عندما تغيب الحقيقة ماذا نفعل ؟بقلم : حمين سيدي أمعيبس

ثلاثاء, 2017-01-31 21:36

كواليس مظلمة و أقنعة يصعب اكتشافها رجال يخوضون حربا علنية عن طريق التراشق بالألفاظ و الاتهامات كل يتهم الآخر وكل يحاول كشف عيوب الآخر فكلما سمعنا أو استمعنا لما يقولون نخالهم نسوة يتبادلون الاتهامات في جلسة شاي لدي إحداهن أو مجموعة من سدنة الليالي الحمراء في غرفة مغلقة في مقاطعة السبخة يتبادلون الأدوار علي عاهرة مدفوعة الأجر مسبقا أو مغررا بها دون علمها تكفيها قيمة الرفيقة المناضلة، هذا يتهم هذا وهذه تتهم هذا و الحقيقة لن تخرج أبدا ليكون كل واحد منا شاهدا حيا علي من أخطأ و من أصاب، منذ بضعة أيام قد بدأت بعض المعالجات التي تهتم بما يدور داخل حركة إيرا الإنعتاقية من هزات و خلافات و إختلالات عضوية و كيميائيةتعود في مجملها إلي منهجية الحكم و الصراع الذي يدور بين القادة من أجل مصالح ضيقة آنية لا تخلوا من محاولات الشخصنة و الزعامة و القيادة العمياء، فتعرضت لرجم و القذف و الضرب و الكلمات النابية من العديد ممن استخدموا أسماء مركبة و أخري مستعارة ولست وحيدا ممن يكتوون بنار شباب الحركة و نحترمهم علي الولاء و الإيمان المطلق للفكر و القضية، كل ركب موجته وفتح صفحته و حاول جاهدا تصنيفي علي أنني أغازل النظام أو أعيد ترجمة أفكار قياديين بارزين في حركة إيرا يتحركون ضد الزعيم و توجهاته و إن كان بعضهم لازال مستعارا حتى  اللحظة حتى يقول أن لدي علاقات بالمخابرات، لكن أؤكد لمن يظنون ذلك أنني لا من هؤلاء و لا من أولئك أنا أعالج القضية من زاوية التجرد و الحياد أسعي جاهدا إلي تقديم خدمة غير معوضة لشعب لحراطين العظيم الذي تعود علي تقديم الخدمة لكل من يدافع عنه، مع هذا لازلت مصرا علي قول و كتابة أن النضال مختطف و أن المصالحة و المصارحة يجب أن تكون من الداخل لا من الخارج دون أن يمليها علينا " محمد ولد بوعماتو، المصطفي ولد لمام الشافعي و جمال ولد اليسع فهذا الثلاثي تحركه أطماع داخلية يسوقها خارجيا كلما اهتز الوضع و زاد الطلب في البورصات العالمية لحقوق الإنسان التي تستخدم ترسانة من ألاجئين المحسوبين علي قضية لحراطين العادلة من أجل بيع و سمسرة القضية و ملأ الجيوب في وقت يموت فيه أطفال لحراطين العزل بسبب أمراض سوء التغذية و الإسهال و الحمى ويرمي جلهم في السجون بسبب عدم التمدرس و احتراف الجريمة و التفكك الأسري ، و اليوم يتعزز هذا الطرح من خلال انشغال القادة بمشاكلهم فيما بينهم و ترك القضية المحورية و المركزية جانبا، وقد ظهر ذلك جليا من خلال العديد من التجاذب حتي أن البعض من خارج دائرة النضال قد برز للعيان من خلال الظهور في المناسبات الكبرى مثل القيادي في حزب الاتحاد من اجلالديمقراطية والتقدم  الذي كان وجوده يتعزز من خلال عودة بيرام الداه ولد أعبيدي وهو المحسوب علي أمادو تجانى جوب نائب بيرام الخارج من السجن مؤخرا و المنسحب بالأمس بحكم خلافات لم تتضح الرجل يعمل في مؤسسة مصرفية تدار من طرف شقيق الناه منت مكناس و تتحرك برأس مال معتبر تعود ملكيته لرجل الأعمال أفيل ولد اللهاه مما يرشح إطلاع السلطات عن قرب علي مجريات الأحداث داخل الحركة بحكم العلاقات و الروابط التي تسير العلاقة بين الموريتانيين فيما بينهم و إن كانت حركة إيرا قد أعادة له الاعتبار وقذفت به ضمن تشكيلتها الجديدة دون سابق إنذار و هو المعروف بسوابقه مع السلطة، ولا يستبعد أن يكون للإسلاميين ضلع في محاولة اختطاف حركة إيرا الإنعتاقية و الدخول معها في مفاوضات متقدمة داخل السجن من خلال زيارة زعيم مؤسسة المعارضة الديمقراطية لزعيم الحركة أيام قبل الإفراج عنه أو المسائلة التي قدمها نائب رئيس تواصل محمد غلام لوزير العدل خلال جلسة برلمانية حول واقع التعذيب الذي تعرض له ناشطين في الحركة علي خلفية أحداث كزرة ولد بوعماتو مقدما الصورة و الأدلة أو اللقاء