نحن جميعا أمام تحدٍّ كبير , فنجاح قمة نواكشوط مكسب للوطن ولكل مواطن يعيش على أديم هذه الأرض الطاهرة ,وهو حدث لا شك سيسجله

التاريخ وسيجعلنا مؤهلين ـ وعلى أتم الاستعداد ـ لاستقبال قمم أخرى ,رغم الكثير من علامات الاستفهام التي وضعها البعض ,ورغم التحديات الكبيرة , والتي يحاول أعداء موريتانيا أصحاب النوايا السيئة المبيّتة ضد هذا البلد المسالم الآمن ـ إن شاء الله ـ أن يجعلوا منها عقبات كأداء يستحيل معها النجاح , كالتنظيم , وضيق الوقت المخصص ,وهواجس الأمن , وضعف الإمكانيات ,وقلة الخبرة.

لكن ـ ورغم الزوبعة المثارة ـ سيُثبت الموريتانيون أنهم على مستوى التحدي , وكما قال رئيس الدولة : "سنستضيف القمة ولو تحت خيمة عربية أصيلة" , وسنثبت للعرب ولغيرهم من اليوم أن موريتانيا أصبح بإمكانها أن تستقبل ضيوفها وأن تُعقد فيها القمم في أمن وسكينة وحسن ضيافة ,فقد ولّى زمن التهميش والشطب على اسم موريتانيا كلما وصلها دور انعقاد القمة ,ولى بغير رجعة والى الابد ,لقد أصبحت بلادنا لاعبا أساسيا ـ لا يمكن تجاوزه ـ في الشأن الاقليمي والدولي ,وتمتلك من الاوراق ما يؤهلها لأن تحتل مكانها ومكانتها التي تليق بأبناء "شنقيط".

وإن شاء الله  ستكون الأمور بخير, وسننجح لا محالة بتكاتفنا وبقوة إرادة وتصميم قادتنا ,ولن نظل خارج السرب بعد اليوم كما يريد البعض لنا... فهذه وسائلنا وإمكانياتنا الهائلة التي سنفرض بها وجودنا كدولة عربية محورية لها الحق في أن تستضيف أشقاءها.

إنه من واجبنا جميعا حكومة وشعبا ,معارضة وموالاة أن نتكاتف ونضع خلافاتنا جانبا , ويشارك كل منا ـ بما يستطيع ـ في هذا الحدث الهام بأسرع وقت وأكبر جهد ,لنضمن أفضل نتيجة...ونترك الإسهاب في الأحاديث غير الجدية والمثَبّطة للهِمم ونعمل جنبا الى جنب مع أهل الاختصاص وأصحاب الخبرة...فقد بدأ العد التنازلي ,ونرجو أن ينتبه القادة والمسيّرون  والجهات الأمنية الى أن الوضع الأمني يحتاج صرامة أكثر ودعما لوجستيا...فخطر الإرهاب والحركات المتطرفة في الشمال المالي ,والوضع المشتعل في لبيبا ,والإرهاب الذي تغذيه كبريات دول العالم ,خطرٌ حقيقيٌّ محدق بالجميع ...ولا أستغرب أنه توجد داخل الوطن خلايا نائمة قد تستيقظ عند الضرورة ,فقد شهدت بلادنا كباقي دول العالم ـ نتيجة للحرب الظالمة التي تشن على دول عربية ونتيجة للمؤامرات الاجنبية التي تحاك ضد الوطن العربي ـ هجرة معاكسة قد يكون من ضمنها مَن يحملون فكرا إرهابيا متطرفا "وما كل مرة تسلم الجرة" كما يقال.

إن الوضع الأمني ـ رغم ثقة الجهات المسؤولة ـ يبقى بالنسبة لنا نحن المواطنين العادين ـ هو الهاجس الذي يقض مضاجع الجميع ,فالإرهاب لم تستطع محاربته ولا القضاء عليه أعتى  وأقوى أجهزة الأمن والمخابرات في العالم ,ومع ذلك نقول : إنه أمام التوكل على الله وتكاتف الجهود والثقة بالنفس والصرامة والجدية والحيطة والحذر سوف نتغلب على هواجسنا ونؤمّن وطننا وضيوفنا ,ونصل بهذه القمة الى قمة النجاح بإذن الله , وعندها سيخيب ظن المتربصين والحاقدين والحاسدين لنا على ما تتمتع به بلادنا من نعمة الأمن ,ومن التماسك والتآخي والتعاضد.

إن هذا الشعب العربي الإفريقي المسلم الذي يعيش فوق أديم هذه الأرض الطاهرة مازال ـ رغم مظاهر الحداثة ـ يسيطر عليه طابع البداوة الأصيل ويتمسك بالعادات العربية المتوارثة , من كرم وحسن ضيافة ورباطة جأش وصبر...فمرحبا بضيوفنا العرب الأعزاء ,فمسكنكم بين الأحداق والقلوب ,سنكتبُ أسماءكم على صخور هذه الصحراء التي فرَض أبناؤها البررة على المستعمر الفرنسي حمْل أمتعته والمغادرة مكرها صاغرا , وذلك بأغصان النخيل الشامخ وأقدام العيس الضاربة في صحرائنا اللامتناهية ,وسنستقبلكم بقول شاعرنا :

فمرحبا قولها في اللفظ متّحدٌ :: لكنها باختلاف الناس تختلف::