شبح التعايش تطارده الاوهام؛ فهل من سبيل إلي وئام وطني؟ بقلم/الحسن ولد أعلي

أحد, 2018-02-18 12:12

الكل يطالب ويحاضر من أجل التعايش في الجمهورية الاسلامية الموريتانية علي أسس تحفظ للجميع كرامته الانسانية التي تمكنه من التفرق للبناء والتنمية لهذا البلد المتأخر من حيث التقدم والازدهار.

إن التعايش ليس كلمة عابرة ولا تكفيه المحاضرات والندوات المقدمة من طرف أصحاب الخطابات الرنانة والمواهب في مجال الخطابة فحسب إنما هي الارادة الحقيقية لخلق مجتمع منسجم مع نفسة ويحترم مكوناته المختلفة دون تميز علي أي أساس؛ ونشر العدالة الحقيقية طبقا للقانون المعمول به وتطبيقه علي الجميع دون استثناء مع إعطاء الحقوق لكل المواطنين حتي تتحقق المواطنة الحقه.

إن التعايش ليس خيارا بل هو واقع معاش منذ وجود البشرية وتطور حسب تطور الظروف المعاشه وبسببه قامت حروب غيرت الكثير من الواقع الذي كان معاشا قبل تلك الحروب لان المنتفضون يتوقون إلي الكرامة والمساوات مع نظرائهم في المجتمعات التي يعيشون فيها ويتمردون علي التمييز والاستغلال الذي عانوه بسبب الظلم والتعسف في ظل ثقافة القوة الظالمة والمهيمنة من المجتمعات التقليدية الأنانية المتوحشة.

 أما الان  فقد ظهرت ثقافة الحقوق الانسانية وانتشرت المنظمات المدافعة عن الحقوق وعبرت كل القارات؛ وقد حان الوقت لوضع النقاط علي الحروف وإظهار الحقائق وفضح الزيف الذي يمارسه المجتمع التقليدي المحافظ والذي يهمه المحافظة على الوضع القائم على أسس من الطبقية المقيتة .

لم تعد الفترة مناسبة لتلك الممارسات لما في ذلك من خطورة على تهديد السلم الاهلي للمجتمع الموريتاني الذي عاش كثيرا من المطبات تجعله في غني عن تكرارها لأن ذلك سيؤدي إلي انزلاقات خطيرة تفضي إلي صدام خطير يهدد وحدة وتماسك المجتمع الهش والذي لا يزال يعاني من مخلفات الطبقية التي قسمت المجتمع إلي فئات انتهكت  حقوقها وضاعت كرامتها وهيبتها وبقيت تلك اللعنة تلاحقها حتي الان رغم كل الاصلاحات والقوانين المصاحبة من أجل القضاء علي الفوارق.

المجتمع لم يتمكن من تجاوز وضعيته تلك في ظل سيادة الدولة؛ لأن الإرادة ليست حقيقية بل هي مساهمة في تكريس الطبقية وإعطاء الامتيازات لأشخاص باسم المشيخة والزعامات التقليدية والقبيلة وأعوانها وهذا كله يخلق ثقافة الكراهية وحب الانتقام .

موريتانيا ليست في جزيرة مغلقة وستتأثر بالتحولات الاقليمية والدولية؛ وعلي القائمين علي الشأن العام أن يكونوا واعيين بخطورة المرحلة ويقومون بالإجراءات الملائمة للحفاظ علي الدولة والمجتمع؛ الأمر الذي يتطلب قراءة الواقع الموريتاني المعاش الان قراءة صحيحة حتي يتم الخروج بالبلد من المأزق الذي يعيشه بسبب غلاء المعيشة و انعدام فرص العمل وتوحش السوق وانتشار الجريمة في الاحياء الشعبية علي نطاق واسع وفساد التعليم بشقيه النظامي والحر وعدم ملائمته للسوق وغياب رؤية واضحة للخروج بالبلد من حالة التيه.

وقد مرت خمسون حولا علي استقلال الجمهورية الاسلامية الموريتانية؛ فهل ستقف موريتانيا يوما شامخة متصالحة؟.