
بنيت موريتانيا علي ثلاث, شرف, إخاء, عدالة, ثلاثة كتب لها الا تتحقق, فالشرف: منذ نشأة الدولة و حتى الآن يتواصل مسلسل اغتصابه من طرف أصحاب الأحذية الخشنة, بحجة إصلاح الدولة و هم المفسدون, إخاء: لم يذكر منه إلا ما كتب في أوراق رسمية, فمع أن المسلم علي المسلم حرام دمه و عرضه و ماله كما قال صلي الله عليه وسلم, في موريتانيا مارس المسلم علي أخيه المسلم اشد أنواع العبودية و فعل به ما لا عين رأت و لا إذن سمعت ولا خطر علي قلب بشر, علي مرآي و مسمع الدولة و رجال الدين, في انتهاك صارخ للدين و القانون, بينما قامت الدولة بقائدها المجرم الأسبق معاوية ولد سيد احمد الطايع بمجزرة لا إنسانية ضد مواطنين زنوج خوفا علي حكمه, او عقابا لهم, و ما زالت تلك الجريمة تلقي بآثارها علي المجتمع حتى اللحظة, عدالة: كلمة صاح بها كل حاكم جديد او ساعي للسلطة, و ما إن يتربع احدهم علي كرسي الرئاسة حتي تبدأ الكذبة تظهر للعيان, تعيينات حسب القبيلة, و توظيف للاقرين, و ماسوي ذالك من المواطنين لا حظ لهم سوي حمل اوراق تدل علي إنهم ينتمون للجمهورية الإسلامية الموريتانية, و كثيرا ما كانت أسماؤهم خاطئة, فلا غرابة إذا وجدت محمد سالم ولد أعمر يحمل بطاقة كتب عليها احمد جا... لم يترأس موريتانيا رئيس الا وافق سلفه علي اثنتين, الأولي موريتانيا تتوفر علي اقتصاد أفضل من موارد دول المنطقة, و الثانية هي سوء التسيير و الاجتهاد علي نهبه, اقتصادنا حدث ولا حرج شاطئ من أفضل الشواطئ, المعادن, الثروة الحيوانية, الطاقة ... و بالرغم من كل هذا توجد دول تنخر جسدها الحروب الأهلية و اقتصادها متهالك بل شبه معدوم في اغلب الأحيان و هي أفضل منا بكثير, حيث لا يمكن ان نقول بأن لدينا قطاع واحد ناجح, التعليم فاشل, لأن المعلم شاب كان لديه من الأماني و الأحلام ما يمنعه من التفكير بان يكون معلما في يوم من الايام, و هرب من شبح البطالة فوجد نفسه يدرس أبناء البؤساء لا هم يريدون التمدرس و لا هو قادر علي التوصيل, الصحة مأساة, حين يقطع الجراح ذكر طفل كان يريد أن يطهره, الإدارة تجمع من بعد العاشرة صباحا و تبادل للإخبار الشخصية فلانة فاتها القطار, فلان خطب .. و إمام الباب طابور من المساكين يريدون إن يحصلوا علي غايتهم,