
من المذياع انطلقت الموسقي وبثت الأناشيد الحماسية كانت بيدى قطعة خبز وبيدي الأخري دفتر التاريخ وكنت
أستعد للذهاب الى مدرستى لكن القدر شاء لى أن لا اذهب وشاء لدفتر التاريخ الذي أحمل ان يكتب فيه تاريخ جديد لبلدى وأي تاريخ؟! وشاء لقطعة الخبز أن تسقط فرحا بمستقبل يجعل لها نكهة و شكلاوطعما وحجما أجمل ،تعطلت الد وائر الحكومية ذاك اليوم وأغلقت المدارس أبوابها وتوجهت الجماهير الى الساحات فرحا واحتفاءا تحمل أغصان الأشجار وكان المشهد بحق جميلا فقد تلاطمت فيه أمواج المشاعر من فرح بغد جميل وتوق لحرية كادت تموت حتى فى الوجدان...كنت صغيرة انذاك لكن أحلامي كانت كبيرة كنت قادمة من عاصمة الثورة والعصيان مدينتي الجميلة لعيون كان جواز عبوري ميثاق صغير لكنه كبير فى مضمونه اذ يضم فى ثنايا اوراقه عبق قومية حطمت القيود وكسرت جدار الصمت وأيقظت الضمير العربي من المحيط الى الخليج وحملت آمالا لا زال أريجها فواحا رغم المآسى والآلام والنكبات...أعذرونى فلربما غلبنى قلمي المارد القومي وخرج عن السيطرة فلم استطيع كبح جماحه وخرجت بكم عن ذاكرة اليوم التى وللأسف الشديد لم تغير شكل الخبز الذي كان بيدي ولا لونه ولا طعمه ولم تمهد أرضية لآمال زهرة كانت تتوق لبئة جميلة واعدة لكي تتفتق وتنمو لكنها أسست لأرضية صلبة جبالها راسية وجذور أشجارها صعبة الإقتلاع رغم قلة ثمارها وعدم ظلالها والزهرة اليوم نمت وكبرت معها تلك الآمال والاحلام فهل ستنهارتلك الجبال وتقتلع تلك الاشجار ويصبح 12/12 له لون آخر وطعم آخر وهل سيظل درس التاريخ الذى خط فى دفتري هو هو رغم الأخطاء الجسام؟
نقلا من صفحة المدونة الزهراء نرجس