الأخير الذي جمع زعيم مؤسسة المعارضة الديمقراطية وقيادات في حركة إيرا، خصوصا أن الإصلاحيين يعيشون حالة تذبذب فيما يخص موقفهم من العبودية في موريتانيا ولهم سابقة في الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية عندما أجمعت علي ضرورة ضخ مسعود ولد بلخير مرشحا موحدا عن الجبهة ضد سيدي ولد الشيخ عبد الله حينها رفض تواصل و أعتمد علي فتوى تقليدية لا تجيز الإمامة ولا ولاية الأمر للعبد وهذا ما لم ينفيه رئيس تواصل محمد جميل منصور خلال ندوة أنعشها لصالح مجموعة من الشباب حول تاريخ الحركات الإسلامية في موريتانيا في مكتبة القدس بنواكشوط الأسبوع الماضي عندما أكد أن احتمال طرح إمارة العبد و إمامته وولايته للأمور عند جمهور واسع من سدنة الفكر الإسلامي السياسي وارد وهذا ما قاد ربما دون التأكيد علي ذلك  لعدم التوحد حول موقف مشترك من اختيار مسعود ولد بلخير مرشحا دون الدخول في التفاصيل و هي أسرار حركية لا يمكن الحديث عنها لشباب الفيسبوك و المدونين و المشاكسين و إن  كان مجلس شوري تواصل يخطط لسرقة القضية قبل انتخابات 2019 المثيرة للجدل فإن إدخال إيرا ضمن اللعبة تجيزه الأحكام الشرعية لتواصل، و اليوم فإن الصورة تتضح و مجريات الأمور تسير نحو المجهول و الانشقاقات لم تعد عاملا مهما لحل الأزمة التي تعيش حركة إيرا الإنعتاقية فالقضية قد تكون أكبر و أعمق و قد تصل حتي الخيانة العظماء عندما يقبل قياديين التآمر و التخابر علي قضية تشكل خللا اجتماعيا واضح و اختلال في موازين التنمية البشرية وظلم موجه ضد مجموعة بشرية عاشت نار العبودية التقليدية وهاهي اليوم تكتوي بنار عبودية أخري من نوع عصري بحكم نخبة أعطتهم زمام أمرها، إيرا تارة تصالح وتارة تشاكس حسب المزاج العالمي للملف، لكن مهما تعددت أساليب الحرب و اختلفت موازين القوة و انكشفت الحقائق للعيان فإن خروج رجل بمستوي  أمادو تجانى جوب الذي شكل و إلي الأمس الغريب خيطا رابطا بين بيرام الداه ولد أعبيدي و بعض زعامات حركة أفلام المطرودين منها بسبب خيانتهم لنهج التحرر الذي أعلنت عنه الحركة من خلال وثيقة الزنجي المضطهد، وكان أمادو تجانى جوب أحد أبرز المعتقلين في ملف كزرة ولد بوعماتو ولم تصدر أية حركة زنجية بيان دعم و مساندة له ولم تتضح للعيان أية مبادرة سياسية للمطالبة بإطلاق سراحه خصوصا أن حلفائه التقليديين في حركة أفلام يرونه رجلا خارجا عن الطاعة مشاكسا و قد أفسد خطهم النضالي بتبنيه لقضية العبودية في المجتمع البيظاني دون تفرغه للإختلالات حقوق الإنسان الممارسة ضد الزنوج الموريتانيين حسب ناشطين في لا تلمس جنسيتي و حتي محسوبين علي أفلام ممن لدي بهم علاقات قوية وروابط وثيقة، بينما تري أوساط أخري أن خروجه بهذه السرعة يؤكد أن الهدية التي بعث بها محمد ولد بوعماتو للمشمولين في ملف كزرته لم تصله مما أرغمه علي الخروج بهذه السرعة دون ترتيب مسبق مخلفا فراغا لا يعوض في ملفات الزنوج الموريتانيين المرمية في دواليب بيرام ولد الداه ولد أعبيدي واضعا حدا نهائيا لتلك القوافل و المسيرات النضالية و الصلاة و الترحم علي أرواح الإبادة التي شهدها الزنوج في التسعينات و الممولة من طرف زملائه و أقاربه الناشطين في بروكسل و جنيف و الولايات المتحدة الأمريكية، و إن كان كاتب الضبط و الناشط الحقوقي و القيادي في حركة إيرا و أحد المشمولين المظلومين في ملف كزرة ولد بوعماتو كتب أيام قبل دخوله السجن علي صفحته الخاصة معالجة تحت عنوان "فبركة" جملة لم تسمح له أجهزة المخابرات بفك رموزها وهو الذكي النابه و المناضل السلمي و المثقف الكبير حيث رموه في غياهب السجن من أجل عدم الخوض في فلك الممنوع بعد أن رفض وفي ليلة رمضانية صعبة لم يذق فيها طعم النوم خلال مفاوضات شاقة رفض المساومة، كما رفض اختطاف الحركة، وهذا يضعنا أمام حقيقة أخري أن شباب لحراطين العزل خلقوا لسجون و التنكيل و الملاحقات