تقترب مسيرة ميثاق لحراطين للحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ف ٢٩ ابريل، تاريخ لا يمكن لأحد أن ينساه بعد اليوم، وكيف ذلك ؟ وهو التاريخ الذي تشهد فيه موريتانيا أكبر مسيرة على الإطلاق، مسيرة يأتيها المواطنون من كل فج عميق، ويشارك فيها الصغير والكبير، الرجل والمرأة، الأببض والأسود، العربي وغير العربي، كل هؤلاء يكرورن بمختلف لغاتهم " لا لظلم لحراطين".
لا يمكن الا أن تصاب بالقشعريرة، وأنت ترسل طرفك حتى منتهاه، فلا ترى سوى لوحة جميلة، ألوانها متناسقة، وإذا استنطقتها، ستجدها تعبر عن إرادة شعب بأكمله، جاء ليقول كلمة الفصل، فقد تعب من التقاعس والتفرقة وتهميش بعضه لبعض، ستقول لك اللوحة هذا الشعب أدرك أن بعضه من بعض، فهو اليوم لا خوف عليه إلى يوم الدين..
تقترب مسيرة ميثاق لحراطين، وهي تحمل آمال تلك السيدة السمراء التي مرت للحظات من أمامي وهي تركب حمارها في العاصمة السياسية لبلدها، فلم تعد تقدر على تحمل أجرة التاكسي.
اقتربت مسيرة ميثاق لحراطين وهي تحمل آمال ذلك الحمال الفقير الضعيف، الذي لم يعد يقدر على حمل كلغرام واحد، في أن يرى ابنه الصغير يتعلم تعليما جيدا، ثم يحصل على وظيفة مقبولة، تكون تختلف عن وظيفته هو.
لأجل تلك السيدة، ولأجل هذا السيد، ولأجل أبي وأمي وأخي ولأجلي ولأجل أبنائي وأحفادي ولأجل الجميع، سأسير يوم ٢٩ ابريل من دار الشباب القديمة إلى ساحة ابن عباس، سأرفع العلم الوطني، وأكرر النشيد الوطني، سأقول لكل من أرى أنت مني وأنا منك ونحن للوطن والوطن لنا، سنكرر جميعنا "موريتاني لنا ولا لغيرنا" ولنا الحق في أن نعيش فيها بكرامة لنا الحق أن نعامل كالآخرين، لنا الحق أن نحصل على كافة حقوقنا غير منقوصة ولا ممنونة.