بينما أنا جالسة في غرفتي فأذا بصوت أمرأة تتحدث مع والدتي فنزلت من غرفتي فوجدت شابة سورية عمرها لا يتجاوز 19 سنة ومعها طفلة صغيرة عمرها 7 سنوات طلبت من والدتي بعض المساعدات وبعد ذلك جلست أمام المنزل وأصبحت تشكي همومها فعندما لمحتني الطفلة التي معها قامت وأخذت بيدي وقالت أختي ساعديني وكان ذلك عند أذان الظهر ذهبت الئ والدي وقلت له أني أريدهم أن يتناولوا معنا طعام الغداء. وجوههم شاحبة رغم مسحة الجمال و البراء ة في ملامحهم. أصبحت الشابة تحدثي عن الاجتماعات الجميلة في حارات دمشق وعن حياتها القديمة قالت لي لم أكن أتصور أن أكون لاجئة أو أن أطلب الصدقة, قالت لي أن زوجها مات في الحرب وأن دماء البشر في الطرقات وكأنها أرخص من الماء. أنفجرت بالبكاء عندما قالت لي الحرب أخذت مني أبي وأخوتي وزوجي لم يبق لي سوئ طفلي الرضيع ونحن ننام كل ليلة بدون عشاء. أمسكت بيدي وقالت لي أرجوك لاتبكي, قلت لها أنا ليس لدي ألا الدعاء قالت ذلك يكفي. كان ايمانها قوي رغم تلك المأسي التي تعيش فيها. فهم خرجوا من بلادهم قهرا وظلما وخوفا وحزنا وألما. أنا حقا أختنق كلما تذكرت ألمهم.

نقلا من صفحة المدونة Hayati Brahim‎‏