مختفون بقلم : عتاك عمر ابيليل

أحد, 2019-01-27 16:17

جعفر سائق التاكسي غير بعد من مجمع دار النعيم حيث يسكن جعفر هو وعائلته. توفيت والدته قبل ست سنوات بفعل مرض السكري الذي كانت تشكوا منه. ورث جعفر تركة ليست بالقليلة اربعة اخوات وثلاثة اخوة واختين غير شقيقتين ومنزل متهالك بلا اوراق تثبت مليكة القطعة التي عاشوا علي اديمها لسنوات مع آم حنونة اعطت كما يخطر لك ببال وما لا يخطر لك ببال. كان والد جعفر قد عمل موزع أدوية في شركة سومافارم للادوية كان سائقا طبعا لانه لم تتح له فرصة الدراسة نظرا لصعوبة بئته الذي نشأ فيه والتي فرضت عليه آن يعمل مبكرا وكان يعشق العمل ويستمتع بمزاولته وكان قد طلق أم جعفر قبل خمس سنوات وانتقل ألي كيهيدي استطاع. أن يجد له فرصة عمل عند صاحب صيدلية كان يعرفه ايامه تلك. لم يكن العمل سوي سائق تاكسي. في صباح 12من شهر مارس 2009 استيقظ جعفر كعادته شرب كوبا من الماء واشعل سيجارته وصل علي اخيار الرجاله - كما يقول هو - ثم ركب اجرته متجها إلي قلب العاصمة حيث صحب معه في الطريق خمسة من زبنائه الذين اعتاد أن ينقلهم كل صباح بإستثناء آيام العطل. اوصل من معه ثم واصل طريقه إلي محطة اكلينك ركن سيارته بجانب مجموعة من سيارات الاجرة الذين ينقلون من اكلينك ألي دار النعيم ثم اشار علي السمسار آن يسجل رقم سيارته في الطابور وذهب آلي صاحب الكبده المجاور وطلب منه ثمن 300 وجلس ينتظر مطلبيته. بجانبه كان يجلس رجلان أحدهم يضع عمامة تشبه عمامة الازواديين والاخر يضع نظارتين سوداويتن كانا يتحدثان في ما بينهما بحديث مسموع كان مفاده انهم يودون الحصول علي كورس تنقلهم من مكانهم ذاك الي دار ول اهميمد الموجودة في دار النعيم آكد جعفر متدخلا انه يعرف مكانها وأنه عنده اجرة ويمكن ان ينقلهم الي ذاك مكان واتفق معهم علي مبلغ 3000 اوقية دون ان يعرف ملامح وجهيهما وما سيحملان معهما من بكاش. تناول جعفر الكبدة ووقف خارجا واشعل سيجارة اخري ينتظرهم حتي ينتهوا. كان الرجلان يتفاوضان بصوت منخفض هذه المرة. خرجا.. اسرع السائق جعفر إلي السيارة وصرخ في وجه السمسار آن جابر كورس حانين نرجع. كان ذالك اخر كلام له مع السمسار في ذاك اليوم من ضحي مارس. وغير بعيد من الرجلان وقف جعفر اشار عليهم بالركوب فتح احدهم مأخرة السيارة ووضع شيئا لم يتضح لجعفر وركب الاخر وقال سنأخذ سمصونت وصك من بوتيك غير بعيد من فندق شنقيط بلاس وافق جعفر علي الفور بعد دقائق. وصلوا إلي ذاك مكان نزل احدهم ودخل علي صاحب دكان متهالك امضي معه قرابة سبعة دقائق ليخرج معه صمصونت من دلاس وصك اصغير دخل السيارة متظاهرا بالعجلة والسرعة وضع الصمصونت في مأخرة السيارة فيما احتفظ بالصك وانطلقا. جلسا كليهما في الخلف فيما بقي جعفر في المقدمة لوحده. مرت عشرة دقائق حيث صمت مطبق عم المكان ثم قال جعفر انتم ذاهبون إلي دار ول اهميمد. ثم اضاف انها بعيد لكن اندور نلحكوها ان شاء الله رد احدهم عليه ببطئ فيما اكتفي الثاني بالصمت ثم اخرج سيجارة من كلواز القديمة واشعل النار. داخل السيارة عم دخان كثيف وكريه سال جعفر انت ذ ال تكمي شنه اجابه كلواز رد عليه اثرها مزالت خالكه رد عليه بحسانية رديئة معرم في تمبكتو وحتي كاع في باسكنوا هذا. رن هاتف جعفر كانت زوجته التي جلبها من ضواحي الغايرة بلعصابه هي من تتصل رد عليها ان تاخذ ثمن اللحم من عند دنب مول البوتيك ذو الاصول الفلانية القادم من ضواحي باركيول منذ 2004 الي يوم الناس ذاك. في الطريق اتصل احدهم وانهي المكالمة دون تعليق من الثاني لكنه همس له حيث شاهده جعفر وصمت وغير بعيد من فيراج محمد سالم بالزعطر اشار احدهم علي جعفر ان ينعرج قليلا ليركب معهم ثالث كان صاحبنا الجديد فيما يبدوا من ملامحه أنه زنجي لا يتقن ايضا الدارجة. اخرج شيئا من جيبه وادخله في جيب زميله دون ان يكترث الاخير لكذا امر. غير بعيد من فيراج الحاكم كانت دورية من الشرطة تقف ارتبك اصحابنا قليلا لكن جعفر انقذ الموقف حين تعرف علي احد الشرطة وسمح له بالعبور وانطلقا وصلا ألي عين المكان اخيرا نزلوا مسرعين ودفعوا لجعفر اجرته وربما عمدا اوسهوا نسوا امتعتهم في ماخرة السيارة. رجع جعفر ونسي هو ايضا ما بداخل مأخرة السيارة. في المساء وحوالي التاسعة ركن جعفر سيارته امام بيته ريثما يتناول عشائه ويذهب بها إلي همات حارس ال سيارات في طريقه لركن سيارته للمبيت تعطلت. نزل منها وفتح مأخرتها ليفاجأ بالصمونت وكيص ملفوف بإبلاستك بشكل جيد تريث بعض الوقت يفكر ويفكر ثم فتح الصمصونت شم رائحة لم يألفها. في تلك الأثناء مر عليه صدام وهو احد سكان الحي ومن مواليد 1992 وبسرعة تعرف علي مافي الكيس الملفوف بالبلاستك لكنه صمت. عرض صدام هذا خدماته علي جعفر في حمل الصمصونت والكيص إلي المنزل لان السيارة تعطلت وحتي الصباح يقرر جعفر ماذا سيفعل. طيب الله اوقاتكم.