مـدارس التعـليم في المـزاد..أبناء السـود في الحضـيض(مقال رأي)

ثلاثاء, 2015-10-27 17:43

مأرب في تسرب أبناء السود من التعليم وجعلهم طلاب حضيض وسجون، ففي السنة الماضية حمل جنرال الفقر شعار سنة تعليم وهذه السنة شعار البيع والشراء ثم التغريب والتسريح والتسريب ، هلع وشغوف في حب التملك ولذات الذوق والفضول تيامنا بالجد قارون وان كان لم يورث لأحفاده إلا حب الملك وغريزة جمع النقود من حرمها وسفاحها و ربائها ومن بعده فرعون والمخلفون من حفدة النمرود (( وهذه الأنهار تجري من تحتي )) إن الجنرالات والساسة وأعوانهم لن تتوقف أطماعهم علي جمع الفلوس واخذ السلطة بعنونة أو بدون أي وازع شرعي أو قانوني ، فقد صدق الفيلسوف نتشه  Nitchفي كتابه جيولوجيا الأخلاق حينما قال : (إن القيم والأخلاق الفاضلة جاء بها الضعفاء من اجل أمن بطش وغطرسة الأقوياء وليس الدين "الكنيسة" إلا إحدى هذه الأغلال الخلقية التي كبلت بها أيادي الأقوياء عن سحق الضعفاء) فقد صدق الفيلسوف وان كان قد كذب، ألا ترون أن الجنرال محمد عبد العزيز سليل دار موستي بالسنغال وأعوانه في المدينة من الجنرالات والساسة لم ينقلبوا علي حكم خيار الشعب فقط ولا علي القيم الأخلاقية ولا علي هيبة الدولة و شرعية الدستور فحسب ولا علي كرامة المواطنين وسيادة الشعب. إن هؤلاء هم الضعفاء والفقراء بل قد قادته شطحاته وغروه إلي سجن الحقوقيين  حينما صدعوا بكلمة حق أمام سلطان " جنرال " جائر مغرور بنفسه يخال انه اقوي صمودا وتطاولا وبغي علي الرحمن من جده قارون.

إن أعداء خيبـر يعودون اليوم وقول الحق أمام جنرال "جائر" فيرفع الله به صاحبه مأئة درجة ثم يضاعف الله لمن يشاء فلا أعارض مبدئيا اخذ الحق وانتزاعه تحت مبدأ القوة ، كما لا أعارض  اخذ السلطة بالقوة إن لم يكن فيها ظلم للحلقة الأضعف في النسيج الاجتماعي فهي خصلة محمودة إن حققت وجسدت العدل والمساواة بين فئات المجتمع لا بالغبطة والتهور، فأنا أمن بمبدأ القوة والغلبة آنسة بأستاذي ( نتشه  Nitch) واحتقر الإستكانة والضعف والخنوع لأن عالم المثل لا مكانة فيه للضعف ، غير أن تملك العقارات في باريس والمغرب ومفاتح العصبة في جنينيات المركب الاولمبي ومدرسة الشرطة والفنادق في روصو حيث كانت مملوكة من طرف البلدية مثل ( فندق بوب) بوب هي ابنة يسلم ولد اللهاه ابن خالة الجنرال ثم اغتصاب منزل من حي الشرطة في مدينة 3 وشراء منزلين تعود ملكيتهما للدولة في عهد الانقلاب ورجل الأعمال حاب ، ضيف إلي ذاك أن هذه الفنادق معفية من الضرائب ولا تقضي فاتورة الماء بسبب وجود العميل الذي جلبه شيخ المقاطعة إلي شركة الماء في روصو وهو ليس له شهادة مسابقة دخول السنة الأولي من الإعدادية وقد اختفت في عهده الأول 80 مليون أوقية، كما تم ردم مجاري مياه الصرف الصحي التي تمر من أمام هذه الفنادق فلا البلدية إحتجت أو عمدة المدينة الذي يحسب علي ( المعارضة المغازلة) وخادع جماهير المقاطعة برفع شعار الإصلاح ومقارعة مفسدي النظام مما تسبب في ركود المياه داخل المدينة الناتج عن ردم مجاري الصرف الصحي ، لا ضير فان هذا الملك والتملك لا غرار فيه لأنه سُنة مبدأ القوة والغلبة فقد ورثوه جدًا عن صاغر وكابر وصولاً إلي الجد المؤسس قارون .

