بعد صراع طويل مع المرض و انتصار كبير على الظلم و التخلف و التبعية ، رحل فيدل كاسترو مفجر الثورة الكوبية و المنحاز دائما و حتى أبده للقضايا العادلة و حرية الشعوب ، رحل العملاق الذي ظل لمدة خمسون سنة يجابه رياح الأطلسي الرأس مالية و الليبرالية المتوحشة ، واضعا ناصيته بناصية تمثال الحرية بالضفة الأخرى لحدود ه مع الجارة الكبرى امريكا ، و من يدور في فلكها و يؤمن بقيمها الديمقراطية و ينصاع لجبروت قوتها الإمبريالية ، رحل الرجل الذي ظل صمام أمان و ملاذ امان للحركات التحررية للشعوب العربية و الإفريقية ، بسخاء و تجاوز للعرق و الجغرافيا و اللون و الدم و اللغة و الدين ، قدم فيدل كاسترو أفضل ماعنده و أغلى مايملك للعرب و الأفارقة و للاتين على حد سواء ، سلاحا و دعما و علما و تدريبا و تكوينا و تاسيسا في شتى مناحي الحياة النضالية و التحررية ، استعصى جسده و عمره المديد في مقارعة قوى التسلط و التجبر على الازاحة و القتل و الحرق بأيدي معارضيه ، لتتسلل إلى جثمانه الهامد غدا ..!! نار العاشقين له و المحبين لنهجه الاشتراكي الفذ و المؤمنين بقداسة القيم و المبادى التي ناضل الرجل من اجل ارسائها ، بايدي بني وطنه حبا و تعظيما لا نكاية أو تعذيبا أو تشويها ، كاسترو سيذكرك التاريخ طويلا كما ستذكرك اجيالنا كثيرا . 
تعزية للامة العربية و قضيتها المركزية و للشعوب الافريقية و حركاتهم التحررية ، و لشعب و حكومة كوبا العظيم برحيل الأسطورة فيدل كاسترو.ا .