احتفالية الذكرى الـ 105 لتأسيس الحرس الوطني شمولية لواقع المجتمع/ بقلم : آسية سالم (رأي حر)

ثلاثاء, 2017-05-30 17:29

جدد القائد الفريق مسغارو ولد سيدي قائد الحرس الوطني اليوم العهد خلال احتفالية الذكري ال 105 لتأسيس الحرس الوطني وتأتي هذه الذكري في ظرف زمني يمر قطاع الحرس بتغيرات جذرية فقد تحول القطاع في فترة وجيزة بفضل الحكامة الرشيدة للقيادة إلي مؤسسة أمنية متعددة الأبعاد لعبت دورا مهما في التصدي للجريمة العابرة للقارات بوسائل و معدات متطورة و أسهمت إلي جانب الوحدات الأممية في حفظ السلام في دولة ساحل العاج الشقيقة مما أعطي انطباعا جيدا عن دبلوماسية قطاع الحرس الوطني إلي جانب الوحدات الأممية و يأتي هذا بفضل سهر القيادة علي مهنية القطاع، حيث أن  الحرس ووحداته المختلفة يلعبون دورا أمنيا أعطي أكله و نتائجه من خلال تسيير القطاع لدوريات راجلة و أخري متنقلة في أكثر مناطق أنواكشوط صعوبة ووعورة وتنامي للجريمة وقد تمكنت وحدات الحرس الوطني من ضبط عصابات المتاجرة بالمخدرات و السطو الليلي و تكسير المحلات التجارية هذا بالإضافة للأعداد معتبرة من السيارات التي تستخدم لأغراض إجرامية بالإضافة لعديد الأسلحة و المعدات القتالية التي تستعمل في ميدان ترهيب المواطنين وتدخل هذه الإستراتيجية ضمن الجهود التي أعلنت عنها السلطات العمومية في البلد بعد ظهور حالات إجرامية في مناطق مختلفة تطلبت مراجعة المخطط فكانت خطة الحرس أكثر جدوائية، وتقوم وحدات الحرس الوطني بتسليم المتورطين من هذه العصابات الإجرامية للعدالة التي تحليهم نحو السجن بعد اكتمال مسطرة الإجراءات القانونية المتبعة من طرف الجهات المختصة، و أثبتت قيادة الحرس الوطني مهنيتها و حرفية أفرادها و الإمكانيات المهمة التي وضعت تحت تصرفهم من أجل السهر علي حماية المواطنين و ممتلكاتهم من خلال مقاربة أمنية أكد المستهدفون في مختلف أنحاء العاصمة أهميتها و أهمية الخطة الإعلامية المتبعة من طرف هذه الوحدات حيث أن هذه الوحدات كثيرا ما تقوم بتوزيع أرقام هواتف علي المواطنين الراغبين في ذلك من أجل الاتصال بهم في حالة ملاحظة الخطر كما أن القيادات الجهوية للحرس الوطني المتواجدة علي الميدان تسهر ليل النهار علي تسيير هذه الدوريات بالتنسيق مع حكام المقاطعات و الوحدات الأمنية الاخري المختلفة وتقوم بتسجيل الموقوفين و الوقائع و تقدم تقارير مفصلة للقيادة عن الحالة العامة للأمن مما يبعث علي الاطمئنان هو أن كل الوقائع مسجلة ويتم التبليغ عنها ريثما تقع و تسهر القيادة بفضل ضباط المداومة علي قراءة الواقع الأمني ووضع الإستراتيجيات الأمنية في حالة الضرورة، فالتدخل السريع لم يعد شعارا بل أصبح حقيقة فعلي مستوي الوحدات المتخصصة للحرس الوطني توجد كافة الإمكانيات الضرورية من أفراد و عتاد و سيارات مجهزة للتدخل كلما كانت هناك ضرورة لذلك، أما المقاربة الثانية فإن قيادة الحرس الوطني أدركت و للوهلة الأولي أن قطاعا بمستوي الحرس الوطني يجب أن يطلع بدور اجتماعي يمكن من خلاله أن يقدم خدمات للمواطنين في أماكن تواجدهم و هذا ما تسعي القيادة أن يكون توجها إستراتيجيا و أن تتغير تلك النظرة النمطية لدي المواطن أن الحرسي مجرد جندي خلق من أجل مكافحة العنف و الشغب ورمي مسيلات الدموع و التصدي للمتظاهرين و هي النظرة التي خلفتها سنوات ماضية كان الحرس الوطني مجرد مؤسسة تعتمد