سيدي الرئيس هذه رسالتي , فلم أجد وسيلة لإيصالها إليكم سوى هذه المساحة الصغيرة التي منحت لنا بفضل الله. وتتلخص في أن ليَ ابنة في عمر الزهور تحلم أن تكون طبيبة ،تشارك في بناء وطنها وتخفف ألم مرضى مواطنيه، والدها لم يجلس على مقاعد الدرس يوما ولم يتلق سوى تعليمه المحظري ،كما انه لم يتقلد منصبا قط. كان طموحا , وخاض معركته في ظروف قاسية أوصلته في نهايتها لبر الأمان ولله الحمد. هذه الصغيرة تُعوّل اليوم في تكاليف دراستها وشؤون عيشها على دخل محلات في السوق الكبير،كما هو حال مئات الأسر. ماذا تقول سيدي الرئيس لإبنتكم هذه وانتم تحاولون تحطيم حلمها ،وهدم عرق جبين والدها، ماذاتقولون لهذه الأسر التي لا دخل لها سوى ما تجنيه من هذا السوق، فمنه تعلموا , ومن ريعه تزوجوا وكونّوا أسرا وضمِنوا لهم دخلا ثابتا. سيدي الرئيس ،نحن لا نريد أن يكون بيننا وبينكم رسول، أنا من تركتها وهي صغيرة في وقت كنت لا أطيل فيه الغياب عنها، ووقفت ساعات في أيام شديدة الحر،لأنتخب سيادتكم. لا نريد من جيبكم سيدي الرئييس شيئا ولا نتودد لكم من أجل احقاق باطل، وإنما نريد فقط ترك أموالنا التي هي حق لنا ، و ترك محلاننا لنا لإعادة بنائها على نفقتنا الخاصة. لقد قلتم إن السوق متهالك ومهدد بالإنهيار ,الأمر الذي قد يؤدي لتهديد سلامة الأرواح، وبناء على ذلك قمنا بالتعامل مع شركات متخصصة ,واتفقنا مع مهندسين معماريين وفقا للمعايير التى تطلبون ،ورفعنا طلب اذن للولاية ولحد الساعة لم نجد الرد. سيدي الرئيس نحن لا نريد سوى أرضنا التى نملك رخصا لملكيتها ومستعدون لإعادة بنائها،نحن ياسيادة الرئييس نطالبكم بوضع حد لهواجسنا،فهناك استفزازات وتهديدات وتسريبات من وزراء ومسؤولين تتوعدنا (بأن أللي عندها أحبيب دارتو) , ليس لنا من حبوب سوى أن الحق معنا ويد الله فوق الجميع وأن صوتنا لن يظل خافتا...وما ضاع حق وراءه مطالب.