لقاء الرئيس بالشباب يتجدد بقلم خونه اسلمو المختار

ثلاثاء, 2017-01-03 10:52

يشكل الشباب القاعدة العريضة للهرم السكاني في موريتانيا و هم القوة الحية لهذا الشعب و على عاتقهم تقع مسؤولية النهوض بالبلاد في شتى المجالات التنموية , فهم القوة العاملة صاحبة الكفاءة و الاندفاع و الفئة المهمشة رغم القدرة الفائقة على الأخذ بزمام المبادرة و الإبداع , لقد ضحى الشباب و سخروا الجهد و الفكر و شاركوا منذ الوهلة الأولى في وضع حجر الأساس لبناء هذا الوطن , فقد تصدرت الطاقات الشابة المشهدين السياسي و الإداري منذ فجر الاستقلال , لكن تلك المكانة و ذلك التميز تراجعا باضطراد حتى وجد الشباب أنفسهم مجرد أرقام على قوائم البطالة و هامش الحياة العامة . واقع أدركه رئيس الجمهورية مبكرا فبادر إلى تولية الشباب المهام , ترجمة لقناعة راسخة و إيمان عميق لدى القائد بكفاءة و جدارة الشباب بالمسؤولية , لقد شكل ذلك التوجه الصادق عنوان لمرحلة ستكون فاصلة في مسار الشباب الموريتاني و تاريخه كونها شكلت قطيعة مع النظرة السطحية و الفكرة النمطية التي سعى البعض جاهدا رسمها صورة أولية و انطباعا نهائيا بعدم أهلية الشباب و عبثية منحه الثقة , إن مسؤولية طبقة سياسية فاشلة عن الدفع نحو تكريس ذلك واقعا , مثبتة , بالقرينة و البرهان . فبمجرد أن اطل الربيع العربي المشئوم برأسه , حاول شباب الأمس البعيد في لحظة يأس أن يدفعوا بشباب موريتانيا الجديدة , للقفز في الفراغ نحو المجهول و تجنيده لأجندة أقل ما يقال عنها أنها ليست وطنية , فكان الشباب و لله الحمد قد شبوا عن الطوق بفعل سياسة رئيس الجمهورية التي وجدوا فيها الخلاص من شبح البطالة الذي كان يهدد مستقبلهم و غول التطرف الذي هدد و جود وطنهم , فتم رفع سقف سن الترشح للمسابقات الوطنية و أعادت الدولة تجديد دمائها و حصل الفكر على متسع من الحرية و فضاء فسيحا للتعبير عن مكنونات و مكبوتات صاحبه , و أعادت الجامعة الإسلامية ألق و وسطية المحظرة الشنقيطية و امتطى فرسانها قراء يتلون و شيوخ يبينون , ترددات الأثير , عبر إذاعة القران و قناة المحظرة و تم بتوفيق من الله الانتقال السلس من تجديد العقليات إلى تجديد الطبقة السياسية و الإدارية بالمفهوم الواسع , في تجربة فريدة تحتذى . لقد شكل عرس , لقاء الرئيس بالشباب , الحدث الاستثنائي , فقد يمم الشباب وجوههم شطره , كل واحد منهم يخطب ود , حلم العمر , فأفسح رئيس الجمهورية صدره رحبا محتضنا رؤى الشباب و تطلعاتهم لمستقبل واعد , يسهمون فيه من خلال العقل و الفكر, في نهضة الوطن كل في مجاله وفي حدود عطاءه . لقد توج رئيس الجمهورية و كعادته , في حسن المبتدى و المختتم , اللقاء الذي حمل شعار ( أنتم الأمل ) بلفتة كريمة كانت ختام مسك لورشات اللقاء , و إعلان ميلاد , للمجلس الأعلى للشباب . لقد شكل اختيار نخبة النخبة البداية الفعلية و الصحيحة لمسار المجلس و الخطوة الأولى في مشوار الألف ميل الذي شرعوا فورا في تهيئته طريقه استعداد لتعبيدها كي تعبر من خلالها قوافل الشباب المبدع نحو الريادة . فكان الحيز المكاني للمجلس نقطة جذب للأفئدة الشباب و مركز استقطاب لكفاءتهم و منصة لانطلاق مشاريعهم نحو التشكل و التحقق من خلال ما دأبت عليه مختلف لجان المجلس من جلسات تقويمية و توجيهية مرورا بالمساعدة على رصانة التخطيط و حسن التنفيذ إضافة إلى التكوين الذي يعد العمود الفقري و العصا السحرية للنجاح المهني , ضالة الشباب المنشودة . اليوم يطالعنا المجلس الأعلى الذي كان عند حسن الظن و على مستوى ثقة رئيس الجمهورية تشريفا و تكليفا , بحملة وطنية لتحسيس الشباب و ترغيبهم في الترشح لعضوية مجلسه الوطني و فاء بالعهد و استمرارا على الدرب و امتثالا لنهج الشفافية المهنية و النزاهة الأخلاقية اللتين هما ديدن أعضاء مكتبه التنفيذي فاستحقوا وسام التقدير و الامتنان على الحصيلة المشرفة لعملهم رغم تشكيك أعداء النجاح , الذين أهدي إليهم , مقولة للعالم العلم , الفيزيائي المصري الراحل أحمد زويل : ( إن الفرق بيننا و الغرب هو أنهم يدعمون الفاشل كي ينجح , أما نحن فنحارب الناجح حتى يفشل . ) . بقلم : خونه ولد اسلم