شكل خطاب وزير الصيد والاقتصاد البحري الخبير محمد ولد عابدين في مركز البحوث والمحيطات بداية مكاشفة حقيقية لمجمل الفاعلين حول ملامح المقاربة التي ينوي الرجل تطبيقها في القطاع مهما كانت حجم الضغوط وتأجيج الشارع لإبتزازه أو الضغط عليه.
ظهر الخبير هذه المرة بشكل واضح وخاطب الفاعلين بشكل كسر فيها الروتين بأن المصلحة العامة هي الخط الأحمر وليس فترة 15 يوما التي تغنى بها الصيادون ووصفوها بالخط الأحمر وخاطبوا الوزير بشكل تحدي:لن تستطيع أخذها.
واصل الخبير الوزير حديثه بشكل صريح بأن الثروة باتت في ندرة وبأن يتم الإبتعاد عن شخصنة الأمور بدل قضايا المصلحة العامة ، منبها إلى أن المعطيات العلمية الأخيرة أثببت حجم الفوضوية في قطاع الصيد التقليدي واصفا إياه ب”ياجوج وماجوج” حسب تعبيره.
وقدم الوزير أرقاما تكشف أن حجم الكميات التي أخذت من الإخطبوط في السنوات الماضية تصل 21000 طنا من الإخطبوط معلنا بشكل صريح بأنه لن يستمروا في هذه الفوضوية على الإطلاق.
وواصل الوزير بأنهم سيحتكمون إلى منطق القانون وليس منطق العواطف ومبررات الرغبات معتبرا أنه ينبغي أن يفهم الجميع بأنهم لن يفرطوا في الإخطبوط لرغبات أيا كان.
بدا الوزير الخبير صريحا في حديثه وتحدث بمنطق علمي صريح دون دسم السياسة مشيرا ضمنيا إلى أن فترة 15 يوما ليست إلزامية وبأن فترة 15 يوما ليست ملزمة وبأن فاتح يوليو سيتم فتح البحر أمام الجميع.
وخاطب الوزير الفاعلين بأنه لن يفرط في الإخطبوط لرغبة 400 سفينة أو 4600 زورق يتلاعبون بالإخطبوط ، منبها إلى أن مخطط الإخطبوط ينص على تحديد آليات الصيد ولم يحدده هو بل المخطط وسينفذ شاء من شاء وأبى ومن أبى.
وأعلن الوزير عن استعداده لزيادة حصة الصيد التقليدي وكذا الحصص ومتـأكد بأن ثمن الإصلاح سيحرك كثيرين وسيتم إصلاح القطاع وليس مستعدا بأن يتم الضغط عليه على غرار ماكان يجري مع الوزراء السابقين.
وأعلن الوزير رفضه لأي ابتزاز أو ضغط أو تهديد مهما كان وأن الخط الأحمر هو المصلحة العامة التي ينتظرها الشعب منبها إلى أن الرأي العلمي والتشاور هو سيد الموقف والإحتكام إلى منطق المصلحة العامة بدل المصالح الشخصية.
وواصل الوزير سرده لملامح مقاربته قائلا إنه لن يسجل التاريخ له موقفا بمنح تسهيلات لما يشكل خطورة على الثروة البحرية ، مشيرا إلى قضية “لكراع” هي نافذة على خليج النجمة التي هي محمية لتكاثر الأسماك وسيتم تحديد مناطق تراعي المصلحة.
استطاع الوزير امتصاص حجم الخطابات المتشنجة في القاعة كاشفا بذلك عن مستوى كبير من الخبرة والمرونة ومبتعدا عن الخطاب السياسي أو الإستعطاف ومغلبا الخطاب العلمي البحت.