خلال النسخة السادسة لمهرجان المدن القديمة ، تكلم وزير" الثقافة الناطق الرسمي باسم الحكومة " عن حدود موريتانيا ، وحددها من أزواد الى تيندوف فالساقية الحمراء و واد الذهب ، و كان ذلك في خطاب امام رئيس الجمهورية و اركان الدولة و المجتمع ، و تساءلت حينها لمصلحة من يتم بلورة هذ المشروع ؟ ! ، و هل الوزير و الرئيس و اركان الدولة لديهم طموح لحدود دولة جديدة او تاريخية ؟ ، غير تلك التي رسمت بالمواثيق و لبروتوكولات و الاتفاقيات الدولية لترسيم حدودنا الحالية ، ام انه سعي من جهات اخرى دفينة في النظام لتازيم العلاقات مع الاشقاء في الجزائر و مالي و المملكة المغربية ؟ ، لم استوعب لحظتها انها صدفة في زمانها و مكانها و كلامها ، و كنت واثقا انه ستكون لتلك الكلمة تداعيات اقليمية مع دول الجوار و اخر ى داخلية اجتماعية و معارضاتية انتهازية ، خصوصا ان الوزير حينها غلفها بغلاف تراب الييظان بمفهوم التوسع و انتشار للسان ، لم تتاخر تلك التداعيات طويلا حين طفق المدونون الشباب و السياسيون يستهجنون كلمة الوزير و كنت من بين من دون في الموضوع ، و كانت ردة فعل الجارة الكبرى و الشقيقة المغربية جاهزا من خلال امين عام حزب الاستقلال ، وماتلى ذلك من حملات تازيم و وتحريك للمياه الراكدة ، ركبتها جهات سياسية في البلدين لاتهمها مصلحة الشعبين بقدر ما تسعى لما تعتقد مخطئة انه ضغط على النظام الذي اعجزها ، متجاهلة اواصر القربى و العلاقات التاريخية و الدبلوماسية و المصالح الاقتصادية و الثقافية و الصحية ، التى توحد بين البلدين و الشعبين اكثر مما تفرقهما عبر تاريخهما الطويل ، غافلة حقيقة علمية و تاريخية هي : ان الشعوب و مصالحها و تاريخها و علاقاتها اقوى و ابقى من حاكميها و ساستها و ركاب الموج فيها ، الذين تحركهم اجنداتهم السياسية و مصالحهم الحزبية الانتخابية الوصولية السلطوية الخاصة، عموما كانت الخارجية المغربية و الديوان الملكي المغربي عند حسن الظن و بمستوى المسؤولية ، عكس وزيرنا و جل ساسة بلدنا و كثير من المتصيدين و ركاب الموج فينا ، شكرا لجلالة الملك على المبادرة و التلافي و النباهة و الواقعية و الحرص على العلاقة المصيرية ، شكر لرئيس الجمهورية على الاحتواء و التريث وتغليب مصلحة الشعب و حفظ و المصالح و العلاقات الستراتيجية و عدم الانجرار وراء الفخ ، شكرا لكل من دافع بعقلانية و روية و فهم عن هيبة الدولة و مصلحة الشعب و الوان الوطن و ثوابت التاريخ و الجغرافيا لارضنا و اهلنا ، وعلى من يتنطح لهموم الامة و الشعب وشؤون الدولة و السياسة و تقلد المسؤوليات ، ان يكون بمستوى المسؤولية و الدراية و فهم المصالح و العقواب و تقدير الموقف و ضبط النفس و اللسان و العواطف و الهواجس ، و الا فاليستنكف و يدع مالا قبل له باداء امانته ، المسؤولية تكليف قبل ان تكون تشريف ... انتهى .