شأننا وأحداث باريس / بلقم : عبد الله محمد الحسن أمانة الله

ثلاثاء, 2015-11-17 13:49

تطل الشمس في كل صباح على استحياء وهي تجلي الغشاوة عن ليل مظلم بلون الدماء، مخضب بمجازر ضحيتها أطفال في أعمار الزهور، ونساء بريئات..، وليس في الأمر ما يثير حتى الانتباه أو الشفقة، فالضحية شعوب عربية كأنما خلقت لتهان، لا لتكرم كسائر بني الإنسان ..

في حين لا تكاد أفواه الصحافة تخبر أو يسمع أن بندقية غاضبة أطلقت في أي مكان غربي كافر، حتى تقوم الدنيا وكأنها صاعقة لا تبقي ولا تذر ..

ولا يكاد ذي قلب وبصر يصبر على المشاهد الدموية المؤلمة، التي تتداولها وسائل الإعلام على رأس كل ساعة عن العالم العربي والإسلامي، وما يعيشه من إرهاب مغطى بأغطية متعددة.. وتحت ذرائع ومسميات مختلفة..، كلها موجهة ضد الإسلام وأهله..، والأدهى والأمر نفاق الشعوب العربية والمتأسلمة، اللاهثة وراء مصالح دنيوية دنيئة..، من قادة وسياسيين ومواطنين بسطاء وغيرهم ممن يرهق الأقلام بعبارات التنديد والشجب والإدانة لأبسط الأسباب، وأقرب شاهد على ذلك أحداث باريس الأخيرة 12/11/2015.

لا أقر بهذا قتل الأبرياء ولا ترويع الآمنين..، وإن كانت هذه الدول هي أول من فض هذه بكارة، كما لا أدعو لترك الباب مفتوحا أمام يشهده العالم من الفوضى عارمة في الأمن والوحدة والسلم.. أي كانت الجهة التي تقف وراءها فالإسلام منها براءته مما ينسب إليه ويكايل ضده من تهم وأفعال تتنافى مع روحه الوسطية المعتدلة.

ولكن الحري بالمواطن العربي والمسلم في ظل هذه التحديات قبل جعل العلم الفرنسي على صورته الشخصية ووضعها في مواقع التواصل الاجتماعي وإطلاق الشراع لجمل التعاطف والترحم والتنديد.. التريث على الأقل واستنطاق التاريخ حول مواقف فرنسا مما تعانيه الأمة التي تكالبت عليها الأمم، فأردتها وهنة هينة ولقمة سائغة لكل من هب ودب..

أليس في فلسطين وسوريا وليمن وليبيا... والقائمة تطول ما يصدع الرؤوس ويرهق الكواهل..؟

أليس من الأولى والأجدر تجاوز الخلافات بين الحكومات والشعوب كافة وبناء علاقات تدعم الأمن والاستقرار وتتواءم مع متطلبات العصر.. وتحث على الابتعاد عن سيل الطائفية والاديولوجية والفكرية.،. الذي يجتاح الشعوب المغلوبة على أمرها، فينخر جسمها حتى لا تقوم لها قائمة ...

إن المتتبع لحالنا اليوم لا يكاد يصدق أن لنا تاريخ، سطره محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، فعلم العالم من خلاله معنى تآلف القلوب ولم الشتات وتوحيد الصفوف وإدارة الدول، بتعادل بين كفتي الدين والدنيا فلا إفراط ولا تفريط في ظل قوة لا تهزم وعزم لا يحل مع اللين والتسامح في محله..

ثم حمل اللواء من بعده رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ..، فما وهنوا وما ضعفوا وما استكانوا...

أيتها الشعوب آن الأوان لمراجعة الحسابات، ورفع الرؤوس، ونفض غبار في شأن دينكم ودنياكم..، سئمنا من اللعب على العقول والأعصاب وفلا خير في أمة لا تعتز بماضيها المجد وكبريائها التليد.. بل كل الشر في نقص القادرين على التمام ..

كاتب وصحفي : المدير الناشر لموقع فضاء الإعلام