لن نستمر في الصمت بعد اليوم:بقلم: الحسين ولد أعل

اثنين, 2014-12-22 17:00

خلق الله البشر على مختلف ألوانهم وأشكالهم وجعلهم شعوبا وقبائل ليتعارفوا ويتمايزوا؛ وربط كرامة أي منهم بالتقوى؛ هذا هو جوهر رسالة السماء.

بهذه الحقيقة المعروفة والعقدية؛ فإني أتساءل حول ما هي الأسباب المباشرة وغير المباشرة التي أوجدت الحراطين في مثل هذا الوضع؟؛ ومن المسئول عن مأساتهم؟.

هناك أسباب عديدة وراء سلخ الحراطين من هويتهم؛ الأمر الذي يقف خلفه متمصلحون يدعون حمل لواء الإسلام؛ والإسلام منهم براء ومن ممارساتهم الشيطانية.

إن الإسلام الحقيقي الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم يجسد السلم والسلام؛ حيث قال ص (المسلم من سلم المسلون من لسانه ويده) أو كما قال.

لقد عاش الحراطين نوعا من عدم الإنسانية في وطنهم الأم بدون رحمة من أسيادهم المزعومين الذين حصلوا عليهم بفعل القرصنة والسرقة والسطو المسلح.

وخلقوا طبقة عمالية شبه حيوانية؛ لا تتمتع بأي حقوق ولا تربطها أية علاقة فيما بينها مما مكنهم من التحكم في مصيرهم فترة طويلة من الزمن وما زال.

يجب على لحراطين وفقا لما سبق أن يهبوا هبة رجل واحد من أجل انتزاع الحقوق المسلوبة في ظل دولة القانون المفقودة؛ والتي كان عليها كفل الحقوق للجميع بدون زيادة أو نقصان؛ ولا يلتفتوا إلى أقوال أولئك أصحاب المصالح من فئة البيظان الذين يزعمون أن لفظ "البيظان" يطلق على كل الناطقين بالحسانية؛ سواء سودا كانوا أم بيضا؛ ومن يريد أن يفرق بينهم يتم وصمه بفزاعة الوحدة الوطنية.

إن الوحدة الوطنية التي يتظاهرون بها هي تلك الوحدة الوطنية التي كانت موجودة عندما كان لحراطين مغيبين ومستعبدين ومقصيين من الحياة النشطة؛ عندها كانت الوحدة الوطنية موجودة ومزدهرة!..

الوحدة الوطنية التي يريدون أن تكون موجودة هي تلك التي كانت تضرب بعض لحراطين يبعضهم البعض؛ باسم القبيلة والجهة وتزرع العداوة بينهم حتى لا ينتبهوا للمشتركات التي يمكن أن توحدهم وتجعلهم قوة قادرة على مواجهة البؤس والحرمان؛ الذي كان نصيبهم الأوفر من الحياة مع أولئك الإقطاعيين الذين عاثوا في الأرض فسادا وإفسادا.

إذن لن نبقى بعد اليوم أسواطا في يد الجلادين؛ يضرب بعضنا بعضا؛ ويجب على كافة لحراطين بتشكيلاتهم السياسية والحقوقية والنقابية؛ وحتى الأهلية الوقوف في وجه الهبة الرجعية الاستعبادية؛ والتي تحاول زرع الخلافات الهامشية بين هيئات ومنظمات الدفاع عن حقوق لحراطين وتصرفهم عن المعركة الحقيقية والمصيرية للحراطين؛ ألا وهي إثبات الهوية الحرطانية الصرفة بعيدا عن شريحة البيظان الإقطاعية؛ وذلك على طريق إعادة قيام دولة موريتانية حقيقية تكفل حقوق جميع مكونات المجتمع الموريتاني بدون إقصاء أو تهميش.