
في لحظة دقيقة من مسارها الوطني، تقف موريتانيا اليوم على عتبة تحول تاريخي، لا تُدونه العناوين العريضة، بل تُجسده الوقائع على الأرض. لقد اختار فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني منذ توليه مقاليد السلطة، طريقا مختلفا عنوانه بناء مشروع وطني عملاق، يضع موريتانيا على أسس قوية، عادلة، مستقرة.
ما يحدث في موريتانيا اليوم ليس مجرد تحسن في المؤشرات الاقتصادية، ولا استثمارات تُضخ هنا وهناك… بل هو تصحيح هادئ لمسار طويل يهدف إلى إعادة ترتيب الأولويات، بحيث يُصبح المواطن هو جوهر السياسة وغايتها.
في العاصمة نواكشوط، نشهد اليوم تحولا بنيوياً غير مسبوق بفضل رؤية متكاملة تنفذها حكومة معالي الوزير الأول المختار ولد اجاي، باستثمارات تصل لـ 57 مليار أوقية قديمة، استثمارات ترمي في مجملها لإعادة رسم وجه المدينة لجعلها عاصمة حديثة تليق بطموح الشعب الموريتاني.
لكن الصورة الأهم، وربما الأبلغ دلالة، تكمن في مشروع “تعمير مدن التآزر”. إنه ليس مجرد عمران، بل استعادة لقيمة المواطنة. فالمناطق التي كانت في عزلة ستتحول في المستقبل القريب إلى أحياء منظمة، تنبض بالحياة الكريمة، وتُعيد الاعتبار لأسر طالما انتظرت من يحتضنها بكرامة.
ولأن السياسة الاجتماعية ليست شعارا في هذا العهد الميمون، يتواصل اليوم برنامج التحويلات النقدية الذي أطلقه فخامة الرئيس عام 2020، والذي بلغت مخصصاته في شهر رمضان المبارك سبعة مليارات أوقية قديمة، ليكرس مقاربة جديدة: لا موسمية في الدعم، ولا مزاجية في العناية، بل نهج دائم يرعى من هم في أمس الحاجة.
وقد شهد قطاع الصحة في هذا العهد المبارك تحول ملموس، حيث تنعم اليوم مائة ألف أسرة موريتانية بالتأمين الصحي، في خطوة قل نظيرها في التجارب الإقليمية، إنها ليست امتيازاً فحسب ، بل استحقاق طال انتظاره، واستجابة تليق بمفهوم المواطنة الكاملة.
أما على الصعيد السياسي، فقد كتب لموريتانيا عهد جديد… عهدٌ استبدل التنافر بالتشاور، والإقصاء بالشراكة. فطاولة الحوار تمكنت من توحيد الصف وأجلست جميع الفرقاء السياسيين على منصة واحدة، منصة عنوانها موريتانيا للجميع، وهذه ليست صدفة عابرة، بل تعبير عن رؤية قائد يدرك أن الاستقرار لا يُفرَض، بل يُبنى بالتفاهم والتشاور.
وعلى المستوى القارة الأفريقية، لم تكن موريتانيا في يوم من الأيام أكثر حضوراً مما هي عليه اليوم. فرئاسة فخامة الرئيس للاتحاد الإفريقي كانت منصة لترسيخ رؤية متزنة، وواقعية وعقلانية، رؤية تُؤمن أن بناء الداخل لا يكتمل إلا بتوازن الدور الخارجي.
وهكذا، يقود فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، تحولًا استراتيجيًا هادئًا، عميق الأثر، تُشرف عليه منظومة تؤمن بالعمل لا بالضجيج، وبالنتائج لا بالشعارات. نعم، إنه تحول يفتح أمام موريتانيا آفاقًا جديدة، عنوانها: العدالة، والتنمية، والكرامة والاستقرار.