أبدأ هذا المقال بسؤال قد يكون صعبا بالنسبة للبعض ومحيرا للبعض الآخر، والسؤال هو:" لماذا كلما خرجت مكونة لحراطين في مسيرة تعبر فيها عن آلامها ومآسيها مطالبة بحقوقها تتعرض للشتائم والازدراء والإهانة. أهذه هي دولة القانون التي يتشدقون بها أم أنها الديمقراطية والمساواة التي يتحدثون عنها أم أن من قيم مجتمع البيظان احتقار غيرهم والازدراء به والطعن في نسبهم وعرضهم حتى من أعلى هرم سلطة في الدولة. فعلا ،ظل  لحراطين يعانون الظلم والقهر والاستغلال فترة زمنية طويلة ويئنون تحت وطأة الاستعباديين الطغاة وبعد قيام الدولة سخرت قوتها للسيطرة على مجهود لحراطين العضلي والعقلي بكافة الوسائل بما في ذلك الدين والإيديولوجيات وحرمتهم من التمتع بثمرة جهودهم وقد آن لهذه المكونة أن تستيقظ من سباتها العميق لتحس بهويتها وضرورة وجودها ومصيرها وتتأمل في ذاتها وفي مدى عبثية ارتباطها بالقبيلة التي تعتبرها زائدة دودية او في احسن الاحوال رأس مال للقبيلة شأنها في ذالك شأن باقي قطعان الحيوانات من إبل أو بقر أو غنم أوحمير...إلخ.

إن تقويض الظلم الاجتماعي وإزالة آثار الاستغلال والقهر والاستلاب يحتاج إلى دولة مؤسسات وليست دولة قبائل فدولة القبائل يغيب فيها الحس الوطني وسيفضي ذلك إلى وطن بلا عدالة ؛ووطن بلا عدالة إنما هو وطن صعاليك تقهر فيه عزة الإنسان ليكون مخلوقا عابثا بلا هوية بلا قضية بلا انتماء.

فالانتماء شعور بالروح الوطنية ويحتاج إلى سلوك ودرجة عالية من النضج العقلي والأخلاقي والسياسي والثقافي ولا يحتاج إلى قائد متعصب. فالقائد المتعصب مشاريعه محكوم عليها  بالفشل والإخفاق لأنها تفتقر إلى الموضوعية وأحكامها على شاكلة احكام "شيخ أدباي" لا تقبل النقاش ولا ترضي بإشراك الرأي الآخر. إن من صفات القائد أن يكون عميقا في حكمته كالبحر  فياضا في عطائه كالنهر، وفي صبره كقمم الجبال يواسي الجميع ويخفف عن الجميع ويساوي بين الجميع. إن هذا الشعور بالمسؤولية من سمات القادة الكبار الذين يحتاج إليهم لحراطين في هذا الظرف التاريخي الفاصل في حياة مجتمعنا.

لعمرك ما ضاقت أرض بأهلها              ولكن عقول الرجــــال تضيق

نواكشوط بتاريخ: 10/05/2016

 

  المصطفي ولد المامي

هاتف: 46544028

       قيادي بميثاق لحراطين