إن المسؤول الأول عن تحقيق التنمية هو الحكومة، و يمكنها أن تستفيد من نقد المعارضة لتصحح بعض النقص و الاختلال، و ليس من حقها أن تضيع وقتها ـ الذي تتلقي أجرا كبيرا مقابله من عرق جبين المواطن أو ثروات أرضه ـ في الرد علي من يمنحه القانون حرية التعبير، فتلك مهمة الأحزاب و هي كفيلة بها، و ما مُنِع الرئيس قيادة الأحزاب إلا لابعاد السلطة التنفيذية عن جدل يشغلها عن مهامها، فهي لنا جميعا مستقلين و موالين و معارضين.
إن السجال الدائر الآن ـ و الذي لا ناقة لي فيه و جمل ـ مضيعة للوقت، فالذي يخدم رئيس الجمهورية حقا عليه أن يثبت ذلك من خلال جديته في العمل و عدالته مع موظفيه و تشجيعه لهم و سعيه لظهور نسب النمو في حياة المواطن البسيط لا أن تبقى أرقاما محل جدل، و المواطن الموريتاني ليس غبيا و لا ناكرا للجميل مع إدراكه أن ما تنفذ به مشاريع التنمية لم يقدمه أحد من ماله الخاص، من أحسن تسييره فله جزيل الشكر و التقدير علي القيام بواجبه، و من أساءه فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين لأنه ائْتُمِنَ فخان فهو منافق و "وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ".
إن هذا السفه الفكري يجعلنا هدف الطامعين في المتخالفين، و نحن ما زلنا و لله الحمد و له الشكر ـ و هو القائل "لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ" ـ مأمن الخائفين و مأوي اللاجئين.
أرجو أن لا يزُج بالرئيس أنصاره و يستقووا به في خلافات أغلبها مستورد و هم طرف فيها قبل أن يوالوه.
يا أعضاء الحكومة و كبار الموظفين "يسِّروا ولا تعسِّروا، وبشِّروا ولا تنفِّروا" و لا تحرضوا و لتكن بضاعتكم العمل الميداني لا سب المعارضة و انتظار القيام بردات فعل علي تصرفاتها.

المدون NAHAH OULD NAHAH و هو مستشار دبلوماسي بوزارة الخارجية