أريد بها قط إلا باطلا، إن شاء الله.
و اسمحوا لي أحبتي أن أذكركم و نفسي بما يتواصى عقلاؤنا به حثا على التواضع: « العين إلين تكبر عن حاجبها يخسر واجبها» و في الحديث الشريف:« رحم الله من عرف قدره و جلس دونه» أو كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
كما أذكركم و نفسي بصفات المنافق حتى نبتعد عنها و هي كما وصفها خير البرية عليه صلوات الله و سلامه : « أربع من كن فيه كان منافقا خالصا و من كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، إذا أؤتمن خان، و إذا حدث كذب، و إذا عاهد غدر، و إذا خاصم فجر» و في حديث آخر عن صفات المنافق ، و لو صام و صلى و قال إني مسلم.
أعاذني الله و إياكم من كل مكروه.
و ما أريد إلا الإصلاح ما استطعت، و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب!
انواكشوط ،26 يناير 2019
أخوكم محمد ولد بربص