لكن ناقوس الخطر لا يتجسد في تجاوز كل الأعراف الإنسانية من دوس لمبادئ الشرف الحقوقية وسلب الشعب كرامته وحقوقه السياسية والاقتصادية وقيمه الثقافية، وإنما الخطر هو استهداف مدارس ظلت عبر العصور قلعة علمية تصدر أفواج الطلاب وينهل من متونها العلمية الجهلاء ومن حضنها الأذكياء الذين كان من بينهم رؤساء ووزراء وأطباء وسفراء وأساتذة ومعلمين ناعمة باسمها الشعبي ( مدرسة السوق - ومدرسة أكلينك - ومدرسة الحدائق) بالإضافة إلي اسمها العرفي ( مدرسة العاصمة 1 و 2 و6 ) أسماء خالدة في تاريخ وفي المورث الثقافي يتوارثه جيل عن جيل ، ففي مدرسة العاصمة 1 يحكني لنا السلف أن كلمة العدالة مشتقة من أنها أول قصر للعدل في تاريخ الجمهورية الإسلامية بناياتها الحالية ، أما مدرسة سوق فقد كانت مقسمة بين أبناء الوطن وأبناء السلك الدبلوماسي الاستعماري حيث يدخل أبناء المستعمر من البوابة الشمالية المحاذية لشارع جمال عبد الناصر ويدخل أبناء الوطن من البوابة الجنوبية المحاذية لسوق العاصمة أنها تراث ثقافي يجسد صمود بناة هذا الوطن في النضال الثقافي السلمي جنبا إلي جنب مع من كان بالأمس عدو لدود حتى قهروه وأصبحوا يدخلونها من أبواب متفرقة في حين كان المستعمر يضطهدهم علي الدخول من باب واحد ، أما في المدرسة رقم 6 فقد كان السلف الصالح يلتقي بالفلاحين والمنمين فيها إذ لم يكن موجود حينئذ إلا مقاطعة لكصر والعاصمة بل كانت هذه الحدائق نقطة تماس بين المدرسين والأطباء والمنمين وفلاحين لتدارس مشاكل الوطن وفي عقد الثمانيات أعير جانب منها لطب العمال كمخزن الأدوية فهل جزاء هذه القلاع العلمية التربوية البيع في المزاد العلني وإذا لم تجدي النذر والوعظ لجنرال هدم التراث التربوي وحكومة الظل السياسي فإننا سنرفع دعوي قضائية إلي منظمة التربية والثقافة والعلوم ( اليونسكو) التي تراع التراث وترمم ما تألف أو أتلف وتحافظ عليه في قضية جرم تجار فجار يستباحون هدم التراث وبتر الأصالة وطمس الهوية الثقافية والعلمية للبلد شكل قلعة علم وتراث في المشرق والمغرب

إن الانقلاب علي بصيص الأمل العلمي التربوي يعد كفرا بواح بالموروث الثقافي وظهار في المنشاة الثقافية يجب التصدي له والوقوف في وجه فهو انقلاب فاضح مخزي علي المنظومة التربوية في قلب بلاد المنارة والرباط  وان كان المستهدف هو خيرة المدارس التي تؤمن بالكيف وتتجاهل الكم من حيث عبقرية التلاميذ إن استهداف هذه المدارس بذريعة محاذاة السوق حجة داحضة ومبررات واهية فأسمائها دليل علي أنها كانت ولا تزال في هذا المكان نفسه فقد تخرج منها كل المثقفين والنخبويين منذ ذاك العهد وحتى اليوم فإذا لم يكن أسعفك الحظ أن تكون من نوابغها سيادة الجنرال وأمثالكم في السن ووزرائك " لُـدِ" فاعلم أنها قلاع علم و ينابع تراث يحرم بيعها بعدة قوانين تربوية وثقافية وقعت عليها الجمهورية الإسلامية في معاهدة اليونسكو ولا يمكن خرق هذه المواثيق الدولية مما يخول لمنظمة اليونسكو رفع دعوي قضائية في المحاكم الدولة ضد أي تجاوز في التراث الثقافي ومحاكمة سلطات البلد مثل ما فعلت مع فرنسا في ضربها للمعلم التاريخي في مصر( تمثال أبو الهول) لان الغاية لا تبرر الخطيئة ، فان كانت مجاورة السوق تبرر بيع معالمنا التربوية لسبق إلي بيع هذا التراث الثمين عكاشة حكمك فهو اقوي منك ملكا وعنصرية فالمنشأة التربوية والثقافية تظل خطوط حمراء.

