ضاعت القضية بقلم /الصحفي ، السالك عبد الله زيد

ثلاثاء, 2017-01-17 16:40

عندما تنظر بعين فاحصة على صور الجموع التي تلهث بدون عقولها خلف سيدها بيرام، وحلم كل واحد من هؤلاء يحلم فقط بصورة معه أو أن تسيل منه قطرة دم لكي يقال إنه مناضل، تعرف مدى تدهور مستوى النضال ضد العبودية والغبن والتهميش حتى أصبح يسومه كل متسرب من التعليم الأساسي.
 عندما تنظر إلى الفجوة الكبيرة والعميقة بين القائد والقمة، تدرك للمرة الأولى أن ما تشاهده مجرد قطيع بشري لا يرى ولا يسمع يسوقه مستغل هو بدوره تسوقه الأطماع فجعلته متفردا برأيه متفردا بمصلحته متفردا بقراراته، يسالم إذا كانت له مصلحة في ذلك ويعادي أيضا نظرا لذلك. 
ضاعت القضية عندما  تصدر مشهد الدفاع عنها تاجر يدعي القرب من الله ورسوله وهو من ذلك أبعد يضحك بذلك على عقول من لا يعرفون كم من الدولارات أكل على ظهورهم ودمائهم وعرقهم، وكم من الدولارات جمع بقضية ولد امخيطير الشاب الشجاع حسب تعبيره في بيان استجداء تبرعات الغرب.
 ضاعت القضية عندما تصدر مشهدها من صاحبه الجاهل المنفذ للأوامر على وجه السرعة وبدون تفكير في ذلك، والساذج الذي يرفعه لحظة بلحظة إلى ما دون صفة الجلالة.
 ضاعت القضية عندما تصدر مشهدها من يجن جنونه وتثور ثائرته عندما يشاهد صاحب عقل وفكر، فيبدأ بتصغيره وتشويه سمعته وتقزيمه أمام الببغاوات لتقوم هي أيضا بتكرار ذلك الكلام بدون تفكير.
 ضاعت وضاعت ثم ضاعت القضية حينما تصدر مشهدها من مشروعه الوحيد التهجم على البيظان وفكره الكلام الساقط وتزييف الحقائق وما مقابلته مع إذاعة سينغالية عنا ببعيد ولكي لا يقول قائل إن الحكم عليها من عندي فبيان أعضاء من المكتب التنفيذي حول المقابلة موثق وقالوا فيه إن تلك المقابلة لا تمثلهم.
 ضاعت القضية حينما يجعل المدافع عنها الضحايا وقودا انتخابي، ومصدرا للدخل من خلال تبرعات باسمهم لا تعرف إليهم سبيلا، إذ لا مكان لها غير جيب القائد المبجل.
 ضاعت القضية وأي قضية أضعتم إنها سبب تخلفنا وبقائنا خلف الأمم، سبب جهلنا وفقرنا، سبب تنافرنا وتباغضنا الذي يتغذى عليه مصاصو الدماء وركاب الأمواج والقضايا العادلة. 
 ارفع صوتك قدر المستطاع واكذب ثم اكذب ثم اكذب على أتباعك حتى يصدوقك ويؤمنون بك كمخلص، لكن مهما وصل كذبك ومهما وصلت مهاراتك فيه، سيظل هناك فتية يعرفون حقيقة ما تعيش فيه من كذب وزور ويعرفون كيف تقنع الآخرين وتوهمهم بصدقك وخوفك على الدين والدنيا، لأن الخائف على الدين يكذب ولا يسرق ولا يستغل ولا يخادع.
 ومهما طال الخداع والكذب فالحقيقة ستظهر في النهاية وسيستيقظ الشباب كما هو حاصل الآن وسيتسربون واحدا واحدا من تحت كما هو حاصل، فالوعي لا يمكن أن يجتمع مع الاستغلال، والعبيد لا يمكن أن يتحرروا من عبودية ثم يذهبون إلى عبودية أخرى، وبالطريقة التي تحرروا بها من تلك العبودية سيتحررون من عبودية الفرد الذي ضيعهم وضيع القضية واستعبدهم واستغل القضية.

الوعي آت وسيأتي على من خانوا وضيعوا القضية.