د.السعد لوليد في مقابلة مثيرة مع"الشرق اليوم"(نص المقابلة)

اثنين, 2015-11-16 16:14

أجرت"الشرق اليوم" مقابلة مثيرة مع الدكتور/ السعد ولد لوليد الناطق الرسمي باسم حركة"إيرا"، بعد عودته إلى أرض الوطن قادما من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كان في مهمة خاصة و أخرى   لحشد الدعم لقضية شعب لحراطين العظيم، وتأمين إطلاق سراح رفاقه في حركة "إيرا" الرئيس بيرام الداه ولد اعبيد ونائبه إبراهيم ولد بلال رمظان.

السعد أكد في أول مقابلة خص بها وسيلة إعلامية محلية"الشرق اليوم" أنه بات من الضروري على كل الحركات والقيادات الحرطانية بمختلف أجيالها التنادي إلى مشاورات بينية عامة، بهدف الخروج برؤية استشرافية موحدة حول قضية لحراطين في موريتانيا(الحاضر والمستقبل)، تلبي طموحات الأجيال وتستجيب لمتطلبات المرحلة الراهنة ، وتحدد ملامح العلاقات التشا ركية بين مختلف مكونات المجتمع.

ولد لوليد أيضا أكد  خلال مقابلته مع"الشرق اليوم" أنه بات من الضروري القيام بمراجعات فكرية وسياسية جذرية، تستوعب الحراك المتنامي لنخب وشباب لحراطين وتطلعاتهم المشروعة للحرية والمساواة والعيش الكريم في وطنهم.وكذا الأساليب والطرق الأنجع والأسرع لاستعادة الحقوق كاملة غير منقوصة في السلطة والثروة.

السعد ولد الوليد نوه بقرار السلطات الأخير نقل، زعماء حركة "إيرا" بيرام الداه اعبيد وإبراهيم ولد بلال رمظان إلى السجن المدني بانواكشوط ، مطالبا السلطات القضائية والتنفيذية لإسراع بإطلاق سراح بيرام الداه اعبيد  وإبراهيم بلال رمظان  وتوفير  العلاج الخدمات الاستشفائية لهما ، معتبرا أن هذا الإجراء عودة من النظام وسلطة القضاء إلى جادة الصواب، وإعادة سجناء الحرية والانعتاق بيرام الداه اعبيد و إبراهيم رمظان إلى دائرة الإختصاص الترابية ، تحت ضغط المناضلين والمناضلات من أبناء لحراطين  في شوارع أنواكشوط وألاك وعبر دول العالم ، وكنتيجة للحملة الدولية التي قدناها لتأمين إطلاق سراحهما وما نتج عنها من ضغوطات دبلوماسية وسياسية دولية أرغمت أنواكشوط على الرضوخ مؤخرا إلى مطالب الرأي العام الوطني والدولي.

نص المقابلة:

الشرق اليوم: السيد السعد ولد لوليد الحمد الله على السلامة وتعازينا مجددا

السعد لوليد:  جزاكم الله خيرا وشكرا لموقع"الشرق اليوم" إدارة وأعمالا ومراسلون ،على خطهم التحريري المتميز وتغطيتهم المهنية والمجردة للأحداث.

الشرق اليوم: الدكتور لنتحدث عن البدايات كيف كانت بداية المهمة وماهي المحطات والمسارات؟

السعد لوليد:   فعلا كانت مهمة مصيرية شاقة وطويلة ،بدأتها من جزيرة ميناء كوريه لتصدير العبيد إلى العالم الجديد فيما وراء البحار ، تحديد نقطة الانطلاق كان مهما بالنسبة لنا ،  خاصة وأنه يحمل دلالات تاريخية ومعنوية ومادية ووجدانية ، فضلا عن كون صحة البداية معينة على فهم النهاية ،هنا كان من الضروري إقتفاء أثر الآباء والأجداد ملتمسا معاناتهم وعذاباتهم وهم يشحنون ويساقون سوقا إلى جحيم العبودية في العالم الجديد، شحنة كان لا بد لي منها وأنا في بداية مهمتي الخاصة والعامة ،لكي لا أضيع أحلام أجيالنا المتعاقبة و القادمة في الحرية والإنعتاق وانتزاع الحقوق ، وأمانة  الآباء والأمهات، بمواصلة الدرب الطويل والشاق حتى تحقيق الأهداف ونيل الحقوق.

