في مثل هذ اليوم كان لقائي الأول مع الدكتاتور ولد عبد العزيز 2008/الدكتور:السعد ولد الوليد

خميس, 2014-10-02 09:32

ربما هي الذكريات و ربما بدافع المقارنة بين اليوم و الأمس ، ذاك الذي دفعني للكتابة اليوم عن مادار في لقائي الأول بالدكتاتور ولد عبد العزيز في مثل هذا اليوم الأول من أكتوبر من العام 2008، كان اللقاء بطلب من الدكتاتور الجنرال الإنقلابي حينها و الغارق حتى الودجين في ماجنت يداه و زين له عقله و شيطانه ، في ضوء صمود أسطوري و تاريخي للقوي السياسية المدنية لم يسبق لبلادنا ان عرفته في سالف إنقلابات نخبتها العسكرية على الرئساء المنخبين ديمقراطيا، و التي ألف قاداتها العسكريين و الأمنيين الدوس على عروشها كلما تقاطعت مصالح البطون و الحناجر و العقول ،صمود عبرت عنه بل و فرضته الأحزاب و القوى الشعبية و الثقافية المنضوية تحت يافطة الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية ، في سابقة ستظل ذاكرة التاريخ السياسي الخرف لبلادنا تذكره و لاشك أن ذاكرة الشعوب الحرة و وثائقها ستسطره بحروف من ذهب ، لم يكن للقاء دون سابق تمهيد كما أنه أيضا لم يكن سالما من الشروط و التوثيق لحساسية المرحلة و الموقف و للسلامة و الأمانة التاريخية و السياسة و الفكرية التي لاترحم و لاتنسى ، كان ثمة لقاء تمهيدي لجس النبض و معرفة الخصم والتأكد من قبول شروطنا و التفاهم على المصطلحات و زمان و مكان و صفة اللقاء وكل ذلك تم مع صنوه و شريكه الأول و سمييه الجنرال غزواني ، و كان سعاة ذاك اللقاء التمهيدي للقاء الدكتاتور المنقلب توا على رئيسه الدني سيدي ولد الشيخ عبدالله و حضوره وزراء و مدراء سابقون و سفراء و نواب لاحقون وكان حضور زميلي و رفيق دربي محمد الأمين بالنسبة لي يكفي لتوازن طرفي اللقاء التمهيدي ، وتم الإتفاق بيننا و بينهم وتمت الموافقة على الشروط دون إستثناء و لاتعديل و تم تحديد الزمان و المكان و الحضور ، الزمان الأول من اكنوبر 2008 الشروط كانت كاالتالي
1/ان يكون لقائنا بالجنرال خارج مكتب الرئيس المنقلب علية
2/ان يكون خارج القصر الرئاسي و دوامه الرسمي .
3/ان يكون الجنرال الإنقلابي في زيه المدني العادي و في بيته .
4/نحتفظ لنفسا بتسمية ماجرى انقلاب و ندائه بلقبه العسكري حتي تنتهي الوساطة او اللقاء ..
وللأمانة التاريخية فقد كان الجنرال غزواني حينها أكثر فهما و ثقافة و أناقة من الجنرال الدكتاتور المنقلب و لد عبد العزيز .
وكان اللقاء في بيته الرئاسي من البوابة (c) وكان بعد صلاة المغرب مباشرة .
كان الحضور ثلاثة رفيقي و امين سري المؤتمن فعلا محمد الأمين و الجنرال المنقلب و ثالثهم مدون السطور.
لم يكن الدكتاتور ولد عبد العزيز كما توقعته و ربما كما يتوقعه الجميع .. كان مرتبكا و منهكا و غير متماسك الأفكار و لم يكن ذا عهد على محادثة أهل السياسة و الفكر ، يقبض يده و يبسطها و يقلب كفيه ذات اليمين وذات الشمال ..في ثوبه المدني البسيط الأبيض كما وعدنا قائد جيوشه تلبية لشروطنا ، و سط صالة ذي باحة كبيرة و هناك في الركن البعيد تلفاز فية قناة الجزيرة ، وبدأ الحديث سر الذكرى و التذكر اليوم وكان البادئ المبتدئ ، موجها سؤال غريب كعاته و أطواره .... دكتور سعد ما مشكلتي معك و لماذا سلطك الله علي في الجزيرة و العربية ؟؟ ..وأردف مثنيا ولماذا انت شاب و مثقف و فقير تتخندق مع جماعة العجائز من الفاسدين المفسدين في الجبهة ؟؟ وعقب بوابل أسئلةألم أفعل كل مافعلت من تصحيح إنقاذا للوطن و المؤسسة العسكرية من التناحر بسبب قرار الرئيس سيدي الذي عزل قادتها؟ ..و بسببكم انتم الشباب ؟و بسبب الطيطان و أهله؟ و بسبب أسفار الرئيس التي فاقت تكلفتها المليارات ؟ وإنقطاعات الكهرباء المتكررة ؟ وسيطرة أهل الفساد الذين إنقلبنا عليهم 2005 على الحكومة اليوم ؟... كل ذلك دون سابق تمهيد في الكلام او مجاملة في السلام إعتادها المتجاذبون الأطراف الحديث على الأقل ،لم يتأخر ردنا و بالأسلوب نفسه ... أيها الجنرال ماتسميه انت و من إتبعك من المؤيدين تصحيحا نسمه نحن إنقلابا على الشرعية و على الدستور الذي ينص على أن الرئيس هو القائد العام للقوات المسلحة وله حق العزل و الترقية في المناصب العسكرية كما المدنية .... ثانيا إن من تتحدثون عنه اليوم بعد الإنقلاب عليه وتتهمونه بالفساد و الضعف لم يكن يوما من الأيام اختياري و لامرشحي .. بل كان مرشحكم انتم العسكريين المنقلبين عليه اليوم وكان مرشحي و مشروعي حينها و للأسف اليوم (الزين ولد زيدان) ، لم يتدخل زميلي ولم يعقب ربما إكتفي بما أوردت و أحسبه كذلك ، تدخل الجنرال يومها دكتاتور اليوم مرة رابعة ياسعد ألست مثقفا و مطلعا ؟؟ قلت لاأدري سيدي الجنرال ... قال عد الى محرك كوكل ستجد مقابلة معي أيام الفترة الإنتقالية طالبت فيها بتجديدها و تقليص فترتها لاكن أعلي و لد محمد فال و قائد اركان سيدي رفضوا ... ثم إنفعل و تشنج و قال سعد كم قرار أصدرته الأمم المتحدة لتحرير فلسطين هل تحررت ؟؟ هل طبقت إسرائيل بندا واحدا من تلك القرارات؟ ... أجبت في إسغراب لاأدري ....فعقب... انت و مجموعة الأفراد المكونين للجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية ... تتوقعون ان الاتحاد الإفريقي و الأمم المتحدة يمكنها أن تعيد الرئيس السابق سيدي بالقوة !!!.... إنكم حالمون واهمون ...حينها لن يجدوا حسب قوله سوى يده او بقايا قدمه .... لاإسغربت كثيرا مع إشمأزاز كبير كيف يتحدث قائد أمة بهذا الصلف والجهل الأبسط أبجديات فنون الحكم وسياسة الدول و الشعوب ...
وتذكرت اليوم كم كنت محقا وكم كان فاشلا في إنجاز وتوفير ما برر به إنقلابه و عجز عنه رئيسه الذي عزله ...... يتواصل في حلقات .

الدكتور:السعد ولد الوليد