
بالأمس كان لي لقاء مطول مع ضابط سامي من الجيش الموريتاني، بمبادرة من احد الزملاء الصحفيين.
تمحور اللقاء حول عدة أخبار نشرها موقع المجتمع عن المؤسسة العسكرية، وكان آخرها شكوى وردت لبريد الموقع عن وجود عمليات فساد داخل مدرسة الأسلحة في أطار.
المهم ان الضابط حاول إقناعي بأن الجيش ينبغي ان يظل بعيدا عن التجاذب السياسي وانتقاد الصحافة، مضيفا ان من الواجب استشارته في أية خبر يردني عن المؤسسة العسكرية، كما يفعل بعض زملاء المهنة، وذلك من اجل تسوية تلك الخروق قبل ان تثار في الإعلام، مؤكدا ان بعض الصحفيين أصبحوا يشون بمصادرهم الصحفية إليه، واخذ رأيه في ان كان الخبر الذي يردهم عن المؤسس العسكرية يمكن نشره أم لا، وعلي أنهم يفعلون ما يشير إليهم به.
وبعد ساعات من النقاش، لم يستطع أي منا إقناع الآخر بوجهة نظره، حيث أكدت له أننا في المشاهد، مؤسسة ذات استقلالية عن المؤسسة العسكرية، لا يمكن ان تخبر أية جهة مهما كانت عن أخبارها قبل نشرها، وعلي أننا مستعدون لنشر حق الرد لأي كان، وبأننا أيضا يمكن ان نتصل بالجيش او الجهات المختصة فيه، فقط حول الأخبار التي ربما تحتاج التأكيد كهجوم للقاعدة أو اختطاف جندي وهذا النوع من الأخبار، اما ان نصير مخبرين، فإنه قد اخطأ العنوان.
وهناك مسألة ثانية ينبغي ان يدركها عسكر موريتانيا، أنهم ليسوا فوق النقد او الشبهات، وان نجحوا في التعتيم علي بعض قضايا الفساد داخل الجيش فإنه حتما سيظل هناك من يكشف عنها.
وأخيرا فإننا في المشاهد لا نبحث امتيازات مادية او معنوية، وإنما نمارس قناعاتنا من خلال نافذة الموقع، علنا نسهم في خلق مجتمع تحكمه العدالة والمساواة.
نقلا من صفحة الصحفي و المدير الناشر للموقع "المشاهد/المهدي ولد المرابط