علي التدخل السريع و مكافحة الشغب خلال المظاهرات و الاحتجاجات أو حماية الوفود و البعثات الدبلوماسية ، فاليوم تخوض القيادة الجديدة تحدي كبير يتجلي في الحركية الملحوظة التي تشهدها القطاعات الاجتماعية للحرس الوطني فعلي مستوي "مصحة الحرس الوطني" تلاحظ تغيرات جذرية في التعاطي مع المرضي ونوعية الخدمات الصحية المتوفرة علي مستوي مختلف المصالح الصحية للقطاع و حتي الطاقم الطبي مكون تكوينا جيدا، ففي الجانب الثقافي و الرياضي فإن قيادة الحرس الوطني عملت خلال التظاهرات المخلدة لعديد الاستغلال الوطني في نسخته الماضية علي إبراز الحرس الوطني كمؤسسة واكبت بروز الدولة الموريتانية و أنها تتوفر علي أرشيف غني لم يستغل من طرف الأنظمة السابقة ولا القيادات المتعاقبة علي القطاع ردحا من الزمن و اليوم فإن القيادة العامة للحرس الوطني فتحت أبواب متحف الحرسي من أجل أن يستفيد الباحثين و الدارسين و المهتمين من جزء معتبر من تاريخ هذا الشعب، أما بخصوص الرياضة فإن الفرق الرياضية للحرس الوطني تشارك في كافة البطولات الرياضية الوطنية و تعتبر مساهما فعليا في ترقية هذا القطاع، ومن أهم التغيرات الملحوظة التي شهدها القطاع بفضل توجيهات القائد و نظرته الشمولية لواقع مؤسسة الحرس الوطني الجانب المتعلق " بحرس الجمالة" المتواجد في البدو إلي جانب الرعاة و مربي المواشي فإن هذه الوحدات شهدت قفزتا نوعيتا في العمل الميداني وبدأت تتطلع بدور ريادي في ميدان العمل عن قرب من المواطنين بالإضافة لدورها الأمني في مناطق تواجدها و محاربتها لأنواع معروفة من التهريب و خصوصا تهريب البضائع و المواشي و حتي التصدي للإرهاب و عصاباته التي تجوب المناطق الشاسعة مستفيدة من عفوية البدوي الموريتاني و رحابة صدره و كرمه، وقد لعب أفراد هذه الوحدات بتوجيهات صارمة من القيادة دورا مهما في تثقيف و توعية البدو الرحل حول المخاطر المحيطة بهم و فنيات التبليغ و المتابعة و الرصد و أصبح "الجمالة" عنصرا فاعلا في عملية التنمية المحلية ولاعب محوري في ميدان الأمن و الاستقرار، وهناك مساعي حثيثة لخلق مبادرات اجتماعية علي مستوي مناطق تدخل الحرس الوطني علي عموم التراب الوطني ليكون الحرس قريبا من المواطنين و يبقي مؤسسة أمنية تطلع بدورها في ميدان فرض الأمن و الاستقرار و المحافظة علي السكينة لكنها أيضا تسهم في تقسيم الابتسامة و مساعدة المواطنين الأكثر احتياجا من خلال مجموعة من الخدمات الاجتماعية التي بدأت القيادة العامة للحرس الوطني تخطط لها ضمن برنامج طموح سوف يتحقق بفضل إرادة القائد و بتوجيهات من السلطات العليا في البلد، وسوف يتحقق الطموح بإذن الله فللقيادة علاقات واسعة مع مختلف الفاعلين التنمويين و يتوفر الحرس الوطني علي طاقات شابة مثقفة وقادرة علي المساهمة في التوجه و يعتبر المواطن الحرس شريكا له في عملية التنمية المحلية، فهذه العوامل مجتمعة تسهم في رسم لوحة عمل اجتماعي ستعلن عنه قيادة الحرس الوطني الليلة بصفة فعلية في إطار إفطار عام تختتم به التظاهرات الاحتفالية لذكرى الـ 105 لتأسيس الحرس الوطني  وهو عبارة عن إفطار على شرف ضيوف الحرس  من كبار الشخصيات العسكرية و الأمنية و من المتوقع أن يتم خلاله توزيع جوائز  ومساعدات على أسر شهداء الحرس و متقاعديه

 و في النهاية يبقي الهدف هو إسعاد الإنسان الموريتاني و المساهمة في رفاهيته.  

موريتانيا تجمعنا