
بيان شجب و تنديد
في سابقة خطيرة تتنافى مع قيم الديمقراطية و الحق المكفول دستوريا في التعبير الحر الذي تبوأت من خلاله بلادنا المكانة الاولى بين البلدان العربية في حرية التعبير، و في سابقة متمثلة في التكتم و التعتيم و طمس الحقائق و محاولة تضليل الرأي العام الصحي حول موضوع الحمى النزيفية و حمى الضنك و حمى الوادي المتصدع، و بعد ان ضاق الكل ذرعا بالتعامل الباهت و التعاطي الأجوف مع انواع الحمى المذكورة الامر الذي تسبب في وفيات عديدة أعلن رسميا عن اليسير منها معلَّلاً بأسباب اخرى للوفاة فيما تم التكتم على الباقي.
و بعد ان غصت المستشفيات و المستوصفات بالمرضى، قام مواطنون عاديون بحركة سلمية عفوية تمثلت في وقفة امام الوزارة المعنية بالصحة كتعبير عن امتعاضهم من تلك الوضعية مطالبين بإعطاء القضية اهتماما و عناية، بدلا من التعتيم فجاء الرد من ادارة الأمن حيث قامت باعتقال بعضهم على خلفية تعبيرهم عن شعورهم بالامتعاض إزاء تعامل من طرف المعنيين بالشأن الصحي أقل ما يمكن ان يوصف به الارتباك او اللامبالاة و كلا الامرين غير مبرر.
فالارتباك يوحي بعدم التجربة الكافية لمواجهة هذا النوع من الأزمات او ان تجربة انتشار حمى الوادي المتصدع بولاية آدرار سنة2010 لم تؤخذ منها العبر، أو اللا مبالاة و (تلك) أدهى و أمر.
تم اعتقال أولئك المتظاهرين و وضعهم في ظروف غير لائقة لا بأسلوبهم التعبيري المتحضر و المسؤول و لا بخطابهم السامي الذي يحمل في طياته معاني السمو و الإخلاص لوطن وصفه عدد من نخبه بأنه و للأسف الشديد ينزف، و عبر عن ذلك عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي
اننا في اتحاد المدونين الموريتانيين ندين هذا الفعل الشنيع الذي يضر كثيراً سمعة البلد و دولة الحريات و يرد البلد الى عهود مظلمة خلت لا ردها الله. و عليه فإننا سنكافح جهدنا من اجل ان لا نعود اليها و بما أتيح لنا من وسائل وآليات يتيحها القانون والدين و العرف و التجربة.
إن سجن أولئك المتظاهرين و الذين من بينهم احد مؤسسي اتحاد المدونين الموريتانيين لن يمر دون ان يجد الرد الحضاري المناسب، و ما هذا البيان الا طليعة للأنشطة التي يعكف الاتحاد على تحديد طبيعتها و الجدول الزمني للقيام بها.
كما نطالب السلطات بحماية الحريات المكفولة بالقانون و عدم المساس بها تحت أي ظرف كان استنادا الى القوانين المنظمة لحرية التعبير و التظاهر.
اللجنة الإعلامية لاتحاد المدونين الموريتانيين