الشرق اليوم:  ماذا عن الخريطة؟

السعد لوليد:   خلال هذه الجولة كنت مصحوبا بخريطة واضحة المعالم ومحددة الأهداف، شملت كل من:واشنطن و نيويورك و بنسلفينا و فلادلفيا و  بانتيمور و أوهايو، كولو مبس و فرجينيا.

وكان الهدف هو التعريف بمعانات شعب لحراطين العظيم،وحشد التأييد الدولي لتأمين إطلاق سراح رفاقي في سجن ألاك سابقا برام الداه اعبيد و إبراهيم رمضان

الشرق اليوم:  كيف وجدتم العالم الحر؟وماذا عن مستوى التجاوب معكم ومع القضية؟

السعد لوليد:  في الولايات المتحدة الأمريكية ، كنا محل ترحيب وتقدير ،من الحكومة والشعب الأمريكي،ومنظمات المجتمع المدني المهتمة بحقوق الإنسان وبموريتانيا عموما ،كما كنا محل رحب وسعة من قبل أفراد الجالية الموريتانية المقيمة في الولايات المتحدة الأمريكية، و خاصة في المدن التي شملتها الزيارة.

وكان التجاوب إيجابيا وأكثر من جيد،خاصة ما لمسناه عند المنظمات الدولية في الأمم المتحدة ، وكذا المنظمات المهتمة بمناهضة العبودية وحقوق القوميات المضطهد ،  الشيء  الذي مكننا من توطيد علاقتنا القديمة مع هذه المنظمات وبناء شبكة علاقات دولية جديدة لصالح قضية لحرلطين في موريتانيا  ، مع هيئات ومنظمات أخرى وحكومات محلية وشخصيات اعتبارية الدولية ،عبرت جميعها عن اهتمامها بما يدور في موريتانيا و عن دعمها  لحقوق لحراطين المشروعة في المشاركة  في السلطة  والثروة  وإدارة الشؤون الحياتية في موريتانيا.

الشرق اليوم:  هل نتظر حصيلة من هذه العلاقات واللقاءات وما هي؟

السعد لوليد:   بنعمة من  الله وفضله علينا ، وبدعوات البؤساء والمظلومين من أبناء شعبنا وبمساعدة الشرفاء من أبناء العبيد ولحراطين والبيظان ، تمكنا من تحقيق نتائج فورية ومرحلية وأخرى مستقبلية واستراتيجية يمكن لنا ان نعتبرها في مجملها حصيلة مقبولة ومشرفة في هذا الظرف الدقيق والحساس الذي يمر به وطننا العزيز ويتشكل فيه وعي جديد لنخب وقواعد شعب لحراطين،كما أن كل القضايا العادلة الأخرى (أراضي مزارعي الضفة وحراك لمعلمين وقضية الصحفي الزميل ماموني والمتاجرة بالفتيات عبر الخليج العربي وتجارة وعمالة الأطفال ووضعية السجون وتجارة المخدرات والإرهاب والأمن في الساحل والصحراء )كلها مواضيع كانت مطروحة وبقوة على أجندة اللقاءات التي تمت مع أعضاء من (مجلس الشيوخ الأمريكي،والخارجية الأمريكية والمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والمنظمات الحقوقية المناهضة للتعذيب والاستعباد،والمهتمة بالشؤون الغوث وللاجئين فضلا عن اللقاءات الثنائية مع الشخصيات المرجعية المهتمة ببناء الديمقراطية ودعم الحرية وحقوق الإنسان في إفريقيا).

وهو الجهد المتواضع والقليل في حق قضية شعبي وبني جلدتي وهموم وطني، الذي نتجت عنه الحصيلة التالية

ـ  تمكنا وبالتعاون مع منظمة أفاز للحملات الدولية والعلاقات العامة من جمع أزيد من ثمان مائة وخمسة وسبعون ألف توقيع عبر العالم ،تطالب بإطلاق سراح الرئيسين برام الداه اعبيد  وإبراهيم رمضان.