إن استهداف هذه المدارس نكسة تربوية ونكبة ثقافية تنضاف إلي ماسي السود في أدوابه ولكصور والسهول والمقاطعات النائية والقرى في جميع مقاطعات الوطن فالأسواق تشكل حصن أمان للأطفال والمدرسين من غطرسة المجرمين الذين يهاجمون الأطفال ويختطفون البنات في أطراف مدارس العاصمة بسبب قلة السكان وبعد النجدة حتى فوات الأوان، أما في محاذاة السوق نجد أنه كلما صح طفل أو مدرس أتته النجدة من كل حدب وصوب بأفواج بشرية قبل أن يتدخل الأمن الذي لا يأتي إلا متأخرا وقد لا يأتي، سيادة الجنرال مرؤوس الجمهورية فهل لديكم شك أن نواياكم غير صادقة في بيع المدارس المجاور للسوق لأعلنت سيادتكم بيع مدرسة السبخة المحاذية للسوق السوداء ومستشفي المقاطعة وسوق السمك وسوق الجالية السنغالية للملابس فهي أجدى بان توضع في المزاد العلني لأنه يحدوا بها الخطر من كل الجهات الأربعة بالإضافة إلي سوق الخردل "النحارة" وتسويق المواشي المحاذي لإعدادية الميناء ومن الغريب انه تم استثناء هذه المدارس الحديثة النشأة والتي طالب ذوي التلاميذ بتغيير مواقعها.

سيادة الجنرال إن حاشيتك من وزراء ومستشارين وأعوانك من الجنرالات هي الأسوأ في تاريخ موريتانيا محل الشاهد احد الوزراء محدثا أستاذا من أقربائه في حديث سري " نحن نعلم أن بيع المدارس وتقليص عدد المساجد والمحاظر  أمر يخلف القانون و يتنافى مع شعار الجمهورية لكن عندما يكون خصمك يستحوذ علي معالم كانت حكرا لك فما عليك إلا أن تبحث عن وسيلة دفاع جديد تكون مبررة بعض الشيء حتى تهبط من عزم وقوة همت الخصم" فيا تراه من هو الخصم الذي يعني الوزير بحديثه؟

 لا نري أن هناك خصم الدود يدفع سلطات الجمهورية الإسلامية إلي أن تمتنع عن ترميم هذه القلاع العلمية التربوية العتيقة سوي حوالي 200 من الأطفال الأبرياء أي معدل 35 تلميذ في الفصل وهو ما يضمن للمدارس جودة العطاء العلمي الكيفي لا الكمي بل هو حظ ساقه الله لأبناء الضعفاء والمهمشين الذين لا يستعطون دفع رسوم التعليم الحر بحيث يدرس أبنائهم وينهلون من ينابع العلم وزهاء المعرفة وخاصة أبناء السود من حراس السوق والمنازل وبائعات التبغ والملحف والخضر وأصحاب عربات الحمير وبائعي اللحوم وصاحبات المطاعم والقلة من أبناء الزنوج ولعل هم العدو أو الخصم الذي يعني السيد الوزير في استعماله لصيغ الكناية في جهل وبناء لمجهول مستتر تقديره ( لحراطيـن) مبرهن أن سياسة رئيس الفقراء هي خلق جيل من والأميين من خلال التسرب المدرسي لتتلقفهم أزقة السجون بسبب هاتف أو قنينة غاز أو دريهمات مسروقة علي السارق الأول الحر الطليق من رحم ظلمات الجهل  يتولد التلصص. أمور يندي لها الجبين ويحتشم منها الضمير الوطني ويتبرأ منها الوازع الديني حتى وإن كان الراعي مؤمن يعلن إسلامه بدون تطبيق إن إيمان الجنرال مرؤوس الجمهورية ووزرائه يجب أن يكون متجسدة في رد الاعتبار لهذه المؤسسات التربوية من حيث الحفاظ علي الإرث الإسلامي والثقافي وغلق كل أوكار التمدرس التربوي الحر المجاورة لهذه المدارس والمرخص للأجانب بأسماء وطنية مستعار والتي لا تصدر إلا الانحلال الخلقي من حرية في تدريس ثقافة الجنس والدفاع المثليين والمخنثين وحرية الملبس كاشف للعورة والملابس الواصفة للأجساد تحت يافطة حرية الشباب وبيع جميع الأنجاس المساعدة علي ارتكاب محارم الله من زنا وشرب خبر ثم الإعراض عن دراسة مواد شرع الله المقررة في نظامنا التربوي الواصف لهذه المواد بأنها ثانوية فهذا هو الخصم وهو العدو فعندئذ ستعود للدولة هيبتها ومكانتها العلمية ضمن مصاف دول العالم الإسلامي والغربي. 

محمد ورزك محمود الرازكه

رئيس منظمة مرصد الحوار الشبابي لتذويب الفوارق الاجتماعية