لقد ناضلنا منذ نعومة أظافرنا ضد الظلم والحرمان الذي كنا أبناءه كباقي اقراننا من المجموعات المهشمة 

وخاصة لحراطين الذين كان لهم ولا يزال النصيب الأوفرمن كلالمعاناة.
أن البيئة الترابية التي تكون فيها المجتمع الموريتاني (أرض السيبة) كان لها الدورالأساسي

 في هذا الخلل  الذي نلاحظه اليوم في عدم انسجام المكونات الاجتماعية وأتساعالهوة فيما 

بينها وهذا ليس بجديد وإنما قديم وظهوره علي السطح بسبب  عوامل عدة ..منها كسر حاجز

 التعتيم علي كل القضايا التي كانت سرية ولا يمكن الوصول إليها وانتشارالوعي بين المجموعات  

وظهور منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان الدولية 

هذا كله أديإلي تراجع السلطة التقليدية والحد من هيمنتها علي المجتمع لأنها لم تستطع أن 

توفر العدالةللجميع. مما أدي إلي تأكل مصداقيتها عند بعض مكونات المجتمع 

(لأنه وكما يقال الدول تقوم علي الكفر ولا تقوم  علي الظلم ).

 

و إذا لم يتخلي أوليك المحافظون عن ثقافة الاستعلاء والنيابة عن الآخرين في التفكيروالتدبير

 فإن الارتداد إلي ما هو أسوء لا يمكن أن يحول بيننا وبينه حائل لأن الهزيمةالأسوأ قد تأتي 

من الداخل .

 

المطلوب اليوم هو تحرير السياسة واستعادة المجتمع لسلطانه في إطار نظام سياسييتوافق

 مع اقتصاد يسع الجميع. ويرفض عدم تركيز الثروة بيد فئة معينة بذاتها لأن ذالك لايكسبها 

إلا عداوة الفئات المحرومة الأخرى.

 

هناك فارق بين المأمول والواقع ..أما المأمول فهو ذاك الحق الإنساني المشاع بين الجميعا

لمتمثل في العيش الكريم وضمان حرية التعبير وصيانة الحقوق وحمايتها لكافة أفرادالمجتمع 

وجعل القانون يسود فوق الكل دون الانقياد إلي تلك النزعة الأصولية والتي ليستدينية وإن

 ألصقت بالدين بسبب توافقها مع تفكير الآخرين و اعتبارها حقيقة يجب فرضها.وفرض الحقيقة 

واجب مقدس في نظرهم والخروج عن تلك الحقيقة خروج عن المألوفوهذا هو الواقع الذي عشناه 

ولا نزال.وما لم نتخلي عن ثقافة المصادرة والتخوين فإن التعايش قد لا يبقي أبديا .

لا يوجد مجتمع بدون مشاكل والمشاكل لا يمكن حلها في إطار النظام الاجتماعي القائموفتح 

 حوار اجتماعي آلية مثلى لحل المشاكل إذا ما صدقت النوايا وأشرك الجميع دون انتكون

 الحلول مفروضة .

 

إن القيم التي أومن بها تجعلني حريصا علي الأمة الموريتانية لأنني أنتمي إليها ومصاب 

لامحال بما يصيبها .الأمة هي من تصنع الدولة الوطنية ومكوناتها مصدر ثراء وقوةبعرقياتها

 وثقافاتها يقوي الرباط الوطني إذا وجدت الإرادة من الجميع.

 

إن المشهد الموريتاني اليوم حري بالتأمل من الجميع ومراجعة الذات في هذا الوقت الحرجمن

 تاريخ الأمة والمليء بالمطبات المختلفة من حيث خطورتها علي التعايش والذي بدونهلا يمكن

 إتمام مسيرة البناء والتنمية نحو بناء اقتصادي قوي يساهم في ضمان حصولالجميع علي العيش 

والصحة والتعليم والشغل كحق طبيعي من حقوق الإنسان علي وطنهمقابل الولاء ألا 

مشروط بأداء الواجب المطلوب منه عند إذن ينتفي الخوف وينغشي ألاأمان وتزول الكراهية 

بين جميع المكونات .

  هل بلغت اللهم فأشهد.

 

الحسين ولد أعل