التعليم في الحوض الشرقي: هشاشة البني التحتية وتدني المستويات(تقرير)

سبت, 2015-01-10 14:48

لا يخفى على أحد ما يعانيه قطاع التعليم في بلادنا وخاصة في المناطق النائية،  لأن البنى التحتية غير متوفرة بالقدر الكافي وما يوجد منها متهالك جدا.

 فهؤلاء الأطفال الذين لا ذنب لهم سوى أنهم ولدوا في هذه القرى، غالبا ما تكون الحجرات عبارة عن منازل متهالكة أو أعرشة لا تقي من حر الشمس، ولا تدفئ من لفح البرد القارس في فصل الشتاء. أما الطاولات والكتب المدرسية فمن حصل عليها من هؤلاء المساكين، فكأنما حصل على ملف سياسة الردع النووي للولايات المتحدة، رغم أن الكتب ومعاشات التلاميذ تباع في الأسواق على مرأى ومسمع من الإدارة الجهوية للتعليم .

هذه العوامل و غيرها أثرت على المستويات المعرفية لمعظم التلاميذ، لأن المعلم في هذه المناطق عبارة عن كائن حي يحب تناول ما لذ وطاب من قوة هؤلاء الأهالي، فهو  يعرف متى يتم بيع الهواتف النقالة، و يعرف كيف يزاحم باعة المواشي في الأسواق المنتشرة في قرى وحواضر الحوض الشرقي.

هذا الواقع القاتم ينطبق أيضا على التعليم الإعدادي و الثانوي، إذ لا تتوفر مدينة النعمة والمناطق المجاورة لها إلا على إعداديتان النعمة1_التي تعاني من قلة الأساتذة، ولا تتوفر على مكتبة عامة، ناهيك عن المراجع وقاعات المعلوماتية.

أما إعدادية النعمة 2_فحدث ولا حرج، حيث الاكتظاظ وضعف مستويات الطلاب والتغيب المتكرر للكثير من الأساتذة.

أما الثانوية اليتيمة في النعمة فأحوالها تبدو للناظرين من الوهلة الأولى، حيث أن ما يوجد فيها من حجرات و مباني على قلته فعلت فيه السنين فعلتها، بسبب عدم الترميم و الصيانة، اللهم إلا إذا استثنينا الجدار المتلف على المبنى والذي لم يصمد أمام الأمطار هذا الخريف.

 "ميادين" التقت لفيفا من طلبة هذه الثانوية، فكشفوا لها حجم المأساة، مؤكدين انعدام أي شكل من أشكال الدراسة خاصة طلاب شهادة الباكولوريا، الذين شكوا من انعدام أساتذة أكفاء للمواد العلمية وقد ناشد هؤلاء الطلاب الجهات المسؤولة للإسراع في إرسال طاقم تدريس متكامل وكفئ وتوفير مراجع عصرية, تتماشى مع النظم التربوية الحديثة.

بدورهم معظم من التقيناهم من أولياء أمور التلاميذ، أكدوا على ضرورة محاسبة القائمين على الإدارة الجهوية للتعليم التي تعاني الكثير من الإختلالات، من أهمها عدم تطبيق مبدأ العقوبة والمكافأة، بالإضافة إلى المحسوبية في تحويل المعلمين والأساتذة.

أما قطاع عمال الدعم فيشهد فسادا منقطع النظير، حيث إستعانت إدارة التعليم في النعمة بأشخاص يعملون في الوظيفة العمومية، إضافة إلى عمد بلديات، علما أنه كان ينبغي أن تستعين الإدارة بعمال الدعم من العاطلين.

وقد طالب وكلاء التلاميذ بتصفية الكادر التعليمي بدون استثناءات، لأن السواد الأعظم من هذا الكادر لا يعايش الواقع التعليمي،  وهذا ما نعكس سلبا على التعليم برمته و خاصة في المدن و القرى النائية و التي بدأ التعليم الخاص (المدارس الحرة) يتسلل إليها على خجل.

 ففي مدينة النعمة تجد عدة مدارس خاصة، إلا أن أصحابها يشكون من قلة الرواد ويعزون ذالك إلى الظروف الاقتصادية الصعبة لغالبية السكان وكذالك عدم إدراك بعض الميسورين لأهمية التعليم الخاص.