النصرة والشاهد العيًان . !!

ثلاثاء, 2017-03-21 09:29

يحكى ان "مخطارا "كان في قديم الزمان شابا متألقا ذكيا ؛ استطاع ان يشق طريقا تعليميا باهرا ؛ خوله للحصول على اكبر الشهادات ؛ ولبلاغته وقدرته على الكلام وتشتيت أفكار المستمع استقطب اهتمام ؛ الاعلام الذي لمعه ببريق اخر يتسم بأسلوب العولمة الجديد " الظهور " المتكرر وترسيخ صورة الشخص في عقول المشاهدين لترتبط عندهم بحدث مهم ؛ فلا يغوصوا كثيرا ولا يتعمقوا في كشف الستار ليعرفوا من اي معدن ذلك البريق . تزامنا مع ذلك التلميع دخلت النصرة في نفق قاتم مظلم ؛ حينما شهدت قضيتها الجوهرية " محاكمة ولد امخيطير " منعرجا خطيرا ؛ بتدويلها لصالح المحكوم بالإعدام من طرف محكمة الدرجة الاولى بانواذيبوا ؛ وبلغ الضغط الخارجي ذروته في دخول ما يعرف بخلية " نابولي " الذي منحت المحكوم بالإعدام بحكم قضائي ؛ الجنسية الشرفية وقدمت الدعم المادي له وضغطت معها منظمات حقوقية داخلية وخارجية وحكومات ؛ ممتطية حصان حقوق الانسان لإنقاذ روح المحكوم بالإعدام ( ولد امخيطير ) ؛ مع اننا نصارعهم هنا من اجل إنقاذ الملايين من المدنيين الأبرياء ضحايا سياسات حكوماتهم الخارجية -ازدواجية في المعايير يختبأ وراءها لوبيات لها اجندات لا علاقة لها بحقوق الانسان . في خضم كل تلك التجاذبات دخلت النصرة سحابه داكنة ؛ بعد ان انتقل المحكوم بين عشية وضحاها ؛ من محكوم بالإعدام الى تائب يستطيع الخروج بعد ثلاثة ايام ( مهزلة تاريخية ) وجريمة في حق القانون ؛ من هول الصدمة خرج أهل النصرة بعفوية لمحابات الضغط الخارجي باخر داخلي ؛ واستمتعنا بتلك الوقفات العجيبة ؛ التي بلورت "حراك النصرة " ؛ و على المنصات البراقة ابدع " مخطارا " في تقديم عروضه التى هالت الجميع وانا أولهم لدرجة انني وضعته دون إذن من الباريسين فوق برجهم . وفي يوم المطار المشهور خطب الزعيم بين حشود النصرة وخصص له دخول خاص ؛ لدرجة ان المنظمين رفضوا ان يتكلم احد قبله بحجة ان هذا انتصار " مخطارا" ؛ ولا يحق لأحد الكلام قبله وهنا مربط الفرس لان ؛ تلك الحادثة ستكون العقدة التى ستحل بها خيوط عنكبوت وتنتهي بسقوط القناع ؛ غير ان نشوة الانتصار غطت على الحادثة ؛ لتأتي استراحة محارب التي تفضل " مخطارا" بنفس بإعلانها على صفحات النصرة وهلّل لها ؛ جاهلا انها ستكون بداية ورشة فك لغز امتطاء حصان النصرة . مرت الأيام وكثرت السجالات والاتهامات والتخوين والتكفير ؛ وتوالت حلقات المسلسل الهجوم ثم الاعتذار بتقبيل الروؤس ؛ وانفجرت ألغام المنصات تحت اصحاب المقام الرفيع " حراك النصرة " ؛ وكاننا في مسلسل و لسنا في حلبة نصرة عفوية مقدسة هدفها احقاق الحق والمفروض ان اَهلها يحكمهم رابط الإخوة ونبل الهدف . بعد مخاض عسير وقصيرية معقدة وضحايا كثر ؛ سقط القناع وانجلت السحب فزال البريق ؛ ليخرج من ورائه " مخطارا " في ثوب " الكينج " ( هذا مصلح مصري ذَا قيمة )، حيث لم تعد الصفحات المحدودة الانتشار تحمله ؛ فيقرر ان يفسخ تاج الزعيم ليتحول الى "شاهد عيًان " بصحوة ضمير من يريد ان يكون البطل المنقذ للنصرة ؛ بنكهة نصرة النفس ومضمون أنا ومن بعدي الطوفان .. كان المشهد مهيبا يليق ب " الكنج " في فضاء تلفزيوني مشهور ؛؛ وهو يضع الف حساب لخاطر محبيه المحيطين به وخاصة النساء الآتي ابدعن في ( التبراع عليه باسم النصرة ) كمن يحاكي عشيقه ؛ وكان قبالته صحفي محترم في قمة الأدب ويعرف قيمة المقام ؛ حيث انه يحمٍدُ ولا يقاطع يهمس احيانا بأدب ليقول نعم كنت موجود ؛ ويشهد بما يعلم في هدوء كطالب جامعي يستمتع بمحاضرة أستاذه . ليسطر ذلك المشهد ملحمة تاريخية شاهدها العيان ( بتشديد الياء ) يتبادل الأدوار مع نفسه من بطل خبير في مهنته ؛ الى قاضي قوي ثم زعيم روحي يوزع صكوك النصرة الحقيقة ويصنف ويحاكم الخونة ؛ ليختم بانه شهد على كل اخطاء الملف واكتشف ثغراته ليؤكد تقاطه مع محامي ولد امخيطير ؛ في تناغم الأصدقاء واصحاب المهنة التي تجمعهما ثم يشيد بذكائه . في اخر تلك الإطلالة يتحفنا " الكنج " بخلاصة تاريخية فريدة من نوعها ترسخ شهادته الصادقة بأنني : أنا " مخطارا " المحامي الوحيد بدرجة امتياز في البلاد وأستاذ الجامعة الوحيد بكفاءة عالية الذي يحفظ القران وله درجة فَقِيه بالتزكية ؛ اعلم الجميع ان الملف صفر وساقط بجزئية الإجراء الشكلي ؛ وان المحامون غير اكفاء ولا أمينين على الملف ؛ كل الحراك خونة الا من رحم ربي ( سلامة المقطوع راْسه )؛ وانا شهد انني منذ سنة كنت اعرف ان من ينوب عني في القضية وموظف عندي يعمل بالملف ؛ ارتكبا جرما في حق النصرة ؛ وان كل ما قدم في الملف من عمل جيد ووقفات كنت أنا جلبته بقوة رابطة دمي وحسن مراكز اهلي في الدولة ؛ وإنني مع سبق الإصرار والترصد تسترت على تلك الجريمة حفظا لعرض النصرة ؛ غير انني اليوم بعد ان مَس عرضي قررت الخروج عن صمتي ؛ لان الانتصار للنفس ميزة لا يملكها الا مثلي . ثم نهض وخلع ثوب "الكنج " وقال : هيلتر أمامكم والتاريخ يعيد نفسه ؛ أنا النصرة ولا نصرة بغيري والمف ساقط من دوني ؛ كل الاطياف خونة الاً من رضيت عنهم ؛ ومن اعترض فساحكم عليه بالخيانة العظمى .. لكل منكم ان يتخيل أين هتلر الان . دمنا ودامت النصرة

عائشة عبد ٢٠/٠٣/٢٠١٧