أكتب لكم بإسم الطلاب المهندسين الذين يتعرضون لأبشع أصناف الظلم من طرف وزير التعليم العالي و البحث العلمي سيدي ولد سالم. قبل ما يزيد على العامين من الآن و بعد أن بذلنا الغالي و النفيس من أجل تجاوز عقبة الباكالوريا كان لنا ما أردنا إذ تحصلنا على معدلات تخول لنا التسجيل في جل الجامعات حول العالم لكن شاءت الأقدار أن تذهب بنا إلى مدارسنا الوطنية للهندسة (المدرسة العليا متعددة التقنيات، المدرسة الوطنية للمعادن و المدرسة الوطنية للأشغال العمومية) فأحسنا الظن بها و بمنظومتنا التربوية بصفة عامة فثابرنا على الدراسة و تحصيل العلم بالسهر و بذل الغالي و النفيس طيلة العامين الماضيين حتى تكللا بنجاحنا و تجاوزنا للأقسام التحضيرية أي الدخول في العام الثالث (السنة الأولى من التخصص المعين) حينئذ شاء الوزير أن يجمع المدارس الثلاث في واحدة و كان له ما أراد! إلا أن المصيبة كانت حين قرر أيضا إجراء مسابقة إقصائية لنا تضمن ل75 طالبا من أصل 90 الدخول في مرحلة التخصص! فرفضنا و وكلاؤنا القرار و أشرنا لمقاطعة المسابقة حتى وصلنا وعد رئاسي من طرف معلوم بأن المسابقة هي شكلية لا إقصائية و أنه ما علينا سوى المشاركة فعمنا الفرح و السرور لكن لماذا نفرح و نسر ؟! أليس هذا حقنا الذي نلناه برؤوس أقلامنا ؟! لكنه فرح لن يدوم فبعد أيام أجرينا خلالها الإمتحان كانت الصدمة و الكارثة ! ورقة معلقة على جدار كُتِبَ عليها ما معناه رسوب 88 طالبا ! ظهر الوزير مصرا على قانونية ما جرى فلجأ وكلاؤنا للقضاء و تزامنت الأحداث مع افتتاح العام الدراسي، و كانت المعنويات منخفضة لدرجة أن بعضنا قرر ترك الدراسة و كل ماله علاقة بها و  التفرق للعمل في التجارة و الأعمال الحرة أو حتى البحث عن الذهب الذي كان وقتها شاغلا الناس! لكن الغالبية انصاعت للأمر الواقع أي إعادة السنة الثانية في البوليتكنيك مع بصيص الأمل المتمثل في القضاء! و بعد "فورماسيوه و دگ الراس" و أسبوعين من الحضور للدروس عم الفرح و السرور من جديد! لقد حكمت المحكمة العليا للبلد بعدم شرعية قرار الوزير و كذلك بفتح القسم الثالث لكل تخصص! كانت الوجوه مبتسمة و الكل يبارك لنا! لكنه أيضا فرح لن يدوم! رفض الوزير تنفيذ أمر المحكمة! بل و قدم طعنا لديها قوبل بالرفض و تأكيد الحكم لصالحنا فلم يطرأ جديد! استجبنا لرغبة الوكلاء في الخروج من المدرسة حتى نصل لحل.. و إلى اليوم لم يتحدث الوزير و لا أي من المسؤولين عن القضية و كأن شيئا لم يحدث. لذلك نرجو منكم التعاطف و الوقوف معنا في قضيتنا العادلة.

نقلا من صفحة محمد فال ولد البوه