في ذكرى إساءات شارلي إبدو

جمعة, 2016-01-08 10:06

إذا كانت للرجال أساليبهم الخاصة للتعبير عن ما يدور في خلجاتهم النفسية من أفكار وأحاسيس، فان الله لم يحرم النساء من ذلك فبأساليبهن الخاصة يعبرن عن ما يدور في أحشائهن.

فبشعر - في منتهي الرقة والجمال – تعبر إعرابية عن رفضها للعيش في المدينة وما فيه من مغريات مفضلة البادية وشظف عيشها حيث تقول:

وما ذنب أعرابيَّةٍ قذفَتْ بها ... صروفُ النّوَى منْ حيثُ لم تكُ ظنَّتِ

تمنَّتْ أحاديث الرَّعاءِ وخيمةً ... بنجدٍ فلمْ يُقدرْ لها ما تمنَّتِ

إذا ذكرَتْ ماءَ العضاهِ وطيبهُ ... وبردَ الحصى من نحوِ نجدٍ أرنَّت

وكانت نساء المشركين في الحرب، يضربن بالإكبار والدّفاف والغرابيل تشجيعا للمقاتلين ويقلن:

نحن بنات طارق، نمشي على النّمارق، إن تقبلوا نعانق أو تدبروا نفارق، فراق غير وامق∙

وكان النبي صلّى الله عليه وسلّم إذا سمع قولهن قال:

اللَّهمّ إني بك أجول وأصول، وفيك أقاتل، حسبي الله ونعم الوكيل.

ويقال إن هندا قامت في النسوة يضربن بالدفوف وتقول:

ويها بني عبد الدار ... ويها حماة الأديار ... ضربا بكل بتار∙

وفي مثل هذه الأيام من السنة الماضية - وفي ظل الهجمة الشرسة على الإسلام وما تمثلت فيه من دهس للمصحف الشريف ورسوم مسيئة للمصطفي عليه أفضل الصلاة والسلام - التقط في البيت قصاصة كتبت عليها من دون توقيع العبارة التالية:

‹‹ شرلي ابدو صرطك يذ ماذ كد›› ∙

فهمت على الفور أن الكلمات عبارة عن أسلوب خاص (نسيب)، عبرت من خلاله سيدة عن مساندتها وتأييدها للهجوم على موقع الصحيفة الفرنسية شرلي أبدو.

بل إن الشاعرة ذهبت إلى ابعد مما وصل إليه منفذوا الهجوم حيث تري أنه للقضية بقية ∙

الأديب والفقيه المعروف

محمد فال ولد خطري