
سأطلع متابعي الصفحة علي مذكرة كتبتها تحت عنوان : "لله، ثم للتاريخ: رد الخطباء علي غيرة الرفقاء
وهذه المذكرة عبارة عن الصفحة الأولي من كتاب لي تحت الطبع بعنوان " صناعة الزعيم بين الوهم والواقع، قراءة معمقة في الثامن يونيو2003
ما كنت أظن أن فائض المكبوت مضافا إلي النرجسية القاتلة قد يدفع الانسان لأن يختلف مع نفسه ويناقضها لهذه الدرجة؛ ليس بسبب أنها أمارة بالسوء؛ بل لأنه يعلم علم اليقين أنه كائن آدمي خطاء بطبعه وليس معصوما بالمطلق.
لكن يبدوا أن للأوهام إغواءاتها وإغراءاتها التي تتيح للمرء أن يصبح كل شيء عنده مباحاً ومتاحا حتى إدخال فيل من ثقب إبرة.
وإلا فما وجه المقارنة عند العقلاء بين من فر من النار والرمضاء معاً؛ وبين من كابد الشقاء، ومرارة العيش.
وتحت أي معني يتجاسر شخص علي ادعاء احتكار ما كدح شخص آخر لإنجازه والدفاع عنه وحراسته بحجة أن محطة الوصول لم تؤتي أكلها؛ متجاهلا أن الطريق أحيانا قد يكون أجمل من نقطة الوصول؛ رغم أن عذابات الطريق واكراهاتها كانت عليه بردا وسلاما وسياحة في صحاري افريقيا؛ وتعيينا علي بئر ارتوازية تتفجر عيونها بمئات الملايين من الأوقية.
لكن يبدوا أن القطرة التي أفاضت الكأس هي أن مؤسسة اعلامية عريقة اسمها " قناة الجزيرة" تتبعت خيوط رواية تاريخية؛ فبحثت بحرفية مطلقة في خيوطها بحياد تام ورؤية متوازنة؛ وبعد تمحيصها وتدقيقها؛ رجحتها لقوة الدلائل والقرائن.
فهل يكفي هذا لإشعال عود الكبريت حتي تطالعنا فضاءات التواصل بنقيق لاينقطع من السباب والشتائم تجاوز الفرد إلي المجتمع؛ ثم يأتي مداد الأقلام علي الباقي من القصة بروايات سرقتها عين الخيال؛ وفصلت حروفها لمن يحكم في الحال؛ لدرجة أن احتضنتها بسرعة أجهزة أمنية في السلطة فأفرشت لها الطريق سالكا بما تملك من "أفران الشواء" ثم يتحرك المال متدفقا لا حقا فتتهالك من أجله؛ ولأجله قنوات تلفزيونية محلية يدير زمامها ديناصورات هواياتهم الجمع والتحصيل لأولياء نعمهم حتي بالوسائل القذرة.
لكن ليعلم الجميع أن الكلام كالنار قليله يكفي، وكثيره يحرق.
نقلا من صفحة الاعلامي اعل ولد البكاي