اثبت من خلاله الشعب التركي تمسكه بالمؤسسات الدستورية وبالديمقراطية كأسلوب للحكم ،وبهذا يكون قد أعطى مدخلا جديدا وتحديا غير مسبوق لمواجهة الدبابات والقذائف والرصاص ،حيث حاصرو الكتائب المدججة بالسلاح حتى تمكنوا اعتقالهم دون قتال ،الشيء الذي يظهر أن قوة الجماهير اكبر وأهم من قوة السلاح،على الجيوش العربية والإفريقية أن تستخلص الدروس الذين جعلوا من بلدانهم ملاعب للانقلابات والانقلابيين ،عليهم أن يدركوا أن الأحكام العسكرية أضحت مرفوضة ومنبوذة ومعزولة ومتخلفة ومثلها الأحكام المدنية البوليسية الاستخباراتية .بلا شك أن الأطراف الداعم للانقلاب الذي حصل في بلادي في أغشت 2008 سيحتشمون وهم يتابعون المولاة المستقرة الثابتة المتأنية والمعارضة الديمقراطية معارضة المبادئ معارضة العمل والبرامج وليست معارضة الأشخاص ،فالقطبين اشتركا في بيان شديد اللهجة ضد الانقلاب والانقلابين واجمعوا جميعهم على رفضه وإدانته ،إنهم يخافون من العار والفضيحة التي ستلاحقهم في ما بقي من أيام الدنيا لو أنه ساندوا الانقلابيين على الإطاحة بالحكومة الشرعية، إنهم رجال لهم أحساس يوالون من أجل ترسيخ الديمقراطية ويعارضون كذلك من أجل ذلك،إنهم يميزون بين الخطإ والصواب لم تعمي أبصارهم المصالح الضيقة كما شاهدنا وشهدنا عليه لمعظم قادة الرأي في بلدي موريتانيا في الترحيب والتطبيل لقادة أي حركة انقلابية حدثت في البلد كان آخرها دعم رمز من المعارضة ونواب في الجمعية الوطنية للانقلاب على الشرعية الدستورية 2008.
فتحية للشعوب الديمقراطية في كل نقطة من العالم وخاصة شعب تركيا العظيم شعب تركيا الباسل شعب تركيا المناضل شعب تركيا المتبصر هذه هي الثورة وهذا هو الربيع التركي .
تحية إجلال وتقدير إنكم قدمتم لنا أهم درسا للمحافظة على مكتسبات الأمة وأنجع طريقة لذلك كما وضحتم أيها الإخوة التصدي للآليات العسكرية بقوة الإيمان والعزيمة التي لا تقهرا وهنيئا لأردغان على شجاعته وقوة تصميمه.
الشعوب لا تقهر.