البوليسية و مخافر التحقيق أما الآخرين فقد خلقوا لتآمر و الخيانة و التخطيط مع من يدفعون حتى أن أمادو تجانى جوب يحسب له أنه مهندس  الحملة الانتخابية التي حصل فيها الرجل علي الرتبة الثانية بسبب الدعم الكبير الذي حصل عليه من طرف الجناح الراديكالي لحركة أفلام و الذين يرون أن المجتمع البيظاني عدوا تجب تصفيته ، اليوم قد تحددت وجهت المنشق الجديد وحمل أمتعته ورحل حسب حركة إيرا غير مأسوف عليه و حسب المناضلين الزنوج الموجدين في الحركة يعتبرون خروجه خسارة لهم في توجيه القضية لصالحهم بينما يعتبرها صار إبراهيما زعيم التحالف من أجل العدالة والديمقراطية حركة التجديد انتصارا له و لحركته خصوصا أن لرجلين قصة مع قضية لحراطين العادلة فصار إبراهيما أحد الشخصيات البارزة التي عملت تحت وصاية مسعود ولد بلخير قبل الاستقالة عنه و تأسيس حزب سياسي لكنه تعلم هناك الهدنة و الوسطية و التحفظ و عدم المشاكسة حتي وصفه بعض أنصاره ممن عايشوه خلال وجوده ضمن حركة أفلام بأنه صار وطني، أما أمادو تجانى جوب فيأتي من رحم مدرسة بيرام ولد الداه ولد أعبيدي الراديكالية حسب خصومه وقد يشكل ذلك حراكا جديدا ضمن الحراك الزنجي الحقوقي و الجمع بين تجربة الهدنة و المشاكسة قد يعطي لحركة التجديد دفعا جديدا من خلاله تعود لسابق عهدها خصوصا أنها حركة سياسية تضم لفيفا كبيرا من التقدميين الزنوج و ترتبط بعلاقات كبيرة مع سكان الضفة و تزاحم حركة أفلام علي قيادة مشعل التحرر الزنجي وقادرة علي أمتصاص العديد من الملفات ذات الطابع الفئوي التي كان تغازل بها السلطة، ليأتي مؤتمر الحركة الإنعتاقية إيرا الأخير وسط ما حمله من تجاوزات صارخة في ميدان العمل الجمعوي و الحركي حيث أنه أقيم دون إبلاغ المكتب القديم للحركة و دون حصول النصاب القانوني لعقد جمعية عامة طارئة و دون دعوة مكتوبة من رئيس الحركة أو ثلثي أعضاء المكتب التنفيذي و دون استخدام فضاء عمومي أو تجاري لعقده بعيدا عن المنزل و الأسرة و الأهل و الأقارب لمناقشة جدول أعمال يقترح من طرف الجهة التي تدعوا لعقد الجمعية العامة و تتم المصادقة عليه بأغلبية الحاضرين للجمعية العامة بعد التصويت العلني أو السري حسب الأعراف المعمول بها كما هو موجود  في الأنظمة الداخلية و الأساسية للجمعيات و الأحزاب و الحركات السياسية و إن صح اختيار أو تعيين أشخاص دون علمهم كما وقع مع الحقوقيين أحمد باب ولد سعيد و احمد عموا اللذان أبلغا الحركة في رسالة مكتوبة اعتراضهم علي تعيينهم دون التشاور معهم و جمدوا عضويتهم في المكتب التنفيذي مع الاحتفاظ بالصفة الحركية في تصرف حضاري و ديمقراطي يؤكد أن رهانات الحركة تتحطم بسبب التوجه الأحادي تابعوا الرابط التالي :http://echarghtoday.com/node/4923 و يعتزز هذا الطرح من خلال التخلص الكلي من إبراهيم بلال رمضان نائب رئيس الحركة، و منسق الحركة بنواكشوط كاتب الضبط الشاب محمد داتي السجين سابقا علي خلفية غزوة كزرة بوعماتو و الخارج للتو من السجن بعد رحلة طويلة بين مخافر التحقيق و المسائلة و التحقيق و السجن و القذف و الشتم من طرف العديد من الصحفيين و المدونين، هذا وسط حراك كبير داخل الحركة الإنعتاقية من أجل تصفية العديد من المنتمين للفكر و المتضامنين مع الحركة ممن أكتوي بنار المصادرة و الملاحقة و في حالة ما رجعت الحركة لصوابها فإن الأمور تؤول في النهاية إلي منظمة حقوقية غير شرعية ولا يسمح لها بممارسة نشاطاتها تتخذ من إحدى الدول الغربية مقرا لها " إيطاليا" تكافح من أجل حرية العبيد السابقين و تهدف لتوفير أكبر عدد ممكن من ملفات اللجوء لمن يدفع أكثر، أما من لا يدفعون داخليا بأرواحهم و أجسادهم و طاقاتهم و ذويهم فمصيرهم هو مصير من ضردوا بالأمس و من أعتذروا عن عضوية المكتب التنفيذي ومن عارض خط الحركة " إقطاعي،خائن،منبطح،بيظاني، عنصري وووووو". وفي النهاية نحن نعيش مصير مشترك.