حياكم الله,
اليوم, في مكتب قائد اركان الحرس الوطني الفريق "مسغارو ولد سيدي", خلال الاعداد لبرنامج وثائقي عن جهاز الحرس بمناسبة عيد الاستقلال الوطني.
كل شيء في هذا الرجل - ولا ازكي على الله احدا - يشدك اليه:
- تواضعه الجم وبساطته الشديدة, حتى ليخيل اليك انك تجلس في مقهى شعبي مع زميل دراسة قديم, وليس مع صاحب اعلى رتبة في القوات المسلحة, وقائد اعرق جهاز امني وعسكري في البلاد,
- ثقافته المتنوعة والمامه الواسع بمختلف القضايا والموضوعات والازمات المحلية والدولية, حتى ليخيل اليك انك تجلس مع خبير او محلل سياسي وعسكري محترف, وليس مع ضابط من "اهل لخيام" في احدى دول العالم الثالث,
- استخدامه المنهجي المميز في اتباع التسلسل الكرنولوجي و الانتقال - خلال تحليله وتناوله لموضوعات الساعة - من الاهم الى الاكثر اهمية, مع احترام وحدات التحليل واشتراطاته خصوصا حين ينتقل بك من عوامل صنع القرار ودوافعه فآلياته وميكانيزماته ثم اتخاذه واقراره وحتى تأثيراته وانعكاساته, مع شيء من التفصيل, فالتمييز ما بين التكتيكات والاستيراتيجيات, الثوابت والمتغيرات, العوامل والآليات , النواقص والامكانات ثم الاهداف ولتحديات وصولا الى الاستشراف والاستقراء بالنسبة للآفاق والمستقبل ...الخ
- اسلوبه الجذاب ونمط حديثه الشيق, الذي يضمنه في قالب من المرح والانبساط يلغي المسافات ويختصر الفارق, حتى ليخيل اليك انك تجلس مع صديق انتيم الفته والفك من ذو زمن طويل...
ينضاف الى كل ذلك خبرته المتميزة التي تراكمت عبر سنوات خدمته الطويلة وتجربته العتيدة في القطاع الذي تدرج في مناصبه حتى وصلى اعلى موقع فيه, ثم روح الفريق ومناخ الاخوة الذي اشاعه بينه وبين جنوده ومرؤوسيه, وتواصله الدائم مع شباب المجندين تحت إمرته, ما جعله ينسج معهم علاقات تتجاوز علاقات القائد بافراده لتصل علاقة الاب الحنون باولاده او الاخ الاكبر مع صغار اشقائه اليتامى.. وفي هذا الاطار قد لا يعرف الكثيرون أن العبارة الافضل او بالاحرى الترنيمة الاجمل لدى الجنرال هي قوله دائما: انا ولد كوبي من الكرد (اي انا ابن جندي بسيط في الحرس الوطني)..
على العموم خرجت من عنده اليوم وانا متاكد من ان البزة العسكرية والملامح الصارمة للضابط الموريتاني تخفي وراءها الكثير مما لم تكن تعتقده او يخطر ببالنا.
نقلا من صفحة سيد احمد ولد التباخ
