فوضى عارمة...وإفلاس بشركة "اسنات" التي يديرها أبن عم الرئيس بروصو(تحقيق)

أربعاء, 2015-06-24 14:29

تمثل الشركة الوطنية للإستصلاح الزراعي والاشغال (اسنات) العمود الفقري لقطاع الزراعة في موريتانيا، حيث تضطلع بدور محوري هام في مجال إستصلاح الأراضي، وتهيئة التربة للمزارعين وتقديم الخدمات اللازمة من تقشير وحصاد. وفي خطوة وصفت حينها بالارتجالية تم تحويل الشركة إلى مدينة روصو عندما أعلن رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز أن ولاية اترارزة عاصمة الزراعة بإمتياز ونظرا لما صاحب تحويل الشركة من إجراءات بدأت المشاكل تعلوا في الشركة إهمال وركود .. يرى كثير من العاملين في الشركة والمهتمين بالشأن الإستصلاح الزراعي في ولاية ترارزة أن شركة "أسنات" باتت في وضع أشبه بالموت السريري، نتيجة لإهمالها بشكل شبه كامل من جانب السلطات الموريتانية، الأمر الذي أدى إلى تراجع كبير في دور الشركة وقلص من أداء عملها وتدخلها في المجال إستصلاح الأراضي الذي أنشئت أصلا من أجله. وتؤكد معلومات موثوقة خاصة حصل عليها "الشرق اليوم" من مصادر شديدة الاطلاع داخل إدارة الشركة أنها تعاني منذ ما يقارب عقدين من الزمن من ركود شديد، حيث أن جل المسؤولين الإداريين في الشركة يتم تعيينهم من منطلق سياسي بحت وليس على أساس فني، فكثير منهم غير متخصصين ولا خبرة لهم في مجال القطع الغيار والإستصلاح الأراضي، فيتعاملون مع الشركة وكأنها ملك فردي خاص بهم. وتؤكد تلك المعلومات أن كل التغييرات الإدارية التي خضعت لها الشركة لا تتجاوز هرم الإدارة فقط،، بينما يوجد ضمن هيكلتها طاقم إداري يعمل منذ 15 سنة دون أي تغيير، فأصبح ـ تضيف المصادر ـ بمثابة لوب متحكم يبحث عن مصلحة خاصة على حساب المصلحة العامة في الشركة، ويمنع أي تطور يمكن أن يضخ دماء جديدة في سير العمل. عمال محرومون .. لا تزال رواتب جل عمال شركة "اسنات" تراوح مكانها ومنهم من تم طرده عندما طلب مستحقاته فساد .. وتفيد المصادر أن رواتب العمال لم تتغير ، وسط استغراب واستنكار من جانب العمال الذين باتوا يخشون البوح بمظالمهم خوفا من الفصل التعسفي أو المضايقات في العمل. وتقول تلك المصادر إن الدولة الموريتانية أصبحت شبه متخلية عن مراقبة ومتابعة سير العمل في الشركة، سواء في ذلك السلطات المركزية والجهوية، ويرجع البعض ذلك أن الشركة يديرها إبن عم الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز شكاوى .. يعيش عمال الشركة الإستصلاح الزراعي والأشغال "أسنات" في هذه الفترة حالة كبيرة من الاستياء والتململ، بعد أن يئسوا من الحصول على حقوقهم، وقنطوا من تحقيق وعود الإدارة التي تماطلهم منذ فترة، وتعدهم بقرب حل مشاكلهم المتراكمة دو ن أن يتحقق على أرض الواقع شيء من ذلك. ويطالب عمال الشركة بتغيير وضعيتهم التي يصفونها بالمزرية والمحطبة حتى لا تخرج الأمور عن نطاق السيطرة.

الشرق اليوم روصو