زهرة نرجس موريتانيا بلد غير قابل لديمقراطية(مقال)

جمعة, 2016-07-15 23:29

نحن شعوب متخلفة تنخر الأمية جسدها...ولم يترك المستعمر ذو المخالب الحادة لها سوى ميراث من الصراعات والتفكك والألغام الموقوته...من هذا المنطلق يتجلى الفكر الطوباوي لدى من يظن أن الديمقراطية تساير نمط عيشنا وأسلوب حياتنا.
إن تقاليدنا في حد ذاتها محصنة ضد الديمقراطية الغربية المستوردة..فما زلنا مثل الرضيع يحبو بخطى متعثرة...وأجزم أن الأقدار لو شاءت أن يحكمنا غير العسكر لكنا في مهب الريح..وأنا بالمناسبة لا أساند الأحكام العسكرية...ولا أدعو إلى أن نظل بدون حكم مدني ديمقراطي...غير أنى لا أرى اللحظة الراهنة والظروف الأمنية الصعبة والفوضى والصراعات والتحديات التي يمر بها العالم عامة وفضاؤنا الإقليمي بصورة خاصة ,من خطر إرهابي محيط بنا وكساد اقتصادي يتجلى أكثر ما يتجلى فى عالمنا العربي الذي تحولت خضرة ربيعه المزعوم الى صيف حار, إضافة الى تنامي خطر الحركات الجهادية المتطرفة واستيقاظ الفكر السلفي المتشدد من سبات عميق كاد يقضي عليه في فترة من فترات زمن الأمة الأغر ،أقول إنني لا أرى اللحظة ملائِمة لأن يحكمنا غير العسكر.
ومما لا شك فيه أن السنوات القليلة الماضية على الخصوص والتي وصل فيها الجنرالات المسيطرون حاليا على زمام السلطة عرفت البلاد فيها نهضة واضحة تذكر فتشكر ,وذلك على أكثر من صعيد ,بدءا بحرية الرأي والتعبير مرورا ببنية تحتية متطورة كتشييد الشوارع والمستشفيات والمطارات وعلى مستوى الطاقة والمياه , مرورا بضبط الحالة المدنية بمعايير عصرية بعد أن كانت الوثائق الرسمية أضحوكة ولعبة في يد المتاجرين ومصدرا للتهديد الأمني. وللمكذبين ,وللقائلين بأن الدولة في ظل حكم الجنرالات الحالي نُهبت وساد فيها الفساد مع أن معظمهم تقلد مناصب هامة في الأحكام الماضية أقول :
أين صرفتم أموال هذا البلد وشعبه , هل شيدتم الطرق , هل بنيتم السدود والجامعات والمدارس , أين كنتم لما كان مطار عاصمتنا ونافذتنا الوحيدة على الخارج أشبه بمرآب سيارات قديمة ,أين كنتم وفيمَ صرفتم أموال الدولة يوم كانت تحت أيديكم؟ 
ولتكن لدينا الشجاعة الكافية لنسجل في دفتر ذكرياتنا مساءلةً ومحاسبةً ـ ولو لمرة واحدة ـ لذواتنا وبإنصاف , فلقد ظلت دولة موريتانيا منذ نشأتها وحتى يومنا هذا مثل الكعكة يتقاسمها من ساعدهم الزمن ووصلوا إلى الحكم ,من رؤساء ووزراء ونافذين ,ومن كان لهم حظ من الجلوس على المائدة ...فلماذا لا ننصف العسكر الذين أعطوا لحد الساعة لمورتانيا ولو بعضا من فتات هذه الكعكة , حيث طوروا جهازها الأمني الداخلي وبنوا جيشا قويا مسلحا ومدربا أحسن تدريب يذود عن حياض البلد ويصون كرامته ,بل صار مصدر فخر واعتزاز للموريتانيين جميعا بعدما كان أفراده يذبحون دون أن تكون لديهم الوسائل للدفاع عن أنفسهم ,وأصبح الجميع اليوم وخاصة من دول الاقليم يحسب ألف حساب لقواتنا المسلحة ويحترمها.
إن قائمة الانجازات تطول وتطول ,وانما هذه مجرد نماذج يعرفها القاصي والداني ولا يشكك فيها الا معاند مكابر ,يحاول ستر أشعة الشمس بغربال...واثناء كتابة هذه الحروف تشهد منطقة أخرى من العالم محاولة انقلاب لحد الساعة يبدو انها فشلت أللا وهي تركيا التى تدفع ثمن سياساتها...حفظ الله الأمة الاسلامية وبلادنا من كل مكروه