ـ  كانت للقاءات التي أجريناها مع الخارجية الأمريكية لأثر الكبير على التقرير السنوى الذي تصدره وزارة الخارجية الأمريكية عن حقوق الإنسان في العالم، حيث ضمنته وبكل أمانة تشكر عليها ، التقارير والتصريحات التي قدمناها وأدلينا بها خاصة الجانب الذي تعلق بأنتهاك حقوق الحرطانيات في السعودية والمتاجرة بالأطفال وتضيق الحريات على المنظمات الحقوقية وبعض الصحفيون

ـ  وتمكنا خلال لقائنا بسيناتور كل من  واشنطن أوهايو والمنتخبون المحليون في فيلا دلفيا ،من استصدار رسالة موجه للرئيس محمد ولد عبد العزيز موقعة بإسم سيناتور واشنطن بول ستروس نيابة عن بقية الشيوخ تطالب بالإفراج عن برام الداه اعبيد وإبراهيم رمضان وفتح  المجال أمام المنظمات الحقوقية للتعبير عن حقوق الفئات المهمشة.

ـ  وعبر سيناتور واشنطن عن أستعداد حكومته للاعتراف بحركة إيرا، ومنح جائزة لزعمين برام الداه اعبيد وإبراهيم رمضان

ـ  تمكنا خلال هذه الجولة من المشاركة في مؤتمر إفريقيا وآمريكا والكاربي ،المنعقد في ولاية بنسلفينيا، للتعريف بقضة لحراطين بموريتانيا، ومدى الغبن والحيف والتهميش الذي يعانو ،  فضلا عن الممارسات الاستعبادية التي لازال جزء كبير من أبناء شعب لحراطين يرزح تحت نيرها ، المؤتمرون عبروا فرادا وجماعة عن صدمتهم لهذه المعانات وعن استعدادهم ودعمهم لكل مما من شأنه المساهمة في رفع هذا الظلم ، حيث أكدت بلدية فيلا دعمها مجددا ومساندتها لقضية لحراطين ومحاربة العبودية في موريتانيا والاعتراف بحركة"إيرا" .

ـ  مبعوثة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف إلى نيويورك ،  أكدت في اللقاء الذي جمعنا بها في مكاتب المجلس في نيويورك عن دعم مجلسها لكل القضايا العادلة في موريتانيا، و في مقدمتها قضية الرق والمنظمات المناهضة له ، وحالة سجناء الحرية في ألاك ومسألة حقوق الإنسان في موريتانيا ،الأمر الذي انعكس جليا على لقاءات جنيف 1 وجنيف2 في أكتوبر الماضي ونوفمبر الجاري ،

ـ  منظمات وهيئات خيرية تتقدمها هيئة مارتن لورث كيغ الخيرية

ومنظمات إنسانية وحقوقية وتربوية ومهنية عبرت عن استعدادها للامشروط لمساعدة ضحايا الاستعباد وإعادة تأهيل و تكوين أبناء العبيد 

ـ  جامعتي أوهايو و كولومبيا وعدد من الشخصيات الأكاديمية ومحامون دوليون وشخصيات اعتبارية عالمية أخرى ، عبروا لنا عن استعدادهم لتقديم المساعدة الفنية والعلمية في مجال (التربية والتعليم والصحة والتكوين المهني والزراعة وذوي الاحتياحات الخاصة فضلا عن المآزرة القضائية والقانونية والمرافعات الدولية والمحلية وتقديم الاستشارة عند الاقتضاء)

الشرق اليوم:  على ضوء هذه الحصيلة الكبيرة والمشرفة لكم ما هي الخطوة التالية وكيف يمكن توظيف هذه المكاسب حتى تنعكس إيجابا على واقع شعب لحراطين العظيم والأمة الموريتانية جمعا؟

السعد لوليد:  سؤال وجيه بات يردده لسان كل شاب من أبناء لحراطين ، وهم أصبح يأرق جل قادة الرأي والفكر في موريتانيا ، ممن يحمل هم هذا الشعب ويفكر بنظرة فاحصة وثاقبة في حاضر ومستقبل هذا البلد، ويقرأ الرسائل والدروس من حوله وفي محيطه العربي والأفريقي ، قراءة صحيحة تأخذ في الاعتبار التغيرات الدراماتيكية والهزات الاجتماعية العنيفة والانهيارات الأمنية الخطيرة من حولنا ، الأمر الذي جعلني اليوم أخاطب قيادات ونخب وقواعد لحراطين في هذه المقابلة و من خلال موقعكم  الرائد راجيا منهم التنادي وفي أسرع وقت ممكن إلى مشاورات بينية ، تحدد ملامح المرحلة القادمة وطبيعة الوسائل والأساليب الممكنة لمواجهة التحديات التي تفرضها هذه المرحلة الحساسة والدقيقة والمفصلية من تاريخ وطننا العزيز ، دعوة أرجوا ممن تعنيه ومن يهمه الأمر أن يبادر إلي تلبيتها ، متجاوزا مصالحه الذاتية والتنظيمية والحركية والحزبية ، من أجل مستقبل أجيال لحراطين القادمة ومن أجل موريتانيا الحرة المتحدة.

وهنا ومن أجل التوظيف والاستغلال الرشيد لهذه المكاسب والحصيلة الأولية ،أصبح لزاما علينا وعلى كل من يحمل هم قضية لحراطين العادلة في موريتانيا ، القيام بمراجعات فكرية وسياسية وتنظيمية وهيكلية ، حقيقية وصادقة وشفافة تلبي تطلعات وطموح شبابنا الضائع والمضيع في الحرية والكرامة والتربية والتعليم والصحة ، والمشاركة الفعالة والقوية في عملية بناء الديمقراطية وتنمية حقوق الإنسان.

 كما أوجه رسالة صادقة وحقيقة إلى صناع القرار في الدولة العميقة وإلى كل من يهمه الأمر في موريتانيا ، وأرجوا  ان تجد هذه الرسالة آذانا صاغية وعقول واعية وإرادات وطنية تستقبل الإشارة ، أن موريتانيا تتسع للجميع ووطن للجميع ، وأن أبناء العبيد ولحراطين قد عبروا الحدود بعد ان عبرو حاجز الخوف بعد حاجز الجهل ، وان دوام الحال من المحال ومخالف لسنة الحركة والتطور ، وأننا يمكن ان نسامح ولكن لن نسى ويمكن أن نمد اليد  لكن لن نستسلم أبدا ويمكن أن نفاوض ولكن لن نسلم.

الشرق اليوم:  كيف تقرءون نقل رفاقكم المفاجئ إلى السجن المدني بأنواكشوط؟

السعد لوليد:  نقل رفاقي السجناء من ألاك إلى أنواكشوط المفاجئ ، كان نتيجة حتمية لثمرة الجهود المتعددة للتأمين إطلاق سراحهم ، ولصمود الرؤساء برام الداه اعبيد وإبراهيم رمضان الأسطوري والبطولي والشجاع في سجنهم الظالم في ألاك ، كما كان للتضحيات الجسام التي قدمها المناضلون والمناضلات في التيار الانعتاقي من أبناء لحراطين الاثر الكبير في هذه الحركة السريعة والمفاجئة ، هنا انوه بضرورة إطلاق سراحهم فورا وبدون شروط وتمكينهم من العلاج والاستشفاء ، كما يطالب بذلك الرأي العام الوطني والدولي وكما تفرضه القيم والمعاهدات الوطنية والدولية

الشرق اليوم: هل من كلمة أخيرة؟

السعد لوليد:   نعم ... هي الحمد الله ثم الحمد الله ثم الحمد الله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.

أوجه كلمتي الأخيرة إلى إخوتي المناضلين والمناضلات التقدميين و التنويريين ، من أبناء لحراطين والبيظان ولمعلمين وكل الفئات و الإثنيات وأبناء القوميات الأخرى ، إلى الالتئام والتفكير بجد وصدق في ما يمكن أن يجمعنا ويوحد شعبنا ويضمن سلامة وطننا ، ويعبر بنا جميعا في سفينة السلامة إلى شاطئ الرحمة والأمان .

اللهم قد بلغت اللهم فاشهد   

أجرى المقابلة المدير الناشر إيراهيم ولد خطري