.باسم الشباب المثقف والنخب في البلد ، باسم الشباب العاطلين عن العمل الذين اشرأبت اعناقهم بعد وعيدكم لهم بغد أفضل ، باسم الشباب المنظم والمنضوي تحت الجمعيات والمنظمات ،باسم الشباب الذي لايكتب ولا يقرأ ولم تتح له الفرصة لذلك ،و باسم كل شابة أو شاب موريتاني بغض النظر عن اسمه ،أووسمه ، أو صحيح اسمه نذكركم ــ يافخامة الرئيس ــ في بداية هذه السطور بالفقرة الخاصة من خطاب التنصيب بهذين العنصرين الهامين ــ الشباب والنساء ــ وبوعدكم لهم ، وعهدنا بكم حريصون على تحقيق التزاماتكم . (لقد تميزت المأمورية المنصرمة بتشجيع الشباب والنساء على النهوض بدورهم كاملا في عملية البناء الوطني اذ لا يمكن تحقيق تنمية مستدامة وطاقات الشباب والنساء غير مستغلة بالشكل الملائم، فالنساء يمثلن اكثر من نصف المجتمع اما الشباب فهو القوة الحية الرئيسة في المجتمع. سنعمل خلال السنوات الخمس المقبلة بإذن الله تعالى على ان يحتل الشباب الموريتاني والنساء الموريتانيات المكانة اللائقة بهم في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وفي هذا الإطار واستجابة لتطلعات الشباب التي عبر عنها المشاركون في لقاء الشباب الأخير، ستحظى الأنشطة الموجهة لصالح الشباب بالأولوية خلال السنوات المقبلة. كما سيتم ضمان وتعزيز ولوج المرأة الى الوظائف التنفيذية وستحظى بتشجيع اكبر لاستقلاليتها الاقتصادية وسنكافح بقوة كل اشكال العنف ضد المرأة) ، انتهى الاستشهاد . لاأحد ينكر ماتحقق في المأمورية الماضية من تشجيع للشباب على جميع الأصعدة ، فسواء تعلق الأمر بزيادة سن الشباب لولوج الوظيفة العمومية ، أوبتنظيمه في شكل يمكن دعمه والتعاطي معه ،أو باكتتاب المئات منه دفعة واحدة، أوبفتح معاهد ومراكز متخصصة ، أو حتى بمساعدته من خلال قروض مسيرة يستفيد منها المهنيون على امتداد التراب الوطني ، لكن وعدكم بتجديد الطبقة السياسية وإصراركم على ذلك من أجل بناء موريتانيا بقوة سواعد أبنائها الشباب ، بعد ان استنتجتم ــ وأنتم من عايش حقبا مهمة من تاريخ موريتانيا المعاصر ــ أن من شاخ في في السفاهة وشب على استغلال ممتلكات الدولة واستغلال النفوذ ، عصي عليه العودة إلى دروس التربية وتلقي التكوينات في حسن التسيير والشفافية. سيدي الرئيس ، إنما يترقه الشباب الموريتاني الذي دعمكم وزكى مشروعكم ،وسهر الليالي من أجل وصولكم هو الإلتفات إليه ، والقطيعة التامة مع أباطرة الأنظمة الماضية والمفسدين وأصحاب الجيوب المنتفخة والمنافقين وزمرة الحربايويين الذين إن قبلتم بهم معكم لا محالة سيضحكون عليكم كما ضحكوا على من سبقوكم . ماننتظره منكم سيدي الرئيس ــ وشيمتكم الوفاء ــ هو التحول للكفاءات الشابة والمستقيمة وإدخال أوجه شابة في حكومة البناء المقبلة التي ستتميز بالعمل والمثابرة ،وستضمن التحول إلى مرحلة جديدة تخرج منها موريتانيا من حالة الفراغ القاتلة التي عاشتها عقودا من الزمن ،لتؤسس لمعطيات جديدة وواضحة يتحمل فيها الجميع مسؤولياته . سيدي الرئيس إن أمة لاتتجدد محكوم عليها بالزوال والفناء ،لكن يجب أن يكون ذلك التجديد مبني على قاعدة دمج المعرفة والخبرة وفق قراءات تستند إلى مشاركة الجميع بعيدا عن الاستقطاب والتفرد والاستحواذ. سيدي الرئيس ،إن احتلال مجموعة من المتقاعدين العجائز للمشهد السياسي الذي يجب أن يتاح فيه التناوب بين الأجيال هو ماشل حركية البلد وعاق تقدمه وأخره خمسين سنة للوراء . ان محاربة الفساد والمفسدين ، ومكافحة الفقر ،والقضاء على المظاهر المخلة بقواعد الحكامة الرشيدة وبسط الأمن والإستقرار ونشر العدالة الإجتماعية وتحقيق نمو منسجم مع تطلعات الشعب ،وأخذ موريتانيا لمكانتها اقليميا ودوليا ، وصون مكانتها وتعزيز مكتسباتها ،وإصلاح حالتها المدنية ،والوقوف في وجه دعاة تخريبها ،أمور لن يكتب لها النجاح إلا بسواعد شباب يمثل أكثر من 70% من سكان هذا البلد الفتي ،وإشراكه في عملية البناء من خلال تكليفه بأمور مصيرية يعول عليه في إنجازها ويحسب له فيها ألف حساب . أذكر دائما في الأخير أن المسألة ليست صراع أجيال ،إنما هي فقط تبادل مسؤوليات بين آباء وأبناء ، بين جيل بنى وبذل وضحى ، وجيل متلهف ومتحمس لإكمال تلك المسيرة وبناء الدولة الجديدة. وإلى أن تشكل الحكومة وتقر بها أعين الشباب أتمنى للجميع مسيرة موفقة ولموريتانيا مزيدا من الرقي والإزدهار